تفاقم أزمة الدقيق والأعلاف بغزة

أحمد فياض-غزة
تتفاقم في قطاع غزة مشكلة نقص القمح والأعلاف، وسط تخوفات من تصاعد حدة الأزمة في الأيام القليلة القادمة، ما لم تتراجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن إجراءات تقليص كميات الحبوب الموردة إلى القطاع عبر معبر المنطار شرق مدينة غزة.
وإزاء هذا الوضع، حذرت الحكومة الفلسطينية المقالة على لسان الوكيل المساعد في وزارة الاقتصاد إبراهيم جابر، من خطر انعكاس تضرر قطاعي إنتاج الخبز والأعلاف على أوجه الحياة المختلفة في غزة.
وأكد المسؤول الفلسطيني أن مشكلة نقص كميات الحبوب تعود إلى بدايات أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين قلصت سلطات الاحتلال العمل في معبر المنطار (كارني) التجاري المخصص لتوريد القمح والأعلاف إلى يوم واحد من أصل يومين في الأسبوع، لصالح إدخال الحصى لمشاريع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
ودعا جابر في حديثه للجزيرة نت المؤسسات الدولية والإنسانية إلى الضغط على تل أبيب لمضاعفة الكمية المسموح بإدخالها إلى القطاع وإعادة تشغيل المعابر التجارية بما يفي بحاجات السكان.
وعلى الأرض يشتكي أصحاب المطاحن والمخابز ومستوردي الحبوب من قلهة الكميات المسموح بدخولها إلى الأسواق المحلية، الأمر الذي يهدد بتوقف عملهم ويلحق بهم خسائر كبيرة، إذا لم يكن هناك حلول سريعة وإعادة تشغيل المعبر بطاقته التشغيلية السابقة.

أزمة حقيقية
ويؤكد رئيس مجلس إدارة جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي أن الإجراءات الإسرائيلية تنذر بوقوع أزمة حقيقية جراء نقص الحبوب من القطاع.
وأشار إلى أن تفاقم الأزمة يعود أيضاً إلى نفاذ كميات القمح والحبوب المخزنة لدى كبار التجار، وصعوبة استيراد كميات كبيرة جديدة بفعل ارتفاع أسعارها عالمياً.
وقال العجرمي إن مخزون القمح نفذ من العديد من المطاحن العاملة في القطاع، وإن ما تملكه لا يكفي لتشغيلها إلا ليوم أو يومين فقط، مضيفا أن انعكاس هذا الأمر على عمل المخابز والمواطنين سيظهر خلال الأيام القليلة القادمة.
وتوقع أن تضطر مخابز القطاع للتوقف عن العمل خلال الأسبوع المقبل بسب نفاذ مخزون الدقيق، ما لم يتم إدخال كميات مضاعفة من القمح إلى غزة في غضون أسبوع.
احتياج الدقيق
وذكر العجرمي للجزيرة نت أن حاجة قطاع غزة من الدقيق يبلغ 15 ألف طن شهرياً، وما يدخله حالياً يبلغ فقط 1200 طن أسبوعياً، في حين أن استهلاك القطاع من الدقيق لا يقل عن خمسة آلاف طن أسبوعيا.
بدورة أوضح المدير العام لشركة مطاحن السلام عبد الدايم عواد أن مطحنته كانت تعمل أسبوعيا بطاقة إنتاجية تبلغ 1400 طن أسبوعياً، غير أنها حالياً تنتج فقط 300 طن أسبوعيا.
وأضاف للجزيرة نت أن استمرار الأزمة سيلحق به الكثير من الخسائر نتيجة التزامات مالية وعقود تجاه المؤسسات الإنسانية وأصحاب المخابز.
وتوقع عواد أن لا تقف تأثيرات الأزمة على السكان والتجار، بل ستطال قطاع الثروة الحيوانية الذي يعتبر قطاعا حيويا هاما يمد السكان باللحوم والألبان والبيض.

ويؤكد صاحب مصنع نافكو للأعلاف خضر أبو عجوة أن قطاع الثروة الحيوانية يعاني من أزمة كبيرة جراء تقليص إسرائيل كمية الأعلاف الواردة إلى القطاع، موضحاً أن تل أبيب قلصت نسبة دخول حبوب الأعلاف.
وبيّن للجزيرة نت أن كمية حبوب الأعلاف التي تصل غزة تبلغ أربعة آلاف طن أسبوعياً من قمح وشعير وغيرهما، في حين أن حاجة القطاع من الأعلاف تبلغ 16 ألف طن أسبوعياً.
وأشار أبو عجوة إلى أن هذه الأزمة تسببت في خسائر كبيرة للتجار ومربي الحيوانات وخاصة الدواجن منها، الأمر الذي دفعهم إلى تقليص إنتاجهم والتخلص منها إما بالبيع أو الذبح، لأن الحصول على الأعلاف لم يعد أمرا سهلا جراء النقص الحاد في الحبوب.