بكين تنعش اقتصاد باكستان المتهاوي

epa02500486 A handout picture released by the Press Information Department on 18 December 2010 shows China's Prime Minister Wen Jiabao (L) shaking hands with Pakistan's President Asif Zardario during their meeting in Islamabad, Pakistan. Wen Jiabao arrived in Rawalpindi on 17 December on a three-day official visit to hold talks with Pakistani Prime Minister Yousuf Raza Gilani, President Zardari and Pakistanis prominent political leaders including Nawaz Sharif and others.

مهيوب خضر-إسلام آباد

تنفس اقتصاد باكستان الصعداء عقب توقيع اتفاقيات مع الصين بلغت قيمتها 35 مليار دولار خلال زيارة رئيس الوزراء وين جياباو الأخيرة لإسلام آباد، ورغم أن الاستثمارات الجديدة ستزيد من عجز ميزان التجارة بين البلدين لصالح بكين فإن اقتصاد باكستان من المتوقع أن يشهد مرحلة إعادة ولادة بحسب مراقبين.

وقعت باكستان والصين أثناء زيارة رئيس وزراء الصين -التي استمرت ثلاثة أيام في الأسبوع الماضي- 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عدة منها الطاقة والتقنية والزراعة والطرق والمناجم وغيرها.

توزعت قيمة العقود بين القطاعين العام والخاص، حيث بلغت قيمة العقود الموقعة مع القطاع الحكومي أكثر من 15 مليار دولار، في حين حاز القطاع الخاص على عقود بقيمة أكبر من الاستثمارات، يتوقع أن تضع الاتفاقات اقتصاد باكستان على عتبة المعافاة.

الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وصف الاتفاقيات بأنها "فوز للبلدين" موضحا أن الصين تملك الخبرة وباكستان لديها الفرص، ولقيت زيارة جياباو ارتياحا كبيرا في صفوف الباكستانيين وإن قدم إلى باكستان من خصمها اللدود الهند.

وعبر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني عن أمله في أن يرتفع التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2015.

نور فاطمة وصفت الاتفاقات التجارية مع الصين بحاجة الساعة لإنقاذ اقتصاد باكستان (الجزيرة نت)
نور فاطمة وصفت الاتفاقات التجارية مع الصين بحاجة الساعة لإنقاذ اقتصاد باكستان (الجزيرة نت)

حاجة الساعة
تعليقا على الاتفاقات الموقعة قالت المحللة الاقتصادية الدكتورة نور فاطمة أحمد بأنها حاجة الساعة لإنقاذ اقتصاد باكستان المتهاوي، مضيفة في حديثها للجزيرة نت أن الاستثمارات الصينية الجديدة في باكستان من شأنها أن تحدث ثورة اقتصادية وتضخ دماء جديدة في عروق اقتصاد البلاد الذي أنهكته الحرب على الإرهاب، التي استنزفت نحو أربعين مليار دولار.

ولفتت المحللة الباكستانية الانتباه إلى أهم ما يميز الاستثمارات الصينية أنها تأتي في قطاع البنية التحتية وعلى رأس ذلك مجال الطاقة المتعطشة باكستان إليه.

وأشارت إلى أن الاتفاقات الموقعة ركزت على الاستثمار في مجال توليد الطاقة عبر المياه والرياح إضافة إلى الطاقة الشمسية، مشيرة إلى أنها بدائل رخيصة من شأنها أن تخرج باكستان من أزمة الطاقة الخانقة التي تعيشها.

يشار إلى أن نصيب مجال الطاقة من الاستثمارات الموقعة بلغ 6.5 مليارات دولار، حيث ستعمل الصين على بناء محطة نووية لإنتاج الكهرباء تصل قدرتها الإنتاجية إلى ثمانية آلاف ميغاوات بحلول العام 2025.

ووصفت نور فاطمة الاستثمار بإنتاج الكهرباء بالمشروع الإستراتيجي لباكستان التي توقفت عشرات المصانع فيها عن الإنتاج وتراجع إنتاج مئات غيرها جراء انقطاع التيار الكهربائي أو نقص إمدادات الغاز.


إنتاجية العديد من المصانع الباكستانية تتعطل جراء إنقطاع الكهرباء (الجزيرة نت) 
إنتاجية العديد من المصانع الباكستانية تتعطل جراء إنقطاع الكهرباء (الجزيرة نت) 

نمو إقليمي
من جانبه وصف المحلل الاقتصادي الدكتور زبير خان نتائج زيارة رئيس الوزراء الصيني لباكستان بأنها أكثر من ناجحة وفتحت أفاقا جديدة للتجارة والاستثمار بين البلدين.

ولفت -خلال حديثه للجزيرة نت- إلى أن من أهم النتائج للزيارة التوقيع على اتفاقات بقيمة تزيد عن ضعف قيمة الاتفاقات التجارية التي وقعتها بكين مع نيودلهي.

حيث أن من شأن ذلك أن يحسن من موقف باكستان الاقتصادي أمام جارتها الهند التي يشهد اقتصادها نموا مطردا.

ورجح خان أن يزيد العجز في الميزان التجاري الباكستاني مع الصين البالغ حاليا نحو خمسة مليارات دولار بعد الاتفاقيات الأخيرة. وحث الحكومة الباكستانية للانفتاح على السوق الصيني واستكشاف احتياجاته لرفع مستوى الصادرات، كما طالبها بوقف عمليات تهريب البضائع من الصين.

ورافق رئيس الوزراء الصيني وفدا يتكون من 250 عضوا انخرطوا مع نظرائهم الباكستانيين في دراسة أكثر من 36 مشروعا عرضت من طرف باكستان.

وشهدت الزيارة الإعلان عن فتح أول بنك صيني للتجارة والصناعة في باكستان.

تجدر الإشارة إلى أن 80% من المواد المستهلكة في باكستان تستورد من الصين.

المصدر : الجزيرة