العواصف تلحق خسائر بمزارعي غزة

المزارع بدر شعت ينظر إلى دفيئتة المدمرة بفعل الرياح
المزارع بدر شعت ينظر إلى دفيئته التي دمرتها العواصف (الجزيرة نت)

   
أحمد فياض-غزة



خلفت العواصف الرملية التي ضربت قطاع غزة مطلع الأسبوع تدميرا واسعا في الدفيئات الزراعية التي تزود سكان غزة بما يلزمهم من خضراوات، وألحقت خسائر كبيرة بالقطاعين الزراعي والحيواني.
 
ويخشى أن تؤثر الأضرار التي تكبدها المزارعون على سوق الخضراوات، في ضوء ضعف سبل الإنعاش العاجلة لهذا القطاع الحيوي.
 
المزارع بدر شعت عبر عن حزنه الشديد إزاء ما تعرضت له دفيئاته الزراعية من أضرار بالغة وتلف محصولي الطماطم والكوسة فيها، وهو ما سيضطره لزراعتها من جديد وسيكلفه مبالغ مالية باهظة لن يكون بمقدوره توفيرها بعدما أتت الرياح العاتية على محاصيله وهي على عتبة موسم قطف.
 
وقال شعت للجزيرة نت وهو ينظر بحسرة إلى دفيئاته التي اقتلعتها الرياح الشديدة، "لا أستطيع حتى الآن إصلاح ما دمرته العواصف لأن حجم الأضرار كبير ويفوق طاقاتي وإمكانياتي البسيطة".
 
حال المزارع شعت لم يكن أفضل من حال المزارع سامي الأغا، لكن الأخير أصر -بمساعدة أبنائه- على مدار الأيام الماضية على إصلاح دفيئاته الزراعية الأربع التي تحطمت وتمزقت من أجل الحفاظ على ما تبقى من محصولي الطماطم والفلفل داخل مزرعته.
 
وأضاف "دفعني ضيق الحال إلى استخدام النايلون القديم والمثقوب لتغطية ما تمزق وتجنب حدوث أضرار إضافية تصيب الثمار الناضجة، وتقليل نسبة الخسائر المتوقعة".
 

سامي الأغا يصلح ما تمزق من دفيئته(الجزيرة نت)
سامي الأغا يصلح ما تمزق من دفيئته(الجزيرة نت)

تخوف المزارعين

وعبر الأغا عن تخوف المزارعين من اشتداد الرياح في الأيام القادمة، وتضرر ما تبقى لديهم من محاصيل يعولون عليها في تعويض بعض خسائرهم.
 
وناشد المزارع المتضرر الجهات ذات العلاقة -سواء الأهلية أو الحكومية- مد يد العون للمزارعين ومساعدتهم في ترميم البيوت البلاستيكية بأسرع وقت ممكن حتى يتغلبوا على الأزمة الحالية ويتعافوا من نتائج العواصف الكارثية.
 
ودمرت العواصف التي ضربت قطاع غزة مئات الدفيئات، وأصاب الضرر المحاصيل الموسمية، إضافة إلى تضرر قطاع الإنتاج الحيواني والثروة السمكية.
 
بدوره أكد الوكيل المساعد بوزارة الزراعة في الحكومة المقالة إبراهيم القدرة أن المنخفض الجوي العميق الذي ضرب الأراضي الفلسطينية مؤخراً أثر سلباً على القطاع الزراعي.
 
وأشار إلى أن 15% من القطاع الزراعي تضرر بفعل الرياح الشديدة التي دمرت أكثر من 1200 دفيئة زراعية بشكل كلي وجزئي وقضت على المحاصيل الناضجة والخضراوات، لا سيما حديثة الزراعة.
 
وبحسب المسؤول الحكومي فإن صيادي الأسماك لم ينجوا من الخسائر الكبيرة بسبب ارتفاع الأمواج التي ابتلعت القوارب والمعدات التي كانت ترسو على الشواطئ، إضافة إلى تضرر قطاع الإنتاج الحيواني وما رافقه من نفوق آلاف الدواجن جراء التدمير الذي طال عددا من الحظائر.
 

 أشرف الأسطل (الجزيرة نت)
 أشرف الأسطل (الجزيرة نت)

قيمة الخسائر
وقدر إبراهيم القدرة قيمة الخسائر الزراعية الأولية في قطاع غزة جراء المنخفض الجوي بنحو ثلاثة ملايين دولار.
 
وأوضح أن حكومته ستقدم خلال الأيام القليلة القادمة مساعدات عاجلة وطارئة للمزارعين المتضررين بعد التواصل مع المؤسسات والمنظمات المانحة.
 
وذكر للجزيرة نت أن الزراعة الموسمية التي تعتمد على الأمطار تضررت بشكل كبير بفعل العواصف، وخصوصا محاصيل القمح والشعير التي يعتمد عليها قطاع غزة بشكل كبير.
 
من جانبه أوضح رئيس جمعية مزارعي البيوت البلاستيكية أشرف الأسطل أن الرياح الرملية التي سادت أجواء قطاع غزة واستمرت على مدار 48 ساعة متواصلة، تسببت في أضرار كبيرة للمزارعين وكبدت أصحاب الدفيئات خسائر فادحة.
 
وذكر الأسطل للجزيرة نت أن جمعيته عملت على حصر الأضرار التي لحقت بالمزارعين وتوجهت بطلبات للحصول على مساعدات طارئة للمتضررين من قبل عدد المؤسسات الدولية المانحة التي اعتذرت عن مد يد العون لتزامن وقوع الأضرار مع نهاية العام الذي يشهد جردا لكافة مشاريع الدعم الطارئة وغير الطارئة.
المصدر : الجزيرة