الكهرباء تؤرق سكان الجنوب اليمني

برلمانيون حملوا وزارة الكهرباء مشكلة الانطافاءات المتكررة (الجزيرة نت )

برلمانيون حملوا وزارة الكهرباء مشكلة الانقطاعات المتكررة (الجزيرة نت)

إبراهيم القديمي-عدن

تواجه اليمن في عموم محافظاتها عجزا هائلا في الطاقة الكهربائية وتتفاقم مع دخول أشهر الصيف وازدياد الطلب من قبل المستهلكين بما يفوق قدرة محطات الكهرباء المتوفرة.

وتزداد معاناة سكان الجنوب اليمني الذي تتسم مناطقه بطقس حار جدا ترتفع فيه درجات الحرارة لأكثر من 45 درجة مئوية في الصيف جراء تكرار انقطاع التيار الكهربائي يوميا.

ويرى عضو ما يسمى بالحراك الجنوبي ناصر الخبجي أن مشكلة الكهرباء في مدن الجنوب أصبحت مزمنة وأوضح أن بعض أعضاء البرلمان تقدموا بمقترح يوصي وزارة الكهرباء بمراعاة ظروف المناطق الحارة وإعفائها من قطع التيار.

واتهم الخبجي في حديث مع الجزيرة نت الحكومة بالتقصير والتقاعس في حل مشكلة الكهرباء.

خالد راشد: محطة مأرب الغازية ستنتج 341 ميغاوات (الجزيرة نت )
خالد راشد: محطة مأرب الغازية ستنتج 341 ميغاوات (الجزيرة نت )

لوم الحكومة
وكانت مدينة عدن شهدت منذ دخول فصل الصيف الحالي ارتفاعا غير مسبوق في انقطاع الكهرباء في مديرياتها الثماني لمدد تتراوح بين خمس وعشر ساعات يوميا في وقت تشهد فيه المدينة نموا سكانيا كبيرا وارتفاعا ملحوظا في المشاريع الاستثمارية المعتمدة على الطاقة الكهربائية.

وحمل برلمانيون وزارة الكهرباء والطاقة المسؤولية إزاء المشكلة التي تنامت كثيرا في الآونة الأخيرة، ودعا النائب البرلماني عن حزب المؤتمر الحاكم عبده بشر إلى محاكمة من وصفهم بلوبي الفساد في الكهرباء.

أما النائب الإصلاحي منصور الزنداني فاتهم المفسدين بالتسبب في استمرار مشكلة الكهرباء التي تعاني منها اليمن منذ ثلاثة عقود.

وشكك الزنداني في حديثه مع الجزيرة نت في صلاحية المحطات التي تم شراؤها، مؤكدا أن محطة ذهبان البالغة قيمتها 60 مليون دولار (وكان مقررا أن تغذي صنعاء بستة ميغاوات) اتضح بعد تركيبها أنها مستخدمة "وتم اقتناؤها بطرق فاسدة".

ونفى وجود أي نية لدى السلطات اليمنية لحل عجز الطاقة الكهربائية، رغم أن القروض التي حصلت عليها الحكومة تبلغ 900 مليون دولار بينما المشكلة تتنامى بصورة لا تتناسب وحجم القروض، وأوضح أن محطة مأرب الغازية لن تنتج في أحسن الأحوال سوى 150 ميغاوات.

أحمد الكامل عزا الانقطاعات المتكررة إلى تقادم أعمار المحطات (الجزيرة نت)
أحمد الكامل عزا الانقطاعات المتكررة إلى تقادم أعمار المحطات (الجزيرة نت)

رأي السلطة
المدير العام لمشروع المحطة الغازية بمأرب رجح أن تنتج المحطة 341 ميغاوات من الكهرباء وستسهم في سد نسبة كبيرة من العجز القائم في الأحمال الزائدة.

وقال خالد راشد للجزيرة نت إن المحطة البالغ تكلفتها 159 مليون دولار ستدخل الخدمة في نهاية يوليو/ تموز الجاري على أبعد تقدير، وأشار إلى أن المرحلة الثانية من المحطة التي ستنتج 400 ميغاوات والمرحلة الثالثة التي ستنتج 300 ميغاوات سيدخلان الخدمة في العام 2013.

من جهته عزا المدير العام بالمؤسسة العامة اليمنية للكهرباء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي إلى تقادم أعمار المحطات وعدم دخول المشاريع الإستراتيجية للطاقة ما أدى إلى حصول فجوة هائلة بين الطلب والقدرة الكهربائية المتاحة.

وقال أحمد الكامل للجزيرة نت إن انعدام الطاقة الاحتياطية التي تمكن من تحديث وتجديد المولدات القديمة وارتفاع الطلب على الطاقة بزيادة نمو تتراوح بين 10% و12% سنويا بسبب زيادة السكان والمشاريع الاستثمارية والتجارية قد أسهم في تفاقم مشكلة الكهرباء التي تعيشها اليمن حاليا.

المصدر : الجزيرة