الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضاء رحب للاستثمار

منذر القروي–الدوحة
قال مشاركون في مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط بالدوحة إن المنطقة مضافا إليها شمال أفريقيا تمثل مجالا رحبا للاستثمار إذ تضم أسواقا ضخمة ناشئة مثل السعودية وعراق ما بعد الحرب الأميركية.
وأشاروا في المقابل إلى أن تحديات جسيمة لا تزال تواجه المنطقة خاصة دول الخليج في ظل اعتماد دوله على النفط والغاز.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ -في جلسة بعنوان "التطورات الاقتصادية في الشرق الأوسط: مشروعات ورؤى" في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر- إن بغداد تفكر في بدائل للخروج من الأزمة المالية الراهنة على ضوء انخفاض عائدات الدولة من صادراتها للنفط التي تشكل 95% من موازنة العراق للسنة المالية الحالية البالغة 65 مليار دولار.
وأضاف أنه إلى جانب إطلاق يد القطاع الخاص, فإن الحكومة تفكر في استقدام الشركات الأجنبية لتنفيذ مشاريع خدمية ضخمة في البنية التحتية, مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع حكومي بقيمة 65 مليار دولار لسد الاحتياجات في قطاعات خدمية عديدة كالإسكان.
وأوضح الدباغ في السياق ذاته أن الحكومة تمهد الطريق للاستثمارات الخارجية لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
وساق المسؤول العراقي مثال قطاع الإسكان, قائلا إن العراق سيحتاج بحلول 2015 إلى ثلاثة ملايين وحدة سكنية.
وأشار إلى وجود قطاعات توفر فرص استثمار كبيرة وعلى رأسها قطاع الطاقة.
وقال الدباغ إن الحكومة العراقية تعتزم اقتراح مشروع لربط الخليج العربي بالقارة الأوروبية بواسطة سكة حديد.

أسواق واعدة
ومن جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي الكندي توماس كالدويل أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يضمان أسَواقا كبيرة توفر فرص استثمار هائلة.
وأضاف كالدويل -الذي يرأس مؤسسة كالدويل المحدودة في كندا- إن هناك ضرورة لفهم عميق لما تحتاجه مجتمعات المنطقة.
وأنكر الخبير الكندي على من يرون أن الولايات المتحدة إمبراطورية آيلة للانهيار بفعل الأزمة المالية والاقتصادية التي هزت الاقتصاد العالمي برمته, معتبرا أن هذا الرأي ليس بالصائب.
ورأى كالدويل أن ارتقاء الصين –التي تصنف ثالث أكبر اقتصاد بالعالم بعد الولايات المتحدة واليابان– إلى مراتب القوى الاقتصادية العظمى سيستغرق وقتا.
" راجو ماندغولاثور: منطقة الخليج تجاوزت الأسوأ على الرغم من تداعيات الأزمة على سوقيْ العمالة والعقارات وحدوث نقص في التدفقات المالية " |
تجاوز الأسوأ
وفي معرض حديثه عن الشرق الأوسط, رأى الخبير الاقتصادي راجو ماندغولاثور من مركز إنفستمنت باك بالكويت أن هذه المنطقة هي الوحيدة التي لم تعان كثيرا من الأزمة.
وفيما يخص دول الخليج, قال ماندغولاثور إن عليها أن تفكر في امتلاك قدرات استثمارية أكبر مما يعود عليها بمكاسب, ووصف السعودية بأنها رائدة في هذا المجال.
وتابع أن هناك تحديات تواجه تلك الدول وعلى رأسها أن اقتصادها غير متنوع لاعتمادها على صادرات النفط والغاز.
وبعد أن شدد على أن منطقة الخليج تجاوزت الأسوأ على الرغم من تداعيات الأزمة على سوقيْ العمالة والعقارات وحدوث نقص في التدفقات المالية, أشار ماندغولاثور إلى أن هناك فرصة متاحة أمام دول الخليج للاستثمار في المشاريع البيئية.
وبشأن الاستثمارات الخليجية في الغرب, قال إن تلك الاستثمارات بدأت تعود إلى المنطقة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
وفي الجلسة ذاتها, تحدث جيمس بيكب -المسؤول عن مبادرة استثمار الشرق الأوسط- عن دور المنظمات غير الحكومية في تعزيز الاستثمار بالشرق الأوسط, وأشار في هذا الإطار إلى قيام المبادرة –وهي منظمة أميركية– بتأسيس صندوق لتسهيل الإقراض بالأراضي الفلسطينية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
واعتبر بيكب أن إنعاش الاقتصاد في الأراضي الفلسطينية يمكن أن يكون عاملا أساسيا في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.