مخاوف إفلاس جنرال موتورز تخيف أوروبا

أقرت أوروبا قروضا بقيمة 1.2 مليار دولار لدعم شركات صناعة السيارات المضطربة في المنطقة في ظل مخاوف من احتمالات إشهار إفلاس شركة جنرال موتورز بسبب عدم تحقيق تقدم في إعادة هيكلة الشركة المتعثرة.
وكانت جنرال موتورز -وهي أكبر شركة أميركية لصناعة السيارات- قد حذرت الشهر الماضي من انهيار فروعها في دول الاتحاد الأوروبي خلال أسابيع وبالتالي فقدان مئات الألوف من موظفيها أعمالهم إذا لم تتدخل الحكومات الأوروبية لإنقاذها ماليا.
وقال مصدر مطلع على خطط الشركة إن جنرال موتورز -التي أمامها حتى الأول من يونيو/حزيران لاستكمال خطة لإعادة تنظيم نفسها- تقوم باستعدادات مكثفة ودؤوبة لإعلان الإفلاس، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر سهمها أمس بنسبة 14% في بورصة نيويورك.
وتحسبا لتفاقم أزمة قطاع السيارات في أوروبا جراء الأزمة المالية أقر بنك الاستثمار الأوروبي تقديم قروض قيمتها 866 مليون يورو (1.17 مليار دولار) لعدة شركات لصناعة السيارات من بينها فولكس فاغن ونيسان موتور وجاغوار لمساعدتها على تطوير وصنع سيارات أكثر كفاءة في استخدام الوقود بأوروبا.
وتعد الأموال المقدمة جزءا من صفقة قيمتها سبعة مليارات يورو (9.3 مليارات دولار) لصناعة السيارات يتوقع بنك الاستثمار الأوروبي وهو ذراع الإقراض بالاتحاد استكمالها في النصف الأول من العام الجاري.
وقدم البنك قروضا لشركات سيارات ألمانية وإيطالية وفرنسية وسويدية في مارس/آذار الماضي.
وتأتي هذه المساعدات الأوروبية في الوقت الذي أعلنت فيه عدة شركات ألمانية لصناعة السيارات عن انخفاض المبيعات الشهر الماضي، مما يؤكد المسار التراجعي لمبيعات السيارات نتيجة للركود الاقتصادي.
تهاوي المبيعات
ومن جانبها أوضحت شركة بي إم دبيليو الألمانية أن مبيعاتها العالمية من السيارات انخفضت بنسبة 17.2% في مارس/آذار الماضي وأن مبيعات وحدتها العالمية من سيارات مرسيدس بنز الفارهة من صنع ديملر انخفضت بنسبة 16%.
وتتعاظم المخاوف الأوروبية بشأن آثار الإفلاس المحتمل لشركات سيارات.
مخاوف الإفلاس
وتعمل شركة جنرال موتورز منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي بقروض حكومية أميركية قيمتها 13.4 مليار دولار وتتعرض لضغوط لخفض ديونها غير الآمنة بنسبة الثلثين وسداد نصف المدفوعات الباقية المستحقة عليها في صندوق للرعاية الصحية تابع لاتحاد العمال في صورة أسهم للمحافظة على المبالغ النقدية.
وكشفت مصادر مطلعة بالأمس عن أن جنرال موتورز تكثف اجتماعاتها، تحسباً لإعلان الإفلاس وتأسيس كيان جديد. ويتزامن هذا التحرك مع أنباء عن استعداد وفد ألماني لزيارة أبو ظبي بحثاً عن مشتر خليجي لشركة أوبل الألمانية التابعة لجنرال موتورز.
وتبحث إدارة الشركة الأميركية، شكلاً من أشكال الإفلاس يقسمها إلى قسمين, بحيث يضم قسم العلامات التجارية المتعثرة, والآخر يضم العلامات الناجحة.
وفي كندا عبر وزير الصناعة توني كليمنت عن مخاوفه إزاء احتمال دخول جنرال موتورز وكرايسلر الحماية من الإفلاس، مطالبا الحكومة بالاستعداد لهذا الاحتمال.
وتمتلك الشركتان الأميركيتان وحدات كبيرة لإنتاج علاماتها في كندا، فإشهار إفلاسها يهدد مصير عشرات الألوف من العاملين فيها.
يشار إلى أن جنرال موتورز تكبدت خسائر تقدر بـ82 مليار دولار منذ العام 2004.