مدينة تويوتا تقتفي أثر ديترويت بسبب الأزمة

وضعت الأزمة الاقتصادية العالمية حدا لسنوات ذهبية كانت شركة تويوتا اليابانية لصناعة السيارات أكبر المشتغلين فيها، حيث بدأت مدينة تويوتا -التي اكتسبت شهرتها من مقر الشركة فيها- تنحدر كما انحدرت ديترويت قلب صناعة السيارات الأميركية بسبب الأزمة.
وقد خفضت الكثير من مصانع الشركة إنتاجها وسرحت العديد من عمالها بعدما منيت بأول خسارة خلال 59 عاما.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير إن مدينة تويوتا اليابانية التي تشهد أسوأ هبوط للأعمال، تعاني من انخفاض في الأيدي العاملة وفي عائدات الضرائب ومن قلة الحركة في مركز المدينة الذي أصبح خاليا.
وأصبح تغير حال الشركة والمدينة مثالا صارخا للركود العالمي الذي طال كل شيء تقريبا، بما في ذلك صناعة السيارات اليابانية التي كانت دائما رمزا للازدهار.
وقال تاتسيوا توشيمورا الذي يملك محلا لبيع آلات التصوير في مدينة تويوتا "في البداية كنا نطمح لنكون ديترويت ثانية.. والآن نخشى أن نصبح هكذا". لكنه يضيف "إننا لا نستطيع ترك شركة تويوتا تغرق.. إننا لا نريد أن نغير اسم المدينة مرة أخرى".
ويخشى 423 ألف شخص على مستقبلهم بسبب ارتباط معيشتهم بتويوتا، حتى وإن كانت أكبر شركة لإنتاج السيارات في العالم.
ويبدو الخوف من المستقبل واضحا في مكتب البطالة بالمدينة والذي وجد نفسه مضطرا لاستقبال أعداد متزايدة من العاطلين.
فحتى الصيف الماضي كان المكتب فارغا في أغلب الأحيان حيث كانت الصناعة تعاني من انخفاض في عدد العمال، مما أجبرها على استقطاب عمال من مناطق أخرى في اليابان ومن دول بعيدة مثل البرازيل والبيرو. أما حاليا فيغص المكتب بألف من الباحثين عن عمل يوميا يصطفون لساعات طوال إما للحصول على تأمين البطالة أو للجلوس أمام شاشات الحواسيب بحثا عن وظائف.
عدد متزايد للعاطلين
ويقول نائب مدير المكتب ماسامي كواجيري إن 8042 عاطلا زاروا المكتب بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين، أي بزيادة 133% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وقد اضطر ضعف الطلب على السيارات في العالم شركة تويوتا إلى خفض القوة العاملة لديها بمقدار ستة آلاف وظيفة، وإلى خفض الإنتاج في مصانعها السبعة بمدينة تويوتا حيث يوجد معظم موظفيها في اليابان والبالغ عددهم 72 ألفا.
وتقول تويوتا إنها تتوقع خسارة تبلغ 3.5 مليارات دولار في السنة المالية الحالية، وهي الخسارة الأولى منذ عام 1950.
ويقول العديد من قاطني المدينة إنهم يعتقدون بأنها قادرة على التغلب على الأزمة الحالية على المدى البعيد، فقد عمدت محافظة المدينة إلى توفير مبلغ 719 مليون دولار كاحتياطيات طارئة للأيام العصيبة.
وتقول غرفة الصناعة والتجارة في المدينة إنه منذ بدء الركود أعلنت شركة واحدة فقط إفلاسها، وسبب ذلك أن تويوتا سارعت إلى تقديم طلبات شراء للعديد من مصانع أجزاء السيارات بالمدينة والتي يتجاوز عددها الـ400 لمساعدتها في التغلب على الأزمة الحالية.

اقتصاد مدينة تويوتا
لكن انخفاض أرباح تويوتا أثر في اقتصاد المدينة وفي شركات إنتاج أجزاء السيارات التي قامت هي أيضا بتسريح العمال.
وبعد فقدان وظائفهم قام 16400 مقيم أجنبي من اليابان والبرازيل وأميركا الجنوبية بمغادرة المدينة.
ويقول رئيس قسم المالية في بلدية المدينة سواهيرا إن دخل المدينة انخفض بصورة كبيرة بسبب الأزمة، فقد أدت خسائر تويوتا والشركات الأخرى في المدينة إلى هبوط في عائدات الضرائب إلى 16 مليون دولار في السنة المالية التي انتهت يوم 31 مارس/آذار الماضي من 442 مليونا في العام الذي سبقه.
ورغم أن عائدات الضرائب الشخصية لم تنخفض بصورة كبيرة، فإن من المتوقع أن تنخفض هذا العام بصورة أكبر بعد ارتفاع معدل البطالة. ولتعويض انخفاض الدخل لجأت المدينة إلى خفض الإنفاق على عدة مشروعات رئيسية.