شتاينبروك يرسم صورة قاتمة للاقتصاد الألماني في ظل الأزمة
2/4/2009
خالد شمت– برلين
أعرب وزير المالية الألماني عن تخوفه من صعوبة تمكن بلاده من مواجهة الأزمة الأقتصادية العالمية. واعتبر أن التعافي من تداعياتها يستغرق سنوات طويلة، وسيكون في حالة حدوثه شديد البطء.
ورسم بير شتاينبروك في مقابلة مع أسبوعية شتيرن نشرتها بعددها الصادر الخميس، صورة شديدة القتامة للواقع الحالي للاقتصاد الألماني.
وقال أيضا "أصابتنا الأزمة المالية بسقطة حادة لن نتمكن من النهوض منها والتقدم نحو الأمام إلا بصعوبة وبطء شديد". أضاف "إذا ساعدنا الحظ فمن المحتمل أن يبدأ هذا النهوض عام 2010".
وأوضح الوزير أنه تأنى في اختيار كلماته بعناية محذرا من أن ألمانيا ستشهد في مايو/ آيارالمقبل تراجعا حادا بمواردها من الضرائب. كما توقع أن تكون تقديرات النمو الاقتصادي لعام 2009 والتي ستعلنها الحكومة خلال الشهر الجاري أسوأ بكثير من تقديرات العام الماضي.
لا أمل
وأكد شتاينبروك أن الناتج المحلي الإجمالي سينخفض هذا العام بمعدل 2.25%. وشدد وزير المالية على عدم وجود أي بارقة أمل على حدوث تجاوز سريع للأزمة الحالية، ورفض التقدم بخطة ثالثة للإنقاذ.
ورأى أن هذه الخطة لن تكون سوى محاولة قصيرة لالتقاط الأنفاس, وستؤدي إلى حرق مزيد من الأموال واستمرار الدولة في الاقتراض وتفاقم التضخم المالي.
واتهم شتاينبروك المديرين الكبار بعدد من المصارف والمؤسسات الوطنية بالجشع، وإحداث صدوع كبيرة بقاعدة النظام الاقتصادي المعمول به في البلاد.
وقال "إن المسؤولين بالإدارات السابقة لبنكي هيبو ريال ستيت ودرسدنر ومجموعة قروض إعادة الأعمار(كي أف دبليو) أوصلوا مؤسساتهم لطرق مسدودة وأوضاع كارثية، ويصرون الآن على مواصلة نهبها بالسعي للحصول عبر دعاوى قضائية على مكافآت نهاية خدمة ورواتب تقاعدية باهظة".
وحذر الوزير من أن يسبب استمرار ما وصفه بالشطط والتسيب الاقتصادي في إحداث قلاقل واضطرابات خطيرة بأحياء المدن، ووضع نهاية للنظام الرأسمالي.
كما تمنى اتفاق رؤساء الدول والحكومات المشاركين بقمة العشرين (التي اختتمت بلندن مساء الخميس) على وضع قواعد جديدة تسهم في إصلاح النظام الاقتصادي العالمي والتخفيف من حدة أزمته الحالية.
المصدر : الجزيرة