المخاطر تهدد البنوك الأميركية رغم إعلان بعضها عن أرباح

أعلنت البنوك الأميركية عن أرباح بمليارات الدولارات الأسبوع الماضي لكن ذلك لا يعني أن قطاع البنوك عاد إلى الانتعاش.
هذا ما قالته صحيفة كريستيان سيانس مونيتور في تعليق لها الأحد على إعلان بنك مورغان تشيس وويلز فارغو وغولدمان ساكس وشركة الإقراض التابعة لجنرال إلكتريك عن أرباح بمليارات الدولارات، حتى إن مجموعة سيتي غروب أعلنت الجمعة الماضي عن خسائر أقل من المتوقع.
وقالت الصحيفة إن ارتفاع خسارة قطاع البنوك بسبب القروض ليس فقط في قطاع المساكن بل أيضا في قطاع بطاقات الائتمان وقروض الشركات، لا يزال يهدد الصناعة المصرفية الأميركية.
يشار إلى أن عدد المصارف الأميركية التي أفلست من أول العام حتى الأسبوع الماضي بلغت 25 ما يوازي عدد البنوك المفلسة في كل عام 2008.
وقالت كريستيان سيانس مونيتور إن مشكلة البنوك لا تخصها وحدها بل ستنعكس على الاقتصاد كله، في حين يحاول الخروج من ركود عميق.
ويقول اقتصاديون إن ضعف البنوك ينعكس على قدرتها على الإقراض بحيث يصعب عمليا تحقيق انتعاش اقتصادي.
ويقول خبير الشؤون المالية في معهد المشاريع في واشنطن ديزموند لاشمان إن سوق المساكن لا يزال ينحدر وإن البنوك محتاجة للمزيد من الأموال لتغطية خسائرها.
بين الأمل واليأس
" وصل عدد المصارف الأميركية التي أفلست من أول العام حتى الأسبوع الماضي إلى 25 ما يوازي عدد البنوك المفلسة في كل عام 2008 " |
وأوردت الصحيفة بعض النقاط الإيجابية التي يشهدها حاليا القطاع المصرفي ومنها ارتفاع أرباح البنوك على القروض غير المتعثرة، وأنه لا يوجد قلق لدى المودعين بشأن سحب أموالهم ولا تزال بعض البنوك تستطيع إصدار سندات، كما أن باستطاعتها الحصول على رأس المال من القطاع الخاص إضافة إلى أن بعض البنوك لا تزال تستطيع بيع أو إلغاء الكثير من الأصول المتعثرة.
أما النقاط السلبية التي يواجهها القطاع المصرفي فهي تدني قيمة أصول ضمانات القروض وسرعة التخلف في تسديد القروض ومحاولة البنوك إخفاء مشكلاتها الرئيسية عن طريق الحسابات، وفي بعض الأحيان زيادة الخسائر عن رأس المال.
ويضيف لاشمان أنه يتوقع زيادة مشكلات القروض بالنسبة للبنوك الأوروبية هذا العام وقد تنعكس آثار ذلك على البنوك الأميركية.
أزمة مصرفية أخرى
في الوقت نفسه نقلت صحيفة واشنطن بوست عن نائب رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي آدم بوسين القول إنه رغم جهود إدارة الرئيس باراك أوباما فإن البنوك لن تستطيع زيادة القروض التي تقدمها إلى المستوى المطلوب وسوف تؤخر أزماتها بمحاولة تأخير قروضها المعدومة، وهذا ما ينذر بما أسماها بأزمة مصرفية أخرى خلال عام أو عامين.
ويقول بوسين إن الاقتصاد الأميركي لم يعد كما كان حيث تتباطأ حاليا عجلة الإنتاج والتوظيف. وقد لا يستطيع الاقتصاد التعافي بسرعة كما كان في السابق. وإذا حدث فإن الانتعاش الاقتصادي هذه المرة سيكون مقرونا بالتضخم ما قد يجبر الاحتياطي الاتحادي على رفع أسعار الفائدة وهي خطوة قد تبطئ عجلة النمو.
وحذر من أن الانتعاش سيكون مرحليا وسيتعثر بعده الاقتصاد مرة أخرى بسرعة.
بين الكساد الكبير والركود

وفي محاولة للمقارنة بين الكساد الكبير في القرن الماضي والأزمة الاقتصادية الحالية، قالت مجلة نيوزويك إنه رغم حالات الانكماش الاقتصادي التي امتدت من الولايات المتحدة للبرازيل واليابان، فإن العالم لم ير طوابير المنتظرين في صفوف أمام المخابز كما أن الكساد الكبير أدى إلى العنف السياسي والغلو في الوطنية في ألمانيا واليابان وإلى ثورة في الصين. لكن حتى الآن لم يحدث حتى الآن تغيير ديمغرافي كبير أو انهيار اجتماعي مثلما حدث في الكساد الكبير.
وتقول المجلة إن معدل البطالة في ثلاثينيات القرن الماضي وصل إلى أكثر من 25% بينما وصل العام الماضي في الولايات المتحدة إلى 8.5%. كما أن نتائج البطالة لا تزال أقل شدة.
وتضيف نيوزويك أن زيادة الغنى في العالم في العقدين الماضيين خلقت طبقة وسطى أكثر قدرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية. وتقول إن هذه المرحلة من الركود سيؤرخ لها في المستقبل على أنها مرحلة ركود كبير صاحبه إحباط نفسي شديد بسبب تدفق الأنباء عن أوضاع اقتصادية سيئة في مختلف أنحاء العالم.