اليونانيون يجودون إنتاج الزيت ويثبتون الأسعار لمواجهة الأزمة

اليونانييون يجودون انتاج الزيت ويثبتون الأسعار لمواجهة الأزمة

منتجو الزيت اليوناني في المهرجان العالمي الثالث لصناعة زيت الزيتون (الجزيرة نت)

شادي الأيوبي-أثينا

يواجه منتجو زيت الزيتون اليونانيون الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت تطال قطاعهم بوسائل مثل تجويد نوعية إنتاجهم لزيادة قدرتها على منافسة البلاد المتوسطية المنتجة، والمحافظة على سعر الزيت في مستوى معقول.

ويعمد منتجو الزيت إلى إقامة مؤتمرات ومهرجانات دورية تتناول صناعة زيت الزيتون عالميا وتروج له من خلال عرض آخر المكتشفات العلمية لميزات هذا المنتج، وعرض آخر التطورات التقنية في الإنتاج والتصنيع.

في هذه الأجواء يقيم منتجو الزيت اليوناني في الفترة الحالية المهرجان العالمي الثالث لصناعة زيت الزيتون، وقد عرض فيه المنتجون القادمون من مناطق وجزر اليونان منتجات زيت الزيتون ومشتقاته من صابون وعطور.

كما عرضت الشركات الصناعية آخر ما توصلت له في مجال تقنية معاصر الزيتون وآلات تصنيعه، واشتركت في المهرجان مجلات علمية متخصصة في المجال.

وشارك في المهرجان خبراء اقتصاديون وعلماء من الصين وأميركا وأوروبا، تحدثوا عن استعمالات طبية متزايدة لزيت الزيتون وعن مستقبل هذا المنتج في الاستعمالات العلاجية. كما تحدثوا عن القدرة التنافسية لزيت الزيتون على الصعيد الدولي في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. 

أثر الأزمة الاقتصادية
من اتحاد تعاونيات جزيرة زاكينثوس الزراعية قال مرمرينوس نيكولاوس للجزيرة نت إن صناعة زيت الزيتون التي تشكل عماد اقتصاد الجزيرة حيث تبلغ حوالي ثمانمائة طن سنويا تأثرت بالأزمة الاقتصادية حيث إن أسعار الزيت السائدة اليوم تعود إلى فترة العشر سنوات الماضية، وتحاول التعاونيات في الفترة القادمة مد نشاطها التجاري داخل وخارج اليونان لمواجهة الانكماش الاقتصادي.

"
الزيت اليوناني يواجه تحديا خارجيا من منتجي الزيت في إيطاليا وإسبانيا الذين يشترونه بسعر منخفض ثم يعيدون تصنيعه وتصديره بأسعار عالية
"

ماريا أبوستولاكي مصنعة صابون من جزيرة كريت أشارت إلى أن صناعات الصابون المصنع يدويا والخالي تماما من الكيمياويات والمواد المضافة دخلت السوق اليونانية بشكل كبير مؤخرا، مشيرة في تصريحات للجزيرة نت إلى أن هذه الصناعة تلقى كذلك رواجا في السوق الأوربية.

وقال بانايوتيس كوريكيس أحد مصنعي معاصر الزيتون للجزيرة نت إن تصنيع زيت الزيتون في اليونان الذي كان يمر بثلاث مراحل حتى اليوم وهي سحق حب الزيتون ثم إضافة الماء ثم تصفيته واستخراجه، ستتحول إلى مرحلتين فقط بتجنب مرحلة إضافة الماء، وهذا التقدم يحقق نجاحين: أولا نوعية أفضل من الزيت، وثانيا تجنب الآثار البيئية السيئة لبقايا زيت الزيتون الذي يخرج من المعاصر، مشيرا إلى أن تكلفة المصنع الجديد لا تختلف عن المصانع التقليدية.

وقال يورغوس باباريزاس ممثل غرفة صناعة وتجارة جزيرة ميتيليني إن الجزيرة تعتمد اقتصاديا على الزيتون حيث تمتلك حوالي 12 مليون شجرة زيتون.  وقد تأثر إنتاج الزيت هذا العام بالجفاف الذي ضرب الجزيرة، لكن التوقعات بالنسبة للعام القادم أفضل بفضل اتجاه المستهلكين بشكل كبير إلى المنتجات الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية، وحمل وسائل الإعلام جزءا من المسؤولية عن الهلع الذي أصاب المنتجين والمستهلكين بشأن الأزمة الاقتصادية.

تحديات خارجية
ومن اتحاد صحافة الضواحي قالت نيا كومبوروزو إن الزيت اليوناني يواجه تحديا خارجيا من منتجي الزيت في إيطاليا وإسبانيا الذين يشترونه بسعر منخفض ثم يعيدون تصنيعه وتصديره بأسعار عالية، كما يواجه تحديا من الوسطاء المحليين الذين يضغطون بدورهم لتخفيض أسعاره للحصول على عمولة أكبر، مشيرة في المقابل إلى أن الخبراء الصينيين والأمريكيين الذين تحدثوا في المؤتمر كانوا متفائلين بمستقبل صناعة زيت الزيتون ومشتقاته.


undefined
أدونيس كوليوبولوس رئيس المنظمة الأوروبية للتخطيط، المنظمة للمهرجان قال للجزيرة نت إن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت في مجال صناعة زيت الزيتون، لكن تهويلات الإعلاميين المحليين خلقت أزمة أخرى لدى المستهلك والمنتج معا.

وأشار إلى أن مزارعي الزيتون الذين يبلغ عددهم أكثر من أربعمائة ألف، يواجهون تحدي الإبقاء على الأسعار في مستوى معقول مقابل ارتفاع تكلفة الإنتاج، لكن انصراف المستهلكين إلى الزراعات الطبيعية النقية يدعمهم في التحديات التي يواجهونها ويحافظ على تقاليد هذه الزراعة التي تشكل أحد أهم عناصر الغذاء المتوسطي.

المصدر : الجزيرة

إعلان