هبوط أسعار النفط يهدد استثمارات التطوير
حذر خبراء في مجال الطاقة من أن العالم قد يواجه ارتفاعا كبيرا في أسعار الطاقة بعد انتهاء فترة الركود الحالية بسبب الانخفاض الكبير في الاستثمارات الموجهة إلى قطاع النفط.
واتفق الخبراء -الذين يمثلون الدول المنتجة والمستهلكة للنفط إضافة إلى شركات النفط العالمية خلال ندوة نظمتها أوبك في فيينا- على أن انخفاض أسعار النفط يعني تأخير أو إلغاء مشروعات تطوير نفطية.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري في الندوة إن لدى أوبك 150 مشروعا تعتزم تنفيذها منها 35 تم تأجيلها.
أزمة كارثية
وفي نفس الوقت حذر وزير النفط السعودي علي النعيمي من شدة أزمة الإمدادات التي ستنتج عن إلغاء أو تأجيل مشروعات التطوير قائلا إن هذه الأزمة ستكون كارثية.
وأضاف أن هذه الأزمة ستحدث قريبا وأنها ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي الذي يعاني في الأصل.
وقال خبراء إن اختفاء خطوط الائتمان وتدهور أسعار النفط بنحو 100 دولار للبرميل منذ يوليو/تموز الماضي تسببا في انخفاض الاستثمار في البنية الأساسية للطاقة بنسبة 12% في العالم.
وقال رئيس شركة رويال داتش شل فان دير فير إنه يعتقد أن النسبة أعلى من ذلك.
وأوضح أن أنواع الوقود الأحفوري تعتبر منافسة عندما يكون السعر حتى في مستوى 45 دولارا للبرميل لكن المشروعات العالية التكلفة مثل الرمال النفطية في كندا توقفت كما أصبحت إمكانية تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية والرياح أبعد بسبب رخص سعر النفط.
" وقف وتأجيل مشروعات تطوير النفط سيؤديان إلى خفض الطاقة الإنتاجية في العالم بنحو 1.1 مليون برميل يوميا في 2009 ومن هذه نحو 700 ألف برميل يوميا من مشروعات أوبك " |
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل الدول المستهلكة انخفاض الطلب على النفط بسبب الركود العالمي، كما حذرت أكثر من مرة من احتمال أن يتعرض العالم لأزمة طاقة في المستقبل.
وقال مدير الوكالة نوبو تاناكا في الندوة إن وقف وتأجيل مشروعات تطوير النفط سيؤديان إلى خفض الطاقة الإنتاجية في العالم بنحو 1.1 مليون برميل يوميا في 2009. ومن هذه نحو 700 ألف برميل يوميا من مشروعات أوبك.
واستشهد بحدوث أزمة مشابهة في تسعينيات القرن الماضي.
وأشار إلى الطلب العالمي على النفط في المستقبل قائلا إنه بالمحافظة على الإنتاج الحالي للعالم من النفط فإن العالم سيحتاج إلى 45 مليون برميل يوميا إضافية، أي خمسة أضعاف إنتاج السعودية، بحلول عام 2030.
وبين اليوم وعام 2030 يتوقع أن يأتي ثلثا إنتاج العالم من النفط من حقول جديدة إما تنتظر التطوير أو لم يتم تحديدها بعد. وتطويرها سيحتاج إلى استثمارات كبيرة.
غير معقول
وقال وزير النفط النيجيري رلوانو لقمان "إذا بقي سعر النفط منخفضا لفترة طويلة جدا فإن المنتجين لن يستثمروا… إننا لن نستثمر".
وتساءل "لماذا نستثمر في توسيع الطاقة الإنتاجية وفي إيجاد احتياطيات جديدة إذا لم نستطع الإنتاج؟.. إن هذا غير معقول".
وفي الوقت الذي اتفق فيه الخبراء من الجانبين المستهلك والمنتج في فيينا على أن هناك مخاطر في الاستثمار بينما يصل سعر النفط إلى45 دولارا للبرميل، لم يتفق الجانبان على مستوى السعر العادل.
وكان النعيمي قال في وقت سابق إنه يرغب في رؤية أسعار النفط عند 75 دولارا للبرميل.
وقال جون لبسكي الرجل الثاني في صندوق النقد الدولي في الندوة إنه يظن أن الاقتصاد العالمي لم يصل إلى القاع بعد وإن الوضع قد يبدأ في التحسن في وقت ما من العام القادم.
كما أشار إلى أن انخفاض أسعار النفط بالمقارنة مع معدل مائة دولار في العام الماضي وهو ما أعطى دفعة من الحفز للاقتصاد العالمي تعادل 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم.
وأوضح أن انخفاض أسعار النفط من أعلى مستوياتها على الإطلاق في 2008 أعطى عنصرا هاما لدعم القوة الشرائية للدول المستوردة للطاقة ولاقتصاداتها. لكن الخطر يكمن في أن الطلب سيتسارع بسرعة توازي تعافي الاقتصاد العالمي مما يعني ارتفاعا آخر في أسعار النفط.