المشكلات تواجه الزراعة في السودان

زراعة قصب السكر
السودان سلة غذاء الوطن العربي وفي أهله جوعى (الجزيرة نت)

 
 عماد عبد الهادي-الخرطوم
 
بينما حذر خبراء سودانيون من فجوة غذائية وشيكة قد تضرب أنحاء متفرقة من السودان، قررت الحكومة منع تصدير الذرة إلى خارج البلاد على الأقل في الوقت الراهن.
 
ففي حين تعانى أجزاء من شرق وغرب وأواسط البلاد من فجوات غذائية بدت معالمها منذ نحو شهرين، اتجهت أسعار الحبوب الغذائية إلى الارتفاع ما دفع بعض الولايات لطلب إمدادات عاجلة لمواجهة ما تعتبره أزمة غذائية جديدة.
 
وبالمقابل فإن معدل هطول الأمطار حتى نهاية أغسطس/آب الماضي لم يكن في المعدل المطلوب للزراعة المطرية، الأمر الذي دفع خبراء زراعيين واقتصاديين إلى دعوة الحكومة لإيجاد معالجات سريعة لوقف ما يسمونه خطر المجاعة.
 
ويقدر الخبراء استهلاك السودان من الذرة بثلاثة ملايين طن، بينما يؤكدون ارتفاع استهلاكه من القمح إلى ذات الرقم في السنوات الخمس الأخيرة.
 
لكن هيئة المخزون الإستراتيجي بالسودان -المسؤولة عن تخزين احتياج السودان من الحبوب الغذائية لوقت الحاجة- أكدت أن المتاح من الحبوب لا يزال يكفى لسد أي نقص.
 

الذرة إحدى المنتجات الرئيسة بالسودان (الجزيرة نت)
الذرة إحدى المنتجات الرئيسة بالسودان (الجزيرة نت)

سوء ترشيد


غير أن الخبير الزراعي الدكتور عبد القادر علي اعتبر أن هناك سوءا في ترشيد استخدام الزراعة بجانب عدم الاهتمام الحكومي بهذا المجال.
 
وقال للجزيرة نت إن عدم الاهتمام الإجمالي بالزراعة باعتبارها البديل الأول للنفط بجانب عجز التمويل الأساسي ساهما بصورة كبيرة في تدهور كثير من المشاريع الزراعية.
 
واعتبر أن ارتفاع درجة التبخر في البحيرة الجديدة بشمال البلاد سيساهم هو الآخر في الإضرار بأشجار النخيل في كافة المناطق بالشمال.
 
وأشار إلى ما سماه بالتوسع الأفقي غير المرشد على حساب الغابات والمراعي، مؤكدا ضعف التعاطي الحكومي مع السياسات الزراعية ما جعل الإنتاج الزراعي في السودان غير قادر على سد حاجة المزارعين أنفسهم.
 
في حين اعتبر الخبير الاقتصادي حسن ساتي أن الأزمات الغذائية ربما تهدد الأمن الغذائي في البلاد، مشيرا إلى أنها نتجت عن "فشل السياسات الحكومية في جعل الأمن الغذائي أولوية رئيسية".
 
ضائقة حقيقية

حسن ساتي (الجزيرة نت)
حسن ساتي (الجزيرة نت)

وحذر ساتي من أن ذلك قد يدخل البلاد في ضائقة حقيقة تتطلب المزيد من الأموال لاستيراد الغذاء ما لم تغير الدولة من تلك السياسات وانتهجت سياسة دعم الزراعة بدلا عن بذل الأموال للشراء من السوق العالمية.

 
وقال ساتي للجزيرة نت إن فاتورة الغذاء أصبحت تكلف السودان ما يقارب مليار دولار في المدة القليلة الماضية، محذرا من مغبة الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة.
 
ومن جهته أكد رئيس اتحاد مزارعي السودان السابق كرم الله عباس الشيخ أن الانخفاض الذي تشهده أسواق الحبوب من حين إلى آخر لا يعد انفراجا في أزمة الغذاء في السودان.
 
وقال إن غياب الإستراتيجيات الزراعية جعل أزمة الغذاء الداخلية أزمة مزمنة، معتبرا أن اعتماد البلاد على زراعة مطرية متذبذبة ورصد أموال قليلة من قبل الدولة للمخزون الإستراتيجي وعدم وجود معلومات حقيقية لتحديد الإنتاج والاستهلاك، عقبات رئيسية تقف ضد تأمين غذاء السكان.
 
وأكد الشيخ في حديث للجزيرة نت أن هناك مشكلة في كيفية توظيف الأموال بالسودان، مشيرا إلى "عدم ترتيب الأولويات وتحديدها بالشكل الكامل".
المصدر : الجزيرة