محادثات خليجية أوروبية لتعزيز التقارب الاقتصادي

محمد طارق-برشلونة
قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والصناعة محمد صالح السادة إن مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي سعيا خلال المنتدى الصناعي الخليجي الأوروبي الأول الذي اختتم أعماله في مدينة برشلونة الإسبانية الجمعة، إلى التقارب بينهما اقتصاديا وصناعيا، كما بحثا توسيع مجالات التعاون بينهما.
وأضاف السادة في تصريحات للجزيرة نت على هامش المنتدى إلى أن الحوار بين الجانبين تطرق إلى اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي. وأضاف "لقد وجدنا اهتماما كبيرا من طرف الأوروبيين بالسعي لحل الأمور العالقة بشأن الاتفاقية كي لا تخسر الكتلتان فرص الاستثمار والاستفادة من بعضهما".
وأشار إلى أنه سيكون هناك اجتماع خاص لإيجاد آلية لتطوير عمل المنتدى لعقده بالتناوب بين أوروبا ومجلس التعاون.
ودخل الاتحاد الأوروبي عام 1989 مع مجلس التعاون في اتفاقية التزم فيها الطرفان بعقد مفاوضات للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة.
وتعد دول الخليج العربي حاليا خامس أكبر سوق للاتحاد الأوروبي، في حين يمثل الاتحاد الشريك التجاري الأول لمجلس التعاون.
صادرات الغاز
وبالنسبة إلى سياسة قطر في تصدير الغاز قال السادة إن قطر تنوع أسواق صادراتها، فهي تصدر إلى أسواق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة وستتضاعف هذه الصادرات لتصل إلى 77 مليون طن سنويا عام 2011 ارتفاعا من 31 مليونا حاليا.
وأشار المسؤول القطري إلى أن بلاده تتعامل مع الأسواق المختلفة بما يتناسب مع هذه الأسواق واحتياجاتها، سواء بالنسبة للعقود طويلة الأمد أو المبيعات الفورية.
من الجانب الأوروبي رأى ألبيرتو توتشا رئيس شركة غاز ناتشرال التابعة لشركة ربسول النفطية الإسبانية، أن الطلب على الغاز المسال في العالم يتزايد رغم المساعي لخفض استهلاك الطاقة.
لكنه أشار في ورقة عمل له خلال أعمال المنتدى الجمعة، إلى أن التقديرات تشير إلى أن إنتاج الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي سينخفض في السنوات القادمة بينما تزداد احتياجات سوق الغاز بنسبة 1.8% سنويا بسبب الزيادة في إنتاج الطاقة الكهربائية، ما يعني الحاجة إلى المزيد من الغاز.
وتوقع توتشا أن تكون هناك حاجة إلى المزيد من الغاز من منطقة الخليج في الأسواق الأوروبية التي لا تمثل حاليا سوى نسبة 15% من مجمل مبيعات الغاز من المنطقة. وقال إن معظم غاز المنطقة يذهب إلى أسواق الشرق الأقصى التي تستأثر بـ85% من صادرات المنطقة من الغاز.
وأوضح أن من مصلحة الاتحاد الأوروبي تنويع مصادر الغاز الطبيعي بدلا من الاعتماد على مصدر واحد، في إشارة إلى روسيا، وقال إن أوروبا ستبحث عن مصادر أخرى للغاز في حال عدم تعويض الغاز الروسي بالغاز من منطقة الخليج.