المواطن المصري يواجه أزمة نقص البنزين الرخيص

يواجه المواطن المصري أزمة في قطاع المحروقات جراء شح حاد في البنزين رخيص السعر.
ودخل قطاع المحروقات في مصر أزمة جديدة مع تنامي حدة شكاوى المواطنين مما يصفونه اختفاء البنزين رخيص السعر المعروف باسم "البنزين 80" الذي يعد العصب الرئيس لقطاع سيارات الأجرة.
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة محمد البلك إن الحكومة هونت من حجم المشكلة وتعتزم ضخ المزيد من هذا النوع من الوقود خلال أشهر الصيف.
ويشتهر البنزين 80 في مصر ليس لأنه الأكثر جودة بل لكونه الملاذ السعري الآمن بالنسبة إلى محدودي الدخل من أصحاب سيارات الأجرة، بل وحتى بالنسبة إلى شرائح واسعة من الطبقة المتوسطة.
وشهد قطاع المحروقات المصري اختفاء هذا النوع من الوقود الرخيص فجأة من محطات البنزين، في حين تشهد السوق المحلية تزايدا في الطلب عليه سواء من أصحاب مركبات الأجرة أو من قبل مالكي السيارات الآخرين.
وجاء ذلك بعدما رفعت الحكومة أسعار أنواع البنزين الأخرى الأكثر جودة مثل البنزين 90 و البنزين 92، في دولة تعاني أصلا من واحدة من أشد موجات الغلاء (التضخم) منذ عقود.
" الحكومة ترجع المشكلة إلى قفزة استهلاك البنزين 80 بنسبة 25% خلال الشهرين الماضيين، مع زيادة أعداد السيارات الجديدة لتصل إلى أكثر من أربعة ملايين سيارة " |
وذكر أحد سائقي المركبات أنه يشتري البنزين 80 لأنه أرخص ثمنا في وقت يواجه فيه حياة صعبة.
وقال المتحدث باسم حركة "مواطنون ضد الغلاء" محمود العسقلاني إن مصر عرفت سابقا ثورة العطشى وطوابير الخبز والآن تشهد طوابير البنزين.
وتعزو الحكومة المشكلة إلى قفزة استهلاك هذا النوع من البنزين بنسبة 25% خلال الشهرين الماضيين، مع زيادة أعداد السيارات الجديدة لتصل إلى أكثر من أربعة ملايين سيارة في أربع سنوات فقط.
كما ترجع المشكلة إلى تحول عدد كبير من مستهلكي البنزين عالي الجودة إلى نظيره منخفض الجودة مع تفاقم غلاء المعيشة.
ويخشى البعض احتمال أن يكون هذا النقص في المعروض من ذلك النوع من الوقود بمثابة مقدمة لاحتمال سحب البنزين الرخيص من الأسواق وفرض البنزين الأغلى ثمنا على الفئات محدودة الدخل، تمهيدا لرفع الدعم جزئيا أو كليا عن قطاع المحروقات ذي الطبيعة فائقة الحساسية بالنسبة للمواطن العادي.
لكن الحكومة تؤكد أن الأزمة الراهنة مجرد مشكلة طارئة وأنها تتبنى خطة قصيرة الأجل تشمل زيادة كميات بنزين الفقراء بنسبة تبلغ نحو 50% خلال أشهر الصيف.