تحرير التجارة العالمية بين الآمال والمواقف

تزايدت الآمال في جنيف بتوصل القوى التجارية في منظمة التجارة العالمية إلى حل يمكن من استكمال جولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية بعدما تقدمت المنظمة بمسودة اتفاق لقيت قبولا من المشاركين.
وقالت الممثلة التجارية الأميركية إن مسودة اتفاق منظمة التجارة لتحرير الزراعة والمنتجات الصناعية، فتحت أمام المشاركين في مفاوضات التجارة مسارا للتقدم لإنهاء سبع سنوات من المحادثات المحبطة حول اتفاق عالمي جديد للتجارة.
وأضافت سوزان شواب بعد اجتماع مع مشاركين بالمنظمة يمثلون أكثر من ثلاثين دولة إنه ينبغي تسوية العديد من القضايا إذا أرادت منظمة التجارة التوصل لإطار اتفاق يلغي الدعم الزراعي ويشطب الرسوم الصناعية والزراعية بالعالم.
كما أوضحت أن أمام المشاركين بمفاوضات تحرير التجارة اتفاقا غير نهائي يتيح التقدم في المحادثات، لكن المسؤولة الأميركية حذرت من أن بعض الأسواق الناشئة الكبرى ما زالت تهدد باعتراض التوصل إلى انفراج لتحرير التجارة العالمية.
وكانت هذه إشارة واضحة إلى موقف الهند الذي ازداد تصلبا هذا الأسبوع، ونظر إليه على أنه ربما يكون آخر فرصة لاستكمال جولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية التي انطلقت بالعاصمة القطرية 2001.
وأبدت شواب استعداد بلادها لبحث منح تأشيرات مؤقتة لسوق العمل فيها للمهنيين الأجانب بعدما كان ذلك في مقدمة مطالب الدول النامية بمحادثات التجارة. ولكنها تحدثت عن سعي بلادها للحصول على إمكانية دخول أسواق البلدان الأخرى بالمقابل.
تحرير التجارة
" منظمة التجارة تأمل التوصل لاتفاق هذا الأسبوع أو الذي يليه لتحرير الزراعة والصناعة حتى يمكن التوصل لاتفاق نهائي مع نهاية العام الحالي " |
وتأمل منظمة التجارة التوصل لاتفاق هذا الأسبوع أو الذي يليه لتحرير الزراعة والصناعة، حتى يمكن التوصل لاتفاق نهائي مع نهاية العام الحالي.
ولكن هناك نظرة تشاؤمية خلفتها محادثات لأربعة أيام بمقر منظمة التجارة في جنيف.
وقال مسؤولون تجاريون إن حلا وسطا تقدم به رئيس منظمة التجارة باسكال لامي لكي تتخذ الدول الكبرى قرارا صلبا.
ويتضمن اقتراح لامي خفض الدعم الزراعي الأوروبي بنسبة 80%، وخفض الإعانات الزراعية الأميركية بنسبة 70%.
ولن يوقف هذا الاقتراح الإنفاق الأميركي الإجمالي في الدعم الزراعي الذي بلغ تسعة مليارات دولار عام 2007، بل سيسمح بزيادة الدعم إلى نحو 14.5 مليار دولار.
وقد أشارت الممثلة التجارية الأميركية إلى أن أغلبية الدول المتقدمة والنامية وافقت على هذه الاقتراح.
ولكن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم الذي أيد الاقتراح صرح بأنه يجب التعامل أيضا مع مسألة دعم القطن الأميركي.
" دا سيلفا يأمل التوصل لاتفاق تجاري وبرلسكوني وساركوزي يعبران عن قلقهما إزاء الاقتراحات " |
كما عبر الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا عن أمله في التوصل لاتفاق لتحرير التجارة، مشيرا إلى تضامن بلاده مع مجموعة العشرين رغم وجود اختلافات داخلها.
وواجه وزير التجارة الهندي كمال ناث انتقادات من جهات متعددة لاتهامه بتصلب مواقفه، حيث قال إن المجالات التي تعزز الازدهار الاقتصادي لقيت إجماعا بينما لم يتم الاتفاق على نواح تؤثر على تأمين سبل العيش التي تنعكس على الفقر.
وقد أبدى رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قلقهما إزاء اقتراحات لإنجاح محادثات التجارة العالمية.
واعتبر وزير الزراعة الألماني هورست زيهوفر المحادثات خطوة هامة نحو التوصل لاتفاق شامل، مشيرا إلى فرصة أمام المفاوضين لإتمام جولة الدوحة.