صناعة التونة بالمغرب في طريقها إلى الانقراض

1/7/2008
الحسن سرات-الرباط
منذ سنوات قليلة أخذت معلبات سمك التونة المصنوعة بالمغرب تتناقص في الأسواق مع تراجع كبير في حجم الصادرات، بعد إعلان بعض شركات صنعه توقيف نشاطها، في حين تستعد أخرى للإغلاق والانتقال إلى استيراد التونة من السنغال أو تايلند.
وظلت علامة "تام" -أشهر علامة تونة بالمغرب- تتربع على عرش مبيعات هذه النوعية طيلة عقود من الزمن، لكنها اليوم مفقودة في معظم المتاجر والأسواق لأن "ماريكا" الشركة المالكة قررت توقيف أنشطتها منذ أربعة أشهر. وكذلك فعلت نظيرتها شركة "كالفو" الموجودة في مدينة العيون جنوب المغرب. أما شركة "كازارنو" التي تنتج تونة "إيزابيل" فقد توقفت منذ العام 2000، غير أن "إيزابيل" ما تزال في الأسواق لأنها تستورد التونة من الخارج عن طريق شركات خاصة.
ندرة التونة
سبب هذا التحول يرجع إلى ندرة التونة في المصائد المغربية، ما دفع وزارة الزراعة والصيد البحري إلى منع صيده ابتداء من يونيو/ حزيران الماضي إلى ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
سبب هذا التحول يرجع إلى ندرة التونة في المصائد المغربية، ما دفع وزارة الزراعة والصيد البحري إلى منع صيده ابتداء من يونيو/ حزيران الماضي إلى ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
" المنظمات الدولية عمدت إلى تقنين صيد التونة بسبب التغيرات المناخية والإفراط في الاستهلاك " |
وأوضح رئيس جمعية أرباب قوارب الصيد الساحلي محمد اليزيدي للجزيرة نت أن سمك التونة بنوعيه الأحمر والأبيض لا وطن له، فهو عابر للبحار والقارات، وندرته الحالية ليست خاصة بالمغرب إذ إن المنظمات الدولية عمدت إلى تقنين صيده بسبب التغيرات المناخية والإفراط في الاستهلاك.
وتقدر كمية التونة المستخرجة من البحار في العالم نحو 3.5 ملايين طن سنويا، لكن في العام 2007 سُجلت كمية أكبر من المعدل.
وتقدر الكميات المطلوبة في العالم بنحو 5 ملايين طن، وهذا ما يفسر ارتفاع ثمنه الكبير في العالم، إذ بلغ 1000 دولار للطن هذا العام مقابل 300 دولار في العام 2005.
ويصيد البحارة في المغرب عدة أنواع من التونة الموجه للصناعة الغذائية، وتصدر كمية صغيرة من نوعه الأحمر الرفيع إلى اليابان وإسبانيا، حسب بيانات وزارة الزراعة والصيد البحري. وانخفضت كمية التونة التي يصيدها البحارة من 8800 طن عام 2006 إلى 343 طنا عام 2007. وتبعا لذلك نزلت كمية التونة المصدرة إلى 1927 طنا عام 2007 بعدما كانت 3487 طنا عام 2006.
وحسب أرقام الاتحاد الوطني لصناعات المعلبات السمكية، فقد تواصل انخفاض الصادرات في العام الحالي 2008، إذ بلغت كمية الصادرات إلى إسبانيا وفرنسا وإيطاليا 234.3 طنا في الشهرين الأولين، بقيمة 4.9 ملايين درهم (672 ألف دولار) مقابل 10.2 ملايين درهم للفترة نفسها من السنة الماضية.
معلبات السنغال وتايلند
وأشار اليزيدي إلى أنه في ظل هذه التطورات فإن المغاربة تضاعف استهلاكهم لسمك التونة المصنع من 4 ملايين علبة عام 1990 إلى 30 مليون علبة حاليا، بمعدل علبة واحدة لكل مغربي.
وأشار اليزيدي إلى أنه في ظل هذه التطورات فإن المغاربة تضاعف استهلاكهم لسمك التونة المصنع من 4 ملايين علبة عام 1990 إلى 30 مليون علبة حاليا، بمعدل علبة واحدة لكل مغربي.
لكن علب التونة المستهلكة لم تصنع في المغرب بل في السنغال وتايلند، ويستحوذ منتوج "ماريو" مثلا على 25% من السوق المغربي، وتتطلع إلى المزيد مع ترقب تخفيف الضريبة على الاستيراد.
إعلان
المصدر : الجزيرة