الجفاف يهدد الموسم الزراعي في إيران

6/5/2008
فاطمة الصمادي-طهران
لم يكد العام الإيراني يبدأ مع الشهر الماضي حتى أصدرت إدارة الأحوال الجوية تقارير تنذر بسنة صعبة وتحذر من جفاف لم يسبق أن شهدته إيران طوال الأربعين عاما الماضية.
وعزا مدير مؤسسة الطقس علي محمد نوريان ذلك إلى تراجع معدلات الأمطار في جميع المحافظات باستثناء سستان وبلوشستان اللتين شهدتا موسما مطريا زاد بنسبة 30% عن السنوات السابقة.
وأشار نوريان في تصريحات للصحفيين إلى أن ما بين 20 و50% من الزراعات البعلية في إيران تعرضت للخسارة نتيجة قلة الأمطار، التي تسببت أيضا مع ارتفاع درجة الحرارة في القضاء على 15 إلى 20% من مزارع القمح والشعير.
ولمواجهة تداعيات الجفاف قدمت الحكومة إلى مجلس الشورى خطة بهذا الشأن وشكلت لجنة طوارئ خاصة بذلك، في حين شرعت بتنظيم حملات إعلامية تحث الناس على ترشيد استهلاك الماء.
وأبلغ المهندس الزراعي تهمورث إقبالي الجزيرة نت بأن تراجع معدل المطر كان حادا عما كان عليه في نفس المدة من السنة الماضية، مشيرا إلى أن الثلوج الكثيفة التي غطت إيران في موسم الشتاء لم تكن من النوع المليء بالماء.
استيراد القمح مجددا
" ساهمت ظروف الجفاف -على ما يبدو- في استيراد الحكومة مليوني طن من القمح لهذا العام بعد ثلاث سنوات من الاكتفاء الذاتي، كما قررت استيراد مليون طن من الشعير والغلات الأخرى " |
وساهمت ظروف الجفاف -على ما يبدو- في استيراد الحكومة مليوني طن من القمح لهذا العام بعد ثلاث سنوات من الاكتفاء الذاتي، كما قررت استيراد مليون طن من الشعير والغلات الأخرى.
وأبلغ خبير علوم الطبيعة الدكتور شاهرام يوسفي الجزيرة نت بأن مشكلة الجفاف أصبحت عالمية ولا تتعلق بإيران وحدها، وأن إنسان اليوم بدأ يدفع ثمن سياسات صناعية مدمرة للبيئة. ودلل يوسفي على كلامه بأن أرقام منظمة الزراعة والأغذية (فاو) حذرت من قحط خطير وذكرت أن خمس سكان الكرة الأرضية مهددون بالموت جوعا.
وكان إنتاج القمح قد ارتفع بنسبة 2.7% في السنوات الثلاث الأخيرة ووصل إلى 15 مليونا و404 أطنان، مما دفع الحكومة لتصديره إلى عدد من الدول بينها دول عربية.
وبلغت صادرات إيران من القمح للعام الماضي 600 ألف طن، في حين وعدت الحكومة بأن يصل الرقم هذا العام إلى مليون طن، ولكن الجفاف خلط الأوراق وأوجد ظروفا جديدة كما يقول محمد رستمي الذي يعمل في تجارة القمح.
المصدر : الجزيرة