رغبة عربية بالاستثمار في فلسطين والاحتلال العائق الأكبر

وفود مؤتمر فلسطين للإستثمار تبحث إقامة مشاريع تنماوية وإستثمارية في كل من الضفة والقدس وغزة


عوض الرجوب-بيت لحم
 
   
أبدى عدد كبير من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب خلال مشاركتهم بمؤتمر فلسطين للاستثمار رغبتهم في الاستثمار بمشاريع اقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنهم أعربوا عن قلقهم من المخاطرة في ظل إجراءات سلطات الاحتلال والتي رأوها بمثابة عائق يحول دون تنفيذ المشروعات.
 
من جهتها حاولت السلطة الفلسطينية طمأنة المستثمرين وتشجيعهم على تبني المشاريع وذلك بالحصول على موافقات إقامة لهم، وتأمين المشاريع التي يرغبون بإقامتها ضد المخاطر السياسية.
 
أكثر ما يقلق رجال الأعمال حسب ما صرحوا به للجزيرة نت على هامش المؤتمر الذين اختتم الجمعة بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، مسألة الإقامة ومتابعة الأعمال، وإجراءات الاحتلال، إضافة إلى الوضع الداخلي الفلسطيني واستمرار الانقسام.
 
كما تباينت موافقة هؤلاء المستثمرين بشأن الدخول في شراكة مع القطاع الخاص الإسرائيلي، ففي حين أيد البعض ذلك شريطة أن يخدم المصلحة الفلسطينية رأت شريحة أخرى أن الوقت لا يزال مبكرا وغير مناسب.
 
مشاريع جيدة
وصف رجل الأعمال الإماراتي خالد بن زايد آل نهيان من مجموعة بن زايد الاستثمارية، مؤتمر الاستثمار الفلسطيني بأنه ناجح، مؤكدا وجود مجموعة من المشاريع الجيدة التي يمكن الاستثمار فيها.
 
وأضاف آل نهيان أنه يدرس الخيارات المتاحة، مشيرا إلى أن قطاع التعليم والعقار والمواد لاستهلاكية جيدة للاستثمار في فلسطين.
 
أما فتح الله عبد الله اخضير، أردني مقيم بالإمارات منذ السبعينيات، فقال إن لدى أغلب المشاركين بالمؤتمر رغبة في الاستثمار. لكنه رأى أنه من المبكر الحديث عن التنفيذ. وأشار إلى أن هناك مجالا للاستثمار "إذا كانت النوايا مخلصة" في إشارة للوضع الداخلي الفلسطيني.
 
وأضاف أنه لا يمانع من الدخول في مشاريع مشتركة مع جهات إسرائيلية إذا كان ذلك مفيدا للشعب الفلسطيني لأن "الحديث يدور عن أعمال تجارية وليست سياسية".
 
كما أعرب رجل الأعمال الإماراتي عبد الرحمن سالم عن تطلعه للاستثمار بالمجال الزراعي من حيث التطوير وتقديم الخدمات الزراعية، معربا عن أمله في الحصول على إقامة حتى يتمكن من متابعة أعماله بهذا المجال.
 
وأكد أن المستثمر يجب أن يكون على اتصال مع مشاريعه لمتابعة أعماله خاصة إذا كانت بمنطقة تحتاج إلى تصاريح وإجراءات معينة للدخول، معربا عن أمله في الحصول على التسهيلات اللازمة لمتابعة مشاريعه التي ينوى الاستثمار فيها.
 
ورأى سالم أن الدخول في شراكة مع جهات إسرائيلية بهذا الوقت بالذات "غير ممكنة الآن حيث لا تزال الحواجز كبيرة بين الطرفين".
 
أما العبد الطويل رجل الأعمال القادم من قطر فاعتبر مجرد دخوله الأراضي المحتلة إنجازا حيث يشاهد عن كثب الفرص الاستثمارية المتوفرة، مضيفا أن إقامة حانوت صغير وتشغيل مواطن فلسطيني أيضا يعد إنجازا هاما.
 
تبديد الخوف

"
رغم قناعة السلطة الفلسطينية بالمخاطر المترتبة على الاستثمار فإنها حاولت تبديد خوف المستثمرين وذلك بتأمين مشروعاتهم
"

وفي محاولة منه لتبديد الخوف يؤكد رجل الأعمال الفلسطيني حسن أبو شلبك من رام الله أن الاستثمار في فلسطين والضفة ذو عائد مجد، داعيا إلى الاستثمار بالأراضي المحتلة "لأنه إضافة إلى كونه عملا وطنيا، تتوفر فرص نجاحه في تجربة الفلسطينيين المقيمين بالأراضي المحتلة".

 
أما السلطة الفلسطينية ورغم قناعتها بالمخاطر المترتبة على الاستثمار فحاولت تبديد خوف المستثمرين وذلك بتأمين مشروعاتهم، وفق ما أكده د. محمد اشتيه رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني (بكدار).
 
وكشف مسؤول السلطة في حديث للجزيرة نت عن توفير ما يسمى ضمان الاستثمار ضد المخاطر السياسية، حيث بإمكان رجال الأعمال الاستفادة من هذه الآلية في ظل الوضع السياسي الاستثنائي بتأمين هذه المشاريع والتعويض عن الخسائر إن حدثت، مشيرا إلى أن هذه الآلية في مراحل الإعداد الأخيرة.
إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان