مخاوف من مواجهة العراق عجزا مائيا كبيرا

20/5/2008
فاضل مشعل-بغداد
توقعت مصادر مائية عراقية أن يشهد العراق عجزا مائيا بمقدار 33 مليار متر مكعب عام 2015 وفقدان 40% من أراضيه الزراعية وعودة الجفاف إلى أهواره، إضافة إلى تزايد الغبار في أجوائه وارتفاع نسبة التلوث عن النسبة العالمية.
وتوقع المدير العام بوزارة الموارد المائية نوري كاظم في حديث للجزيرة نت أن تصل نسبة العجز في مياه الأنهار المشتركة الداخلة إلى العراق من ثلاث دول هي تركيا وسوريا وإيران، إلى أكثر من 33 مليار متر مكعب عام 2015 إذا لم يتم التوصل إلى قسمة عادلة بينها وبين العراق.
وقال كاظم إن احتياجات العراق المائية في الوقت الحالي تبلغ نحو 50 مليار متر مكعب من مياه الشرب والزراعة والاستهلاك الصحي والصناعي، في حين لا تتجاوز مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في عموم البلاد نحو 100 ألف كلم2 وبإنتاجية متدنية.
وأشار المسؤول العراقي إلى أن نسبة الواردات المائية الحالية لجميع أنهر العراق تبلغ 43.92 مليار متر مكعب من ضمنها مياه نهر دجلة بكمية 9.78 مليارات ونهر الفرات بكمية 8.45 مليارات.
وأوضح أن هناك نسبة ملوحة مرتفعة في المياه الواصلة إلى العراق خاصة في مياه نهر الفرات الذي يتغذي بشكل كامل من روافد من سوريا وتركيا، إذ بعدما كانت نسبة الملوحة في مياهه تصل إلى 457 جزءا في كل مليون جزء أصبحت تبلغ 600 جزء في كل مليون.
إعلان
وكان مسؤولون عراقيون بوزارة الموارد المائية قالوا في تصريحات سابقة إن "الطاقة التخزينية للمياه في العراق تبلغ 148.91 مليار متر مكعب وأن التخزين الحي فيها لا يتجاوز 77 مليارا، في حين تبلغ الطاقة التخزينية 20 مليارا بالأهواز التي تأثرت خلال السنوات الأربع الماضية بسبب قلة الواردات المائية أصلا وسحب كميات كبيرة منها لمواجهة حالة الجفاف التي يشهدها العراق حاليا".
" مخاوف عراقية من عدم التوصل إلى تسوية في قسمة المياه مع الدول التي تنبع منها روافد أنهار العراق في القريب العاجل، بعدما كشفت أن احتياجات العراق عام 2015 ستبلغ 76.95 مليار متر مكعب مقابل عدم حصول زيادة في الحصص السنوية التي ستبقى على حالها، أي نحو 43 مليار متر مكعب " |
التسوية المنتظرة
وتصب في نهر دجلة الذي تنبع أكثر من 76% من مياهه من الجبال التركية، روافد أخرى مصدرها الجبال العراقية مثل الزاب الصغير والزاب الكبير إضافة إلى رافد ديالى الذي ينبع من الأراضي الإيرانية, في حين تنبع جميع مياه نهر الفرات من الجبال التركية بعدما يمر بسوريا قبل أن يدخل العراق من منطقة الخابور القريبة من بلدة زاخو بأقصى شمال العراق.
وكانت مدينة بدرة العراقية التي تقع مباشرة على الحدود بين العراق وإيران اشتكت من قيام الأخيرة بقطع المورد المائي الوحيد الذي يغذي بساتين البلدة بالمياه والذي يسمونه "نهر كلال" وينبع بكامله من الجبال الإيرانية، ما تسبب في موت الأشجار واشتعال حرائق عديدة في نخيلها نتيجة الجفاف الشديد الذي ما زالت المدينة الصغيرة تعيشه حتى الآن.
المصدر : الجزيرة