بحث اقتراح إنشاء تكتل لمصدري الغاز

مؤتمر الطاقة في الدوحة

 
افتتح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري بالعاصمة الدوحة الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى الدول المصدرة للغاز -بكلمة- أكد فيها على الأهمية المتزايدة التي تحتلها صناعة الغاز الطبيعي والتي أصبح تأثيرها يشمل مصالح واقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة.
 
وطالب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ببذل المزيد من الجهود لتعزيز ومواصلة التشاور والتنسيق المشترك بين الدول المصدرة للغاز فيما بينها، وكذلك زيادة التعاون مع الدول المستهلكة بما يضمن الحفاظ على استقرار السوق العالمي وفق شروط عادلة تكفل مصالح كافة الأطراف.
 
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى ما تنعم به الدول المشاركة من احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي يقدر بحوالي ثلثي الاحتياطي العالمي، بما يعزز مكانتها للعب دور حيوي في مجال توفير الطاقة وتلبية الطلب المتزايد عليها مستقبلا.
 
ويشارك في منتدى الغاز وزراء وممثلون عن 16 بلدا هي الدول الأعضاء بالمنتدى الذي تأسس عام 2001 ليشكل هيكلا غير رسمي.
 
ويضم المنتدى أكبر خمس دول منتجة للغاز بالعالم وهي إيران وروسيا وقطر والجزائر وفنزويلا والتي تملك مجتمعة 73% من احتياطي الغاز عالميا، كما تؤمن 42% من إجمالي الإنتاج.
 

يُشار إلى أن الغاز يمثل 23% من مجموع صادرات العالم من الطاقة، مما يجعله ثالث أكبر مصدر للطاقة بعد النفط الذي يشكل 36% بينما يشكل الفحم 26%.
 
توازن موارد الطاقة

وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري  عبد الله بن حمد العطية أن توافر الموارد الكافية من الغاز الطبيعي بالعالم سوف يزيد من أهمية التوازن الشامل بمجال الطاقة، وتلبية النمو المتزايد الذي يشهده الطلب على الغاز الطبيعي ومنتجاته. وأكد أن تحقيق مثل هذا التوازن يتطلب تضافر الجهود بين كل المهتمين بهذه الصناعة لتوفير الاستثمارات اللازمة لتطوير الموارد المتوفرة، وضمان الشروط العادلة التي تكفل مصالح الدول المنتجة والمستهلكة.
 
كما أشار العطية إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه البلدان المنتجة: في عمليات تطوير مشاريع الغاز وإقامة المصانع والبنية التحتية اللازمة وخطوط الأنابيب ومحطات الاستقبال لتوفيره بالأسواق العالمية. ومن هذه التحديات زيادة تكاليف المشاريع والنقص بالأيدي العاملة المختصة، واقتصار الخبرات اللازمة على عدد قليل من شركات الهندسة المختصة وتأثير ذلك على تكاليف البناء ومدة الإنجاز، وغيرها من النتائج السلبية التي تؤثر بدورها على اقتصادات المشاريع وعمليات التطوير بالدول المنتجة.
 
من جهته, أكد وزير الطاقة بجمهورية ترينيداد وتوباغو الرئيس السابق للمنتدى بالجلسة الافتتاحية أن المهمة الأساسية للمنتدى تتمثل في تعزيز الحوار والتعاون بشكل أكبر بين الدول المنتجة، لدعم الاستقرار والديمومة في صناعة الغاز الطبيعي على المستوى العالمى.
 
منظمة عالمية للغاز
ومن المتوقع أن يناقش المنتدى على مدى يومين إمكانية تشكيل منظمة عالمية لمنتجي الغاز على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وهي فكرة دعا إليها عدد من الدول المنتجة للغاز.
 
وقال الوزير القطري للصحفيين قبيل جلسة الافتتاح "من المبكر جدا الحديث عن ذلك.. المسألة ستناقش لأن جدول الأعمال مفتوح".
 
وحاول العطية تهدئة مخاوف الدول المستهلكة، قائلا "إن الدول المستهلكة يجب ألا تشعر بالقلق وألا تحكم مسبقا على إقامة تكتل للغاز.. عليها أن تنتظر لترى نتائج المنتدى". وأضاف أن على الدول الغربية ألا تشعر بالقلق لأن المنتدى ليس جديدا.
 
التوافق سياسي
(الجزيرة نت)
(الجزيرة نت)

وحول ما إذا كانت الجوانب الفنية مثل تسعير الغاز وربطها بعقود طويلة الأجل تجعل من إنشاء مثل هذا الكيان صعبا، قال وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز في حديث للجزيرة نت "إن أهم مبدأ لإنشاء مثل هذا التكتل هو التوافق السياسي" مؤكدا أنه ممكن من الناحية الفنية "إذا كانت هناك رغبة سياسية."

 
وأوضح راميريز أنه إذا أرادت الدول المنتجة للغاز إنشاء مثل هذا الكيان بعد عشر سنوات مثلا فإن عليها أن تبدأ من الآن دراسة الجوانب الفنية فيه, مؤكدا أن اجتماع الدوحة يمثل فرصة طيبة لذلك.
 
وقال أيضا "نحن نعمل معا لإقامة منظمة جديدة للدول المنتجة والمصدرة للغاز في أميركا الجنوبية".
 
في الوقت ذاته أكد وزير النفط الإيراني كاظم وزيري همانه للصحفيين أن البعض أساء فهم الهدف من اقتراح إنشاء تكتل للدول المنتجة للغاز, مشيرا إلى أن الهدف الرئيس هو التنسيق والتعاون بين الدول المنتجة وليس احتكار السوق.
 
من جانبه أوضح وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أنه لا يمكن إنشاء منظمة للغاز حاليا على غرار منظمة أوبك  بالنظر إلى عدم وجود كميات كافية من الغاز بالأسواق لتوازن مبدأ العرض والطلب, بالإضافة إلى التوسع المستمر في سوق الغاز بحيث لا يستطيع الإنتاج الوفاء بالاحتياجات المتزايدة  في العالم.
 
وقال إن سعر الغاز طالما ارتبط بأسعار منتجات النفط في السوق لكن الوضع قد تغير حاليا, فمثلا هناك توسع بالعالم في استخدام موارد الطاقة الأخرى "ولا يوجد مبرر حقيقي لإبقاء العلاقة القائمة بين سعر الغاز ومنتجات النفط".
 
وتحدث للجزيرة نت عن أن "أسعار الغاز يجب أن يتم ربطها بموارد الطاقة الأخرى مثل الطاقة النووية والطاقة الشمسية والإيثانول". وأضاف "إننا نحتاج إلى دراسة توضح لنا العلاقة بين الغاز والبيئة الجديدة للموارد الأخرى للطاقة… إننا كدولة نقترح إعداد دراسة حول مسألة تسعير الغاز".
المصدر : الجزيرة

إعلان