أوبك قدرات محدودة وأسعار النفط خارج سيطرتها

يثير ارتفاع أسعار النفط مختلف القطاعات الاقتصادية على المستوى العالمي في حين تركز الدول المستهلكة على دعواتها لزيادة إنتاج الدول المنتجة وخاصة الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وقال المستشار في شؤون الطاقة الدكتور رمزي سلمان للجزيرة نت إنه ليس بإمكان أوبك مطلقا خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية لأن خفضها يحتاج لطاقات إنتاجية إضافية لزيادة المعروض.
وأوضح أنه ليس لدى أوبك طاقات إضافية ملموسة لزيادة إنتاجها لأن معظم دولها تنتج بأقصى طاقتها باستثناء السعودية التي تملك طاقة إضافية قليلة.
الإمدادات والمصافي
ورأى سلمان أن أسعار النفط ليست مرتفعة سوى رقميا فالقوة الشرائية لقيمة برميل النفط اليوم إذا تم احتساب هبوط الدولار والتضخم المستورد تكون قيمتها أقل مما كانت عليه عام 1980.
وقال إنه عند وصول سعر برميل النفط 110 دولارات فستكون عندها الأسعار قد وصلت لمستويات الأسعار الحقيقية لعام 1980.
" سلمان: عدم وجود عجز في توفر النفط الخام في الأسواق العالمية فالمشكلة الأساسية تكمن في قدم مصافي التكرير الحالية " |
وأكد سلمان عدم وجود عجز في توفر النفط الخام في الأسواق العالمية فالمشكلة الأساسية في نظره تكمن في قدم مصافي التكرير الحالية وقلتها بحيث لا يمكنها توفير المنتجات المطلوبة بالمواصفات المطلوبة باستخدام أنواع النفط المتوفرة في الأسواق.
وتطرق إلى شراء المصافي الحالية -التي تفتقر لمستوى عال من التكنولوجيا- نفوطا خفيفة قليلة الشوائب لتتمكن من إنتاج المنتجات النفطية المطلوبة، الأمر الذي رفع الطلب على النفوط الخفيفة التي تشكل 25% من الإنتاج النفطي العالمي مما رفع أسعارها وزاد أسعار النفط الأخرى معها بحيث أصبح الفرق بين سعر الخام الخفيف وغيره أكبر مما كان تاريخيا.
وأشار إلى استثمار أعضاء أوبك وغيرهم من المنتجين في مصاف متطورة ببلدانهم وخارجها لتكرير نفوطهم الثقيلة والمتوسطة لجني الأرباح والمساعدة في حل أزمة توفير المنتجات.
واعتبر سلمان أن أحد أسباب تخلف المصافي عدم إقامة مصاف في الولايات المتحدة لصعوبة الحصول على موافقات لإنشائها بسبب معارضة جهات حماية البيئة والمواطنين.
وتحدث عن عرض الرئيس الأميركي على الشركات بناء مصاف في مناطق كانت معسكرات سابقا وميزتها أنها لا تحتاج لمواصفات كغيرها من المناطق ورغم ذلك فلم تقم أي مصفاة حتى الآن.
وقال إن ما يعيق إقامة المصافي أيضا هو تكلفتها العالية وصعوبة الحصول على موافقات لإنشائها في أوروبا والولايات المتحدة لأمور تتعلق بالبيئة ومخاطر محتملة.
وفي إشارة إلى أن الأسواق لا تواجه نقصا في المعروض ذكر سلمان قول وزير الطاقة الأميركي سام بودمان مؤخرا إنه لا يمكن أن يوصي الرئيس الأميركي باستخدام النفط من المخزون الإستراتيجي لعدم وجود شح في أسواق النفط.
"سلمان استبعد وجود حل لتبديل عملة تسعير النفط الدولار لكونه العملة العالمية لتجارة النفط منذ بداية هذه الصناعة " |
الدولار والنفط
وحول تسعير النفط بالعملة الأميركية استبعد سلمان وجود حل لتبديل عملة تسعير النفط الدولار لكونه العملة العالمية لتجارة النفط منذ بداية صناعة النفط، مشيرا إلى محاولة أوبك في السبعينيات إيجاد بديل عن الدولار لم تبدله بل عدلت الأسعار للتعويض عن انخفاض قيمة الدولار والتضخم.
وتستهلك الولايات المتحدة 25% من إنتاج الطاقة العالمي وتجري معظم تجارة الطاقة في أسواقها.
وطرح إمكانية قيام الدول التي تشعر بضعف الدولار بطلب دفع ثمن نفطها بأي عملة وتستطيع البنوك المركزية للدول المصدرة للنفط أن تقوم بذلك.
وتجتمع دول أوبك اليوم وغدا في العاصمة السعودية الرياض في قمة ستركز في بيانها الختامي على دورها في مكافحة التغيرات المناخية مع استبعاد قرارات تتعلق بالإنتاج.