التضحية برئيس سوفرسّا بعد إخفاق صفقة رافال للسعودية

f_A file photo taken 18 June 2003 shows a Typhoon Eurofighter plane (L), built in cooperation betwwen


سيد حمدي ـ باريس

توقع محللون عسكريون أن تتم الإطاحة خلال الأسبوع الحالي برئيس الشركة الفرنسية المسؤولة عن توريد السلاح والعتاد العسكري الفرنسي إلى السعودية.

وكشف المحلل العسكري لوران زيتشيلي عن أن ميشيل مازين رئيس شركة (سوفرسّا) يتعرض لضغوط من قبل الدولة لإجباره على التقدم بالاستقالة.

 

وأشار في دراسة إلى أن ميشيل مازين تعرض للوم لأنه لم يعط تحذيراً في الوقت المناسب إزاء تنامي قدرة البريطانيين على إزاحة اتفاق المقاتلة الفرنسية رافال لصالح عقد إيروفايتر البريطاني. ونوه زيتشيلي إلى أن مازين -الذي يرفض الاستقالة الطوعية- معرض للاستقالة القسرية خلال الساعات القليلة القادمة.

 

ورشحت تقارير صحفية برونو كونى المدير العام الدولي لداسّو لخلافة ميشيل مازين في المنصب.

 

في الوقت ذاته ألمح لوران زيتشيلي إلى أن مشروع العقد مع السعودية  لم يتلاش تماماً. وأوضح في هذا السياق أن "تايبهون" طائرة قتال وليست طائرة هجومية جو- أرض. وأضاف أن السعودية "بحاجة إلى طائرة مقاتلة مجهزة جيداً لشن هجمات برية" وهو ما ينطبق على رافال.

 

ويجيء قرار الدولة الفرنسية بالتدخل في تشكيل سوفرسّا على أرضية تراجع الأفضلية التي كان يتميز بها أول عقد لتصدير الطائرة للقوات السعودية.

وتعزز هذا التراجع بعد توقيع كل من الرياض ولندن نهاية العام الماضي بروتوكول اتفاق لتزويد الأولى بالطائرة المقاتلة إيروفايتر تايبهون للحلول محل 200 طائرة تورنادو البريطانية الموجودة التي تخدم لدى سلاح الجو السعودي منذ 20 عاماً. 

 

ضربة قاسية 

وقد تعرضت رافال -درة صناعة الطيران العسكري الفرنسي- إلى ضربة قاسية بعد أن تراجعت باريس والرياض عن جزء كبير من مشترياتها من الطائرة الحربية. واضطرت الحكومة الفرنسية إزاء هذا الوضع إلى التدخل من أجل تغيير تشكيل شركة  سوفرسّا، فيما وصفه المراقبون بأنه مسعى لمواجهة الإخفاق في صفقات طائرات رافال التي تنتجها شركة داسّو سواء في الداخل أو في الخارج.

وكانت الحكومة الفرنسية قد طلبت -من جانبها- شراء 59 طائرة رافال من طراز إف – 3 التي تحوز قدرات إستراتيجية تتمثل في قدرتها على إطلاق الصاروخ النووي "إي إس إم بي- إي".

 

وتضمن الطلب الفرنسي صفقة من 294 طائرة رافال أخرى ضمن مشروع "قانون البرمجة العسكرية 2003 – 2008" لتحديث جيوش البر والبحر والجو الفرنسية. وذكر محلل الشؤون العسكرية دومينيك جالوا في دراسة أخرى أن الطلب الأخير يبدو أنه في طريقه للتقلص والاقتصار على 51 طائرة فقط.

وأضاف أن الطرفين, الحكومة وداسّو اتفقا على تزويد ثمان من هذه الطائرات بتجهيزات إضافية، في مقدمتها رادار مجهز بهوائي نشط ونظام توجيه بأشعة الليزر إضافة إلى تقنيات للحماية الذاتية أكثر تطوراً.

 
undefined

منافسة شديدة 

وقد برزت الحاجة إلى هذه التحسينات مع إخفاق آخر طال صفقة محتملة لرافال إلى الجيش السنغافوري لصالح الطائرة الأميركية إف 15 إيغل من إنتاج بوينغ.

 

وكان الرئيس جاك شيراك قد طلب بنفسه من مسؤولي داسّو -أثناء زيارة له إلى أبو ظبي- إدخال تعديلات على أسعار الطائرة رافال وسط منافسة شديدة في مواجهة الجانب الأميركي الذي فاز في نهاية الأمر بصفقة ضخمة لتوريد طائرات مقاتلة للقوات الجوية الإماراتية.

 

ووصف المراقبون تخفيض أسعار رافال بأن من شأنه أن يجعلها أكثر جاذبية لدى المشترين. ونوه لوران زيتشيلي إلى أنه في أعقاب سلسلة الإخفاقات التي منيت بها رافال وضحت الحاجة إلى إدخال بعض التغييرات القائمة على العلاقة بين السعر والنوعية للارتفاع بالقدرة التنافسية لرافال في مواجهة الطائرات المنافسة.

 

والجدير بالذكر أن سوفرسّا أسست عام 1974 بالمشاركة بين الشركات الفرنسية أيدز، وتاليز، وميدا، ودسن، وداسّو. وتمتلك الدولة نسبة 5% من رأسمالها وتخضع مباشرة لسلطات رئيس الدولة.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة

إعلان