الاحتلال يغير من الأنماط الاستهلاكية للأسر الفلسطينية

أحمد فياض- غزة
أكدت دراسة مسحية فلسطينية أن الغداء لا يزال يحتل الأولوية الأولى في احتياجات الفلسطينيين بسبب ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية. جاء ذلك في دراسة أعدها المركز الفلسطيني للإحصاء.
وأشارت نتائج المسح كذلك إلى أن 45.3% من الأسر أظهرت حاجتها للغذاء كأولوية أولى، و15.2% للعمل، و19.1% للمال، بينما أظهرت 6.3% حاجتها للتعليم 7.1% للعلاج.
وكشفت نتائج الدراسة التي أجريت في الفترة الواقعة بين تموز/ يوليو، وأيلول/ سبتمبر الماضيين من هذا العام، أن الحواجز العسكرية الإسرائيلية والحصار والإغلاق المفروض على الأراضي الفلسطينية وارتفاع تكاليف العلاج ما زالت تشكل العائق الرئيس في الحصول على الخدمات الصحية للمواطنين.
وأظهر المسح أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والسلطة الوطنية والأهل والأصدقاء ما زالت تحتل أيضا المراتب الأولى في تقديم المساعدات.
وبينّ المسح أن إستراتيجيات تكيف الأسر بشكل عام لم تختلف من حيث الإجراءات حيث تمحورت هذه الإستراتيجيات، في تأجيل دفع الفواتير أو الأقساط أو الاكتفاء بما يحصل عليه أفراد الأسرة من دخل شهري أو الاستدانة أو من خلال تخفيض النفقات أو البحث عن عمل إضافي.
وأظهر المسح أن هناك انخفاضا في نسبة الأسر التي أصبح دخلها أقل من نصف ما كان عليه قبل الانتفاضة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأشارت نتائج المسح إلى أن 57.4% من مجمل الأسر في الأراضي الفلسطينية خلال الربع الثالث من العام 2005 فقدت أكثر من نصف دخلها خلال انتفاضة الأقصى، وذلك بواقع 57.0% في الضفة الغربية و58.3% في قطاع غزة.
إنفاق الأسر
ووفقا للنتائج فإن 51% من الأسر في الأراضي الفلسطينية خفضت نفقاتها على الحاجات الأساسية خلال الأشهر الـ12 الماضية، وأشارالمسح إلى أن التخفيض تركز على الملابس والغذاء، إذ بلغت نسبة الأسر التي خفضت نفقاتها على الملابس (95.6%)، بينما بلغت نسبة الأسر التي خفضت نفقاتها على الغذاء (86.9%).
وأوضحت النتائج أن نسبة عالية من الأسر الفلسطينية عمدت إلى تغيير نمط استهلاكها للمواد الغذائية التي اعتادت على استهلاكها قبيل الانتفاضة، مشيرة مثلا إلى أن 96.6% من الأسر خفضت كمية اللحوم التي اعتادت على استهلاكها.
وبشأن إستراتيجيات الصمود الاقتصادي للأسر كشفت النتائج أن الأسر في الأراضي الفلسطينية اعتمدت في صمودها الاقتصادي، خلال الأشهر الـ12 الماضية على عدة مصادر وطرق، حيث أفادت 83.7% من الأسر بأنها اعتمدت على دخلها الشهري، للتمكن من الصمود خلال الفترة المذكورة، فيما أفادت 63.4% من الأسر بأنها قامت بتأجيل دفع الفواتير المستحقة عليها، وأشارت 51.4% من الأسر بأنها لجأت لتخفيض نفقاتها الشهرية.
وأشارت الدراسة إلى أن 24% من الأسر الفلسطينية التي شملها المسح لا تستطيع الصمود لأكثر من سنة، مقابل 14.5% من الأسر تعاني من وضع اقتصادي خطير، ولا تعرف كيف ستوفر حاجتها الأساسية.
_______________
مراسل الجزيرة نت