التجمع الاقتصادي الإسلامي بين القول والفعل

-شعار منظمة المؤتمر الإسلامي

محمود عبد الغفار

سعت ماليزيا من خلال رئاستها للدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى أن ترسي قواعد تنظيمية لتفاعل اقتصادي بين الدول الإسلامية في المستقبل القريب.
 
ويرمي هذا السعي -على ما يبدو- في إطار النفع المتبادل، إذ تحمل ماليزيا لدول المنظمة تجربة رائدة للدولة الإسلامية المتطورة اقتصاديا فيما تبتغي هي أن تحصد من خلال التعاون المشترك على مميزات إضافية تدفعها خطوات نحو اللحاق بركب الدول المتقدمة.
 
فقد نجحت ماليزيا في تنظيم أعمال المنتدى الاقتصادي الإسلامي الأول في عاصمتها كوالالمبور، ووافق وفود المنظمة خلاله على إنشاء سكرتارية دائمة للمنتدى بهذه المدينة تشرف على عقده سنويا على غرار منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
 
وكعادة المؤتمرات العربية والإسلامية خرج بتوصيات جيدة في ختام أعماله أمس الاثنين، ودعا البيان الصادر إلى إقامة سوق إسلامية مشتركة، واتخاذ إجراءات تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية.
 
وطلب البيان من الدول الأعضاء الـ57 بالمنظمة العمل على توفير البيئة الملائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بينها.
 
بين القول والفعل
undefinedلكن رئيس الوزراء الماليزي عبد الله بدوي كان واضحا في التشديد على تعزيز التوصيات بالأعمال وبذل الجهود من قبل الدول الأعضاء في تنشيط الاستثمار والتجارة بينها. وأكد أن عدم إتباع القول بالتنفيذ فلن يعر له أحد اهتماما بعد ذلك.
 
ومن هذه الأعمال المطلوبة ما أشار إليه الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أثناء افتتاح المنتدى السبت، إذ قال إن إقامة منطقة إسلامية للتجارة الحرة تمكن من التغلب على العقبات التي تحول دون تحقيق التنمية والاستثمار والتجارة البينية بين الدول الإسلامية.
إعلان
 
واعتبر أوغلو أن حجم التجارة البينية بين الدول الإسلامية ما زال منخفضا بسبب عدد من العقبات رغم أنه تحسن نسبيا خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفع من 10% عام 2000 إلى 13.5% عام 2003.
 
ولأن معظم الدول الإسلامية تدخل ضمن تصنيف الدول المتخلفة اقتصاديا وتنتشر بها معدلات الفقر والبطالة طبقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة مؤخرا، فقد رأى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن توظيف الموارد المشتركة وتعزيز التعاون كفيل بالخروج من هذا الكهف المظلم.
 
ولا شك أن أعضاء المنظمة التي مضى على تأسيسها 36 عاما (تأسست بالرباط يوم 25 سبتمبر/أيلول 1969) يحتاجون إلى أن تفعيل هدفها الأول الذي وقعوا عليه ونص على تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء عبر دعم التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وفي المجالات الحيوية الأخرى.
_________
الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة

إعلان