غلاء الأسعار يعكر أجواء رمضان غزة بعد الاحتلال

أحمد فياض-غزة
اعتاد السكان في قطاع غزة على الارتفاع النسبي لأسعار السلع الرمضانية خلال السنوات السابقة، غير أن أسعار رمضان لهذا العام شهدت ارتفاعا جنونيا، وباتت تمثل معاناة للمواطنين ومحورا لأحاديثهم اليومية في أول رمضان يعيشه فلسطينيو غزة بعد رحيل الاحتلال الإسرائيلي.
يقول معين أبو ماهر, وهو موظف حكومي، إن الأسعار لم تعد ترحم سكان غزة، وتحرمهم من شراء الكثير من المستلزمات الرمضانية.
وأضاف أبو ماهر أن راتبه استنفد قبل انتهاء الشهر، وسيضطر للاستدانة من أقاربه وأصدقائه لتلبية مستلزمات أسرته بقية هذا الشهر الفضيل.
ولا يختلف حال أبو ماهر عن أحوال كثير من المواطنين الفلسطينيين وخصوصا العاطلين منهم عن العمل، الذين يشكلون أكبر الشرائح المجتمعية في القطاع.
انفلات خارج السيطرة
المتسوقون عبروا عن تذمرهم وغضبهم من هذه الظاهرة، وألقوا باللائمة على السلطة الفلسطينية لعدم تدخلها للحد من ارتفاع الأسعار الذي طال السلع الأساسية أيضا.
ويصف رئيس جمعية المستهلك سعود السويركي ما يجري بأنه ليس غلاء أسعار بل انفلات أصبح خارجا عن السيطرة.
وعدد السويركي للجزيرة نت عددا من السلع التي ارتفعت أسعارها في الأسبوعين الأخيرين فقط، منها الغاز ارتفع بنسبة (14%), واللحوم (13%), والسكر (14%), والخضار (30%)، إضافة إلى ارتفاع تعرفة المواصلات الداخلية بنسبة 50%.
وأوضح أن المشكلة تكمن في جشع التجار والمستوردين الذين يرفعون الأسعار بدون أي معيار، إضافة إلى غياب المراقبة على الأسعار من قبل الحكومة التي ترفض التدخل لمنع هذا الارتفاع باعتبار أنها تسير وفق سياسة اقتصاد السوق ولا تتدخل في الأسعار إلا في حالات الاحتكار.
جسر الفجوة
" السلطة الفلسطينية تقول إن ظاهرة ارتفاع الأسعار في غزة جاءت نتيجة إغلاق الاحتلال للمعابر لمدة 15 يوما قبل حلول شهر رمضان ومنع دخول البضائع إلى القطاع من خلالها " |
ويرى رئيس جمعية المستهلك أن استخدام نظام سياسة اقتصاد السوق في غزة فيه إجحاف لأهلها، وتساءل كيف يمكن اتباع هذا النظام في الوقت الذي وصلت فيه نسبة البطالة في غزة إلى 60%، ويعيش أكثر من هذه النسبة تحت خط الفقر.
وطالب الحكومة الفلسطينية بجسر الفجوة بين السعر الدولي وقدرة المواطن الفلسطيني على الشراء والغير مربوطة بجدول غلاء المعيشة.
غير أن عادل ساق الله الوكيل المساعد في وزارة الاقتصاد الوطني بالسلطة الفلسطينية قال، إن ظاهرة ارتفاع الأسعار في القطاع جاءت نتيجة إغلاق الاحتلال للمعابر لمدة 15 يوما قبل حلول شهر رمضان ومنع دخول البضائع إلى القطاع من خلالها، مما دفع بالتجار إلى رفع الأسعار.
وأشار ساق الله في تصريحات للجزيرة نت إلى أن تحكم الاحتلال في دخول أنواع محددة من البضائع ومنع أنواع أخرى من الدخول إلى غزة عبر المعابر التي تخضع لسيطرته، تسبب في ندرة الكثير من احتياجات السوق وازدياد أسعارها.
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن الكثير من السلع المصرية رخيصة الثمن كانت تمر عبر معبر رفح الحدودي ولم تعد تصل إلى غزة نتيجة إغلاق المعبر الحدودي.
_______________
مراسل الجزيرة نت