باكستان تنفذ الزيادة السادسة في أسعار الوقود

رفعت الحكومة الباكستانية أسعار المحروقات مجددا بنسبة 3.68% وللمرة السادسة على التوالي في أقل من ستة أشهر، ليصل سعر البنزين إلى 56.29 روبية (0.9429 دولار) وهو رقم قياسي في تاريخ باكستان التي يعيش 40% من سكانها تحت خط الفقر.
وعزت الحكومة سبب الزيادة في أسعار المحروقات إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية فيما يقول محللون اقتصاديون إن أسعار المحروقات في البلاد سترتفع بنفس النسبة خلال الأسبوعين المقبلين.
وتستورد باكستان ما معدله 300 ألف برميل من النفط يوميا، وقد تعرضت الحكومة لخسائر تقدر بـ68.5 مليار روبية (1.1474 مليار دولار) منذ بداية مسلسل ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية في مايو/أيار 2004.
وأصبح واضحا أن إسلام آباد قد نهجت أسلوب التدرج في رفع أسعار المحروقات بنسبة وصلت حتى الآن إلى 40% على مدى الأشهر السابقة بدلا من رفع الأسعار مرة واحدة بنسب كبيرة قد تؤدي إلى ردود أفعال غير محمودة كما حدث في دول أخرى.
الحكومة والمعارضة
وتدافع الحكومة عن نفسها أمام حملات أحزاب المعارضة التي تستغل رفع أسعار المحروقات كورقة ذهبية لتهييج الشارع العام ضدها بالقول إنها وضعت أحوال معيشة المواطن نصب عينيها عند زيادة الأسعار.
وتضرب على ذلك أمثلة بأنها رفعت سعر الديزل بنسبة 42% فقط بينما ارتفع سعره في الأسواق العالمية إلى 92%، وأنها رفعت سعر البنزين بنسبة 42% بينما ارتفع في الأسواق بـ68%.
وقد أصبح حدوث الخلاف على قيمة أجرة النقل بين سائقي سيارات الأجرة والمواطنين وارتفاع الأصوات أثناء النقاش حتى الوصول إلى مرحلة الاتهام بالاستغلال واستدعاء الشرطة.. كل ذلك وغيره أصبح كأحد المظاهر السلبية لارتفاع أسعار المحروقات.
" الحكومة رفضت اقتراحا من وزارة النفط لترشيد الاستهلاك بجعل العطلة الأسبوعية يومين " |
ورفضت الحكومة الباكستانية في اجتماعها الأخير برئاسة رئيس الوزراء شوكت عزيز اقتراحا من وزارة النفط يقضي بجعل العطلة الأسبوعية الرسمية يومين بدل يوم واحد لترشيد استهلاك الوقود.
ورأت الحكومة أن تشجيع استخدام الغاز كوقود لسيارات النقل العام هو البديل الأمثل لحل الأزمة.
وقررت البدء في مشروع توعية عامة بمختلف وسائل الإعلام لتدريب المواطنين على السبل المثلى في استخدام مصادر الطاقة، إضافة إلى تشديد الرقابة على استخدام السيارات الحكومية لخفض نسبة صرف الوقود إلى أدنى مستوى ممكن.
وتحاول باكستان جاهدة إتمام صفقة مشروع نقل الغاز الإيراني إلى الهند عبر أراضيها لتستفيد بحصة جيدة من الغاز المنقول كمصدر بديل للطاقة عن النفط، إلا أن عقبات فنية وسياسية ما زالت تعترض طريق المشروع.
من جانبها أصدرت حكومات الأقاليم الأربعة تعليماتها بتحويل جميع السيارات الحكومية التابعة لها إلى استخدام الغاز بدلا من البترول والديزل كما كان عليه العهد سابقا، وذلك في إطار حملة التخفيف من الحاجة إلى استيراد النفط.
وينتظر أن تلقي أسعار المحروقات الجديدة بظلالها السلبية على الأحوال المعيشية للمواطن الباكستاني لاسيما مع اقتراب شهر رمضان، إلى جانب ما ستسببه من ضرر كبير لخطط الحكومة الرامية إلى محاربة الفقر المستشري في بلاد يعيش 20% من سكانها تحت خط الفقر.
_____________
مراسل الجزيرة نت