الإضرابات تجتاح الشارع الفرنسي

واصل العاملون في مرافق الدولة الفرنسية إضرابهم لليوم الثاني على التوالي، مما أدى إلى إصابة قطاع السكك الحديد اليوم الأربعاء باضطراب شديد وعرقلة حركة المسافرين. وحمّل قادة النقابات التي تضم نحو 170 ألف عامل في قطاع السكك الحديد الحكومة مسؤولية هذا التدهور، جراء سياساتها الرامية إلى فصل 3590 من زملائهم.
وقد أصابت سلسلة الإضرابات التي بدأت أمس الشارع الفرنسي بالشلل الجزئي المتوقع استمراره على مدى أسبوع كامل، في مواجهة هي الأصعب تخوضها حكومة جان بيير رافاران.
وتشهد سلسلة الإضرابات تضامناً واسعاً بين أهم نقابات موظفي الدولة، لتضم قطاعات البريد، والسكك الحديد والغاز والكهرباء والمدارس، وعدداً من التخصصات الطبية. وتترافق حركة الإضرابات الواسعة مع مظاهرات تستمر ثلاثة أيام على التوالي تنتهي يوم غد الخميس.
وحشدت مجموعة من أهم النقابات الفرنسية قواها في هذه المظاهر الاحتجاجية تعبيراً عن رفضها لسياسات حكومية تنذر بتقليص العمالة في قطاع الشغل التابع للدولة. وتفجرت هذه الحملة الاحتجاجية بعد عام ونصف العام لكنها عرفت تراكماً لمشاعر الاستياء في أوساط الموظفين.
وأبدى الرأي العام تعاطفه مع الإضرابات، لتظهر استطلاعات الرأي تأييداً شعبياً للحركة الاحتجاجية بنسبة % 65.
حد أقصى
وتطالب النقابات بزيادات في الأجور تصل نسبتها إلى 5%، فيما قال رئيس الحكومة جان بيير رافاران إن الحكومة "ستذهب إلى أقصى ما يمكنها" في هذا الصدد.
لكن وزير الشغل العام رونو دوتروي أوضح أن قدرات الحكومة تقف عند حد نسبة 1% كحد أقصى، بما يعادل 800 مليون يورو سنويا من ميزانية الدولة. وجاء رد فعل رئيس نقابة (إف إس أو) جيرار آشييري حاداً، واصفاً تحركات الحكومة بـ "المناورة".
وانتهز الحزب الاشتراكي الفرصة للنيل من حكومة الأغلبية وقال على لسان الناطق الرسمي جوليان دراي إنها تجني ما زرعته، في إشارة إلى ما يعتبره الحزب سياسات حكومية فاشلة.
واستهلت نقابات عمال البريد التي تضم 300 ألف موظف سلسلة الإضرابات يوم أمس وأعقبها اليوم إضراب قطاعات السكك الحديد والغاز والكهرباء والصحة، والتعليم يوم الخميس.
ويتنازع حجم المشاركة في الحركة الاحتجاجية عاملان متناقضان وهما اعتبار أيام الإضراب بدون أجر بما قد يؤثر على أعداد المضربين، وتشديد رافاران على بذل كل جهد ممكن لحل مشاكل العاملين بالدولة بما قد يزيد حركة الاحتجاج قوة للضغط والحصول على المزيد من المكاسب.
ـــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت