أوبك تبدأ خفض إنتاج النفط خشية هبوط أسعاره

تبدأ منظمة الأقطار المصدرة للنفط أوبك يوم السبت القادم تنفيذ خفض لإنتاج البترول بمقدار مليون برميل يوميا يهدف إلى منع انخفاض الأسعار بشكل حاد خلال الربع الأول من العام القادم.
ويقضي اتفاق توصلت إليه الدول الأعضاء (باستثناء العراق) الشهر الجاري بأن تلتزم بحصص الإنتاج المقررة لها وهي 27 مليون برميل يوميا، وبخفض الإنتاج الذي يزيد عن الحصص المقررة.
والتزمت السعودية وحدها بخفض إنتاجها البالغ 9.5 مليون برميل يوميا بمقدار 475 ألف برميل يوميا. وبالرغم أن بعض المحللين عبروا عن شكوكهم في التزام بعض الدول بالاتفاق الجديد فإن دولا مثل نيجيريا والجزائر وليبيا -وهي تسعى لدى أوبك لزيادة حصتها من الإنتاج- أعلنت بالفعل التزامها بالاتفاق.
ومع الأخذ في الاعتبار المدة الزمنية التي يستغرقها شحن النفط من مصادره إلى المستهلكين فإن تأثير خفض إنتاج أوبك سيظهر في الربع الثاني من العام القادم. وقد انخفضت أسعار النفط يوم الخميس في سوق نيويورك بمقدار 1.08 دولار للبرميل لتصل إلى 42.56 دولارا.
وبالمقارنة مع أوائل العام الحالي فإن هذا السعر مازال مرتفعا بمقدار 10 دولارات بحسب رأي المستهلكين, لكنه أقل بمقدار 13 دولار عن أعلى سعر وصله خلال العام على الإطلاق وهو 55.67 دولارا للبرميل في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقد أخذت أسعار النفط بالانخفاض في الشهرين الماضيين بسبب الشتاء المعتدل نسبيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وزيادة مخزونات الولايات المتحدة من الخام مقارنة مع العام الماضي.
وقد حفز الانخفاض دول أوبك على اتخاذ قرار خفض الإنتاج خشية استمراره خاصة في الربع الثاني من العام القادم حيث يتسم هذا الربع في العادة بانخفاض الطلب على النفط بعد الشتاء.
ويقول محللون إن مستوى أسعار النفط خلال الأشهر الأولى من العام القادم سيعتمد إلى حد ما على الظروف المناخية في نصف الكرة الشمالي.
زيادة الإنتاج
وقد زادت أوبك خلال العام إنتاجها من النفط بمقدار 3.5 مليون برميل يوميا على ثلاث مراحل لكن أسعار النفط بقيت مرتفعة. وقالت المنظمة في تقرير لها صدر الشهر الحالي إن الطلب على نفطها زاد خلال الأشهر الأخيرة فوصل في أكتوبر/ تشرين الثاني إلى أكثر من مليوني برميل فوق السقف الرسمي للمنظمة التي تزود العالم بأكثر من 30% من احتياجاته من النفط.
وقال التقرير إن الزيادة في إنتاجها لم يسهم فقط في مواجهة الزيادة في الطلب على النفط لكنه أدى أيضا إلى زيادة في مخزونات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتصل إلى 26.16 مليون برميل وهو أعلى مستوى منذ أغسطس عام 2002.
ومن المتوقع أن تصل هذه المخزونات إلى أعلى مستوى لها خلال الربع الأخير من العام الحالي مع الزيادة في إنتاج أوبك.
طلب متزايد
وتقول أوبك إن الطلب العالمي على النفط سيزداد بنسبة 3.2% العام الحالي أو بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا وهي نسبة لم يشهدها العالم منذ عام 1977.
وتتوقع المنظمة أن يصل استهلاك العالم من النفط إلى 81.8 مليون برميل يوميا هذا العام وأن تزداد هذه الكمية إلى 83.3 مليون برميل يوميا أو ما يقدر بـ1.5 مليون برميل يوميا أو 1.9 % العام القادم بالمقارنة مع العام الحالي.
وقد بلغ إنتاج الدول الغير أعضاء في أوبك 49.8 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي بزيادة قدرها 1.2 مليون برميل يوميا عن
العام الماضي. ومن المتوقع أن يزيد إنتاج هذه الدول العام القادم أيضا بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 51 مليون برميل يوميا.
ـــــــــــ
الجزيرة نت