آفاميا وقلعتا المضيق وشيزر
تقع (آفاميا) على الضفة اليمنى من نهر العاصي على بعد 55 كم شمال غرب حماة وهي تشرف على سهل الغاب، وأكثر آثارها المكتشفة والبادية للعيان تعود للعهدين الروماني والبيزنطي، وتتميز بأسوارها الطويلة وشارعها الرئيسي الذي يبلغ طوله حوالي كيلومترين بعرض 37 مترا وتحيط به أعمدة محززة بشكل لولبي،
وتدل لوحات الفسيفساء التي وجدت فيها على أهمية أوابدها وجمال أرضيتها. أما المسرح الروماني فيها فيعتبر من أكبر المسارح القديمة المعروفة، إذ تزيد واجهة منصته على 145 مترا، وقد بقيت أعمدة المدينة التي بنيت في القرن الثاني الميلادي قائمة حتى القرن الثاني عشر حين قوضتها هزتان أرضيتان عنيفتان.
وتقع في غرب بقايا المدينة (قلعة المضيق) التي كانت تشكل خط الدفاع على طول وادي نهر العاصي، وقد شهدت معارك طاحنة خلال الحروب ضد الغزو الصليبي إلى أن استولى عليها نور الدين عام 1149.
وللقلعة أبراج ضخمة تشرف على سهل الغاب، كما أن هناك خانا بني في العهد العثماني (القرن السادس عشر) وكانت لفترة طويلة مأوى لأصحاب القوافل وهو بحالة جيدة وصالاته ذات جدران عالية مقوسة تحيط بفناء واسع، وقد حول الخان إلى متحف لآثار (آفاميا) وفسيفسائها.
كما تقع إلى جنوب قلعة المضيق قلعة ( شيزر) التي تشرف أيضا على العاصي من موقع منيع. وهي تحتل نتوءا صخريا وكان يتم الوصول إليها في القرون الوسطى عبر جسر متحرك، وبرج القلعة الرئيسي مربع الشكل يشرف على كامل تحصيناتها الدفاعية.
وتوجد على مداخلها كتابات عربية من أيام المماليك الذين جددوها وحصنوها بعد أن دمرها زلزال عام 1157م، وكان الصليبيون قد حاولوا احتلالها ولكن دون جدوى، وقد ارتبط اسم القلعة بأميرها الفارس والشاعر العربي (أسامة بن منقذ) أحد ابرز الأبطال الذين قاوموا الغزو الصليبي.
جدير بالذكر أن وزارة السياحة السورية أطلقت مؤخرا مهرجان خطى طريق الحرير، وهو بمثابة استعراض فني لبيان أهمية طريق الحرير لبرامج الترويج السياحي لدى سوريا كونها كانت معبرا لمسارات تجارية تاريخية تؤم مدينة تدمر التي كانت نقطة تلاقي القوافل التجارية.