الدول الفقيرة ضحية هيمنة الصين على صناعة النسيج
يرى خبراء اقتصاديون أن الصين والهند ستكونان أكبر الرابحين من إنهاء العمل بنظام الحصص المفروضة على واردات النسيج بينما ستكون البلدان الأكثر فقرا الضحية الأولى لهذا الإجراء.
وحسب اتفاق دولي تم التوصل إليه قبل عشر سنوات، فان نظام الحصص المعمول به منذ أربعين عاما بالنسبة للصادرات النسيجية للدول الصناعية سيتوقف نهاية عام 2004.
لكن العديد من الدول الفقيرة التي بنت صناعتها حول قطاع النسيج تشعر بالخوف مع اقتراب الأول من يناير/ كانون الثاني خشية تدفق السلع الصينية.
ويرى المراقبون أن الدول التي استطاعت حتى الآن استخدام نظام الحصص لتصريف منتجاتها في أسواق البلدان الأوروبية قد ترى نفسها مستبعدة من قبل الصين التي تعد المصدر الأول بالعالم في قطاع الملبوسات حيث تبلغ حصتها الآن 28% من الأسواق العالمية, مقابل 19% عام 1995.
وحسب دراسة نشرتها منظمة التجارة العالمية في أغسطس/ آب الماضي فإن حصة الملبوسات الصينية من إجمالي واردات هذه السلع في الولايات المتحدة ستشكل 50% بعد زوال نظام الحصص, مقابل 16 %حاليا، وحصة المكسيك ستتراجع من 10% إلى 3%.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي فإن حصة الملبوسات الصينية في واردات الملبوسات ستزداد من 18% إلى 29% بينما ستنخفض حصة تركيا من 9% إلى 6%. ومن المرجح أن تستفيد الهند وباكستان لكن بدرجة أقل من الصين.
" المفوضية الأوروبية تحث شركاءها التجاريين الكبار على المساعدة في حماية صناعات النسيج في الدول الفقيرة حتى لا تنهار " |
وفي هذا الصدد حثت المفوضية الأوروبية شركاءها التجاريين الكبار على المساعدة في حماية صناعات النسيج في الدول الفقيرة حتى لا تنهار بفعل تطبيق هذا القرار. جاء ذلك بعد أن أعلنت المفوضية عن اتخاذها الخطوة الأخيرة لإلغاء نظام الحصص استجابة لقرار منظمة التجارة.
وحذر المسؤول عن قطاعات النسيج والملابس بمكتب العمل الدولي جان بول ساجو من أن الصدمة الاقتصادية والاجتماعية ستكون كبيرة جدا في البلدان الأكثر فقرا التي لا تملك القدرة على النهوض مثل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
وأشار ساجو إلى أنه بالنسبة لبلد مثل بنغلادش فإن عدد الوظائف المهددة بالإلغاء تقارب المليون.
وعبر خبير بنغالي لدى منظمة التجارة العالمية عن قلقه الشديد من أن يتسبب إلغاء هذا النظام في تعريض صناعة تستخدم مليوني شخص في بنغلاديش بصورة مباشرة وعشرة ملايين بصورة غير مباشرة للخطر.
وقد أعلنت الصين اعتزامها فرض تعرفة جمركية على صادراتها من المنسوجات والألبسة، في مسعى لإزالة بواعث القلق على المستوى الدولي من غزو الصادرات الصينية الأسواق العالمية.