الجزائر تقيم مصفاة جديدة تفاديا لاستيراد المحروقات

معرض الجزائر الدولي

أحمد روابة-الجزائر

أعلن المدير العام لشركة سوناطراك محمد مزيان عن دراسة ستفضي إلى ايجاد إستراتيجية من شأنها توفير زيادة  الطلب المحلي على الوقود وبخاصة المازوت، عبر الاستثمار في بناء مصاف جديدة أو زيادة الطاقة الإنتاجية الحالية.

ويأتي ذلك في أعقاب رفض المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة مقترح الحكومة بزيادة خمسة دنانير جزائرية على سعر اللتر الواحد للاستهلاك في المحطة.

وقد دافع وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل عن الزيادة في سعر المازوت أثناء مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2005 أمام البرلمان، محذرا من أن تتحول الجزائر خلال ست سنوات قادمة إلى دولة مستوردة للمازوت إذا استمرت زيادة الاستهلاك في السوق المحلي بالوتيرة السريعة الحالية.

وأوضح أن زيادة الاستهلاك لا تتناسب مع طاقة الإنتاج المتوفرة في مجال تكرير البترول محليا والتي لا تتجاوز 21 مليون طن من المواد المكررة سنويا، يوجه أكثر من 60% منه إلى السوق الخارجية التي تعرف بدورها تزايدا في الطلب يقدر بنسبة 6% سنويا.

وأرجع خليل تزايد الطلب إلى ظهور أقطاب صناعية جديدة في الهند والصين تقوم باستهلاك كميات كبيرة من المواد المكررة وتناقص طاقة الإنتاج بالولايات المتحدة، مقارنة باحتياجات السوق الداخلية هناك من مختلف أنواع الوقود.

"
البرلمان رفض زيادة سعر المازوت المقترحة من الحكومة في مشروع قانون المالية، على خلفية الانعكاسات السلبية للزيادة على المواطنين من ذوي الدخل المحدود
"

وجاء تبرير رفض البرلمان زيادة سعر المازوت المقترحة في مشروع قانون المالية، نتيجة الانعكاسات السلبية للزيادة على مستوى المعيشة للمواطنين من ذوي الدخل المحدود وعلى قطاع الزراعة الذي يعاني ارتفاع تكاليف الطاقة.

ويدفع رفض النواب هذه الزيادة الحكومة إلى البحث عن حلول أخرى لمعالجة مشكل المازوت وتزايد الطلب عليه في السوق الوطنية بوتيرة أكبر من طاقة الإنتاج الحالية.

ويعود تنامي استهلاك المازوت إلى تحرك عجلة الاقتصاد في الجزائر من جديد بعد ركود دام سنوات التسعينيات. فقد عرفت السوق الجزائرية في السنوات الأخيرة عودة النشاطات المتصلة بالنقل والصناعة الصغيرة والمتوسطة والتجارة التي تتطلب استهلاك كميات متزايدة من الوقود خاصة المازوت لمواكبة نمو الاستثمار.

ولم يعرف قطاع تكرير البترول استثمارات جديدة لتوسيع طاقة الإنتاج بهدف تلبية الطلب المتزايد في السوق الوطنية التي كانت لسنوات قليلة لا تستهلك إلا نسبة قليلة من الإنتاج الوطني مقارنة بالكميات الموجهة للتصدير.

وتصبح الحكومة في هذه الحالة مجبرة على خيار الاستثمار في تكرير البترول لتلبية الطلب الداخلي والوفاء بالتزامات التصدير ، إذا أرادت تجنب وضع الاستيراد الذي يرسم صورة كاريكاتورية عن الجزائر الدولة البترولية باقتصاد يعتمد على عائدات النفط بنسبة تفوق 95%.

وباشر مجمع سوناطراك وفرع نافتاك إعادة النظر في طاقة الإنتاج الوطنية بتوسيع وترميم مصفاة العاصمة الأقدم في الجزائر والتي لم تعد تساير التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، وذلك بانتظار بناء مصفاة أخرى بالمعايير الحديثة.

وتهدف الخطة إلى رفع طاقة التكرير لتصل 50% من إنتاج البترول الذي يتوقع أن يصل بدوره إلى 1.5 مليون برميل يوميا مطلع العام المقبل.

وتبلغ قيمة بناء مصفاة صغيرة الحجم -حسب وزير الطاقة والمناجم في مداخلة أمام البرلمان- مليار دولار يجب توفيرها لمواجهة زيادة الطلب على المازوت وتجنب الاستيراد.

_________________________
مراسل الجزيرة نت

 

المصدر : الجزيرة