السياسة والمناخ يتجاوزان بالنفط حاجز الـ 50 دولارا

Heavy smoke billows from an oil pipeline feeding the Al-Dura refinery on the outskirts of Baghdad that was set ablaze 16 September 2004
محمود عبد الغفار
تضافرت عدة عوامل شملت الأمني والسياسي والمناخي إضافة إلى قضية العرض والطلب، لتقفز بأسعار النفط إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وتتخطى حاجز الـ 50 دولارا.
 
وبمجرد تحقق هذه القفزة للأسعار سارعت منظمة أوبك إلى تبرئة ذمتها والتشديد على أنه ليس بوسعها فعل أي شيء لوقف صعود أسعار النفط حاليا رغم وجود فائض في الطاقة الإنتاجية يبلغ 1.5 مليون برميل يوميا.
 
لكن السعودية أكبر المنتجين في العالم تكفلت خلال فترة قصيرة بإنتاج هذه الكمية التي لا يملكها سواها بالمنظمة للحد من الأسعار، ولترفع بذلك الرياض طاقتها الإنتاجية إلى 11 مليون برميل يوميا.
 
غير أن أوبك –التي أعلنت منتصف الشهر الحالي رفع إنتاجها مليون برميل للحد من ارتفاع الأسعار- تعتقد أنه رغم وجود هذا الفائض فإن إنتاجه لن يؤثر في السوق.
 
ويبدو أن تقدير الكارتل النفطي صحيح لوجود عوامل أخرى تعزز من الطلب ويتجاوز قدرة العرض على تلبيته.
 
 فقد سجل الطلب ارتفاعا كبيرا يغذيه انتعاش الاقتصاد في الولايات المتحدة التي تعد المستهلك الأول للطاقة في العالم والازدهار الاقتصادي في الصين (المستهلك الثاني) التي قفز طلبها بنسبة 40% منذ عام.
 
ومن المتوقع ظهور نمو كبير للطلب في دول أخرى يسجل اقتصادها نموا سريعا مثل الهند التي تعد حاليا المستهلك السادس.
 
ويؤثر على الطلب أيضا انخفاض المخزونات النفطية بمستويات تاريخية في الولايات المتحدة، ووجود مصافي تكرير غير كافية ومتهالكة بها عاجزة عن تلبية ارتفاع الطلب على البنزين.
 
يأتي ذلك مع تنامي المراهنات بقوة في السوق النفطية, خصوصا وأن قفزة الأسعار وتقلباتها تشكل فرصا مغرية للمستثمرين الذين يمكنهم جني مكاسب كبيرة، في حين تشهد سوق البورصة ركودا، وفي وقت تبدو فيه استثمارات أخرى أقل ربحا.
 
وتتأثر الأسعار ارتفاعا بسبب تنامي القلق من عدم الاستقرار الأمني في العراق الذي تتعرض منشآته النفطية لهجمات متكررة، والسعودية نتيجة تصعيد أعمال العنف والمخاوف من رحيل الخبراء الأجانب في مجال النفط. كما زاد هذا القلق مؤخرا بعد أن ساد عدم الاستقرار نيجيريا المنتج الأول في أفريقيا والمصدر السادس في العالم حيث تسعى عصابات متنافسة للسيطرة على مناطق الإنتاج النفطي.
 
وبرز العامل السياسي بسبب المخاوف المرتبطة بشركة يوكوس النفطية العملاقة -المنتج الأول في روسيا- التي هي على حافة الإفلاس بسبب اختبار قوة مع السلطات الروسية، وما يتردد عن صراع بين الكرلمين ورئيس الشركة السابق وأكبر مساهميها ميخائيل خودورفسكي.
 
وعزز من هذه العوامل اقتراب فصل الشتاء الذي يتوقع أن تزداد معه الحاجات إلى الوقود من أجل التدفئة في الولايات المتحدة، إضافة إلى سلسلة أعاصير مدمرة ضربت جنوب شرق أميركا وتسببت باضطراب الإنتاج في العديد من مواقع التنقيب والتكرير في المنطقة.
 
ومع النقاش المحتدم بشأن الأسعار وأسبابها وسبل مواجهتها يسير جدال مواز بين السياسيين والمحللين بشأن مدى تأثير الأسعار على النمو العالمي. فينما ينفي البعض وجود تأثير لارتفاع الأسعار على النمو والانتعاش العالمي، يؤكد آخرون أن التأثير الضار سيتحقق إذا استمرت الأسعار فوق حاجز الـ 45 دولارا لفترة طويلة.

____________
الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان