أوروبا تتهم بوش بالجهل بشأن الأغذية المعدلة وراثيا
تتزايد نذر خلاف تجاري عبر المحيط الأطلسي بشأن المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا. فبينما تروج الولايات المتحدة لفوائد التقنية الحيوية، تصر أوروبا على ضرورة تقديم الأدلة على أن "أطعمة فرانكنشتاين" (المعدلة وراثيا) آمنة صحيا.
وفي خضم الخلاف المحتدم بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش الدول الأوروبية بالإسهام في تزايد المجاعات في أفريقيا لفرضها حظرا على الأغذية المعدلة وراثيا.
لكن منتقدي بوش يقولون إن الدافع لتعليقاته هو الترويج لبيع التقنية الحيوية وليس القضاء على الجوع. وقال باتريك هولدن وهو عضو في جمعية سويل أسوسييشن للحفاظ على البيئة "لا يمكن إلا أن يكون قد حصل على معلومات من شركات أميركية أمثال مونسانتو ليدلي بتصريح بهذا القدر الكبير من الجهل".
وتسعى شركة مونسانتو بسانت لويس بولاية ميسوري للترويج لبيع القمح المعدل وراثيا. وقال هولدن "الخبراء الجادون في مجال الأغذية المعدلة وراثيا يقرون بعدم وجود دليل على أن الأغذية المعدلة وراثيا قد تسهم بقدر أكبر في توفير الغذاء في العالم عن الأساليب الزراعية الموجودة حاليا".
واتهمت جماعة أصدقاء الأرض الرئيس بوش باستغلال المجاعات للترويج للأغذية المعدلة وراثيا. وقالت كلير أوكسبورو المتحدثة باسم الجماعة "المحاصيل المعدلة وراثيا لن تطعم العالم. إن جعل المزارعين الفقراء يعتمدون على شركات إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيا للحصول على البذور قد يفاقم المشكلة".
والنقاش حول المحاصيل المعدلة وراثيا يوضح الخلاف الكبير بين الأميركيين الذين يبدو أنهم وافقوا على التكنولوجيا التي يتم عبرها تعديل الصفات الوراثية للمحاصيل لطرد الحشرات وتحمل الجفاف والأوروبيين الذين بدوا أقل ثقة في اللوائح المنظمة بعد المخاوف المتعلقة بالغذاء مثل تفشي مرض جنون البقر.
وفي الأسبوع الماضي أعلن الممثل التجاري الأميركي روبرت زوليك إن إدارة بوش ستتقدم بشكوى رسمية لمنظمة التجارة العالمية لرفع حظر أوروبي على الأغذية المعدلة وراثيا. غير أن المفوض التجاري في الاتحاد الأوروبي أعرب عن ثقته بأن أوروبا ستكسب القضية إذا ما قررت الولايات المتحدة التقدم بالشكوى.