واشنطن: استخدام عائدات نفط العراق في إعادة الإعمار

تتوقع الولايات المتحدة أن يستخدم العراق ما يتراوح بين أربعة وخمسة مليارات دولار سنويا من عائداته النفطية لتمويل إعادة الإعمار اعتبارا من عام 2005.
وقال مسؤول أميركي كبير في مدريد -حيث يجتمع مسؤولون كبار للإعداد لمؤتمر للمانحين من المقرر عقده يومي 23 و24 أكتوبر/ تشرين الأول- إن العراق سيكون بمقدوره البدء في الاقتراض للإعمار اعتبارا من عام 2004 بدلا من تلقي معونات من المجتمع الدولي.
وذكر المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن عائدات النفط العراقي عام 2004 ستوجه كلها لتغطية النفقات الحالية ومن ثم لن تكون هناك أموال متاحة للإعمار.
ونتيجة تقييم هيئات دولية فقد قدرت احتياجات العراق بمبلغ 55 مليار دولار لجهود الإعمار خلال السنوات الثلاث القادمة. وكانت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش قد دعت الكونغرس للموافقة على تخصيص 20 مليار دولار لهذه الغاية.
وفي ظل معارضة أعضاء الكونغرس للتكلفة غير المتوقعة في أعقاب الغزو الأميركي للعراق لجأت إدارة بوش إلى التفكير في وسائل أخرى لجمع الأموال.
وكانت صادرات النفط العراقية استؤنفت بمعدل أبطأ مما كان متوقعا في ظل الاحتلال الأميركي، ويعتقد خبراء أن زيادتها تتوقف على مستوى الهجمات على منشآت النفط العراقية التي كانت هدفا رئيسيا لمعارضي الوجود الأميركي في العراق.
وترفض إدارة بوش اقتراحات الكونغرس قرض الولايات المتحدة للعراق الأموال المطلوبة للإعمار بدلا من المنح، غير أن المسؤول الأميركي أشار إلى أن ذلك ينطبق على المرحلة الأولى فقط مضيفا أنه سيتعين إعادة النظر في ذلك مرة أخرى في وقت لاحق من العملية.
ورغم توقع واشنطن التي غزت العراق دون موافقة من الأمم المتحدة أن تغطي الجزء الأكبر من تكاليف الإعمار في المرحلة الأولى فإنها تتطلع إلى تعهدات تصل إلى مليارات الدولارات من حكومات أخرى خلال مؤتمر مدريد.
وأما الاتحاد الأوروبي وهو أحد أكبر المانحين فلم يقدم سوى 200 مليون يورو (234 مليون دولار) حتى نهاية 2004. وعبر المسؤول الأميركي عن عدم علمه بأقصى ما ستقدمه المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حيث لم يعلن بعد عن التعهدات على مدى عدة سنوات.
وأعرب عن اعتقاده أن الحكومات الأوروبية ستقدم قدرا من الأموال وتدرس تقديرات الاحتياجات وتستعد لاتخاذ قرارات بشأنها معبرا عن ثقته بأنه ستكون هناك استجابة كافية.