كوفسكي أغنى روسي
الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي البالغ من العمر 40 عاما والذي أوقف في 25 من أكتوبر/ تشرين الأول هو أغنى رجل في روسيا، وقد أخطأ على ما يبدو عندما عبر عن طموحات سياسية.
فقد قال خودوركوفسكي رئيس شركة يوكوس التي تحتل المرتبة الأولى بين المجموعات النفطية الروسية وتتعرض لهجمات السلطات القضائية منذ أربعة أشهر مؤخرا "لا أنوي أن أتحول إلى مهاجر سياسي، إذا كانوا يريدون سجني فليفعلوا ذلك". وأكد أن "الطابع السياسي أو بعبارة أكثر حذرا الطابع التحريضي للتحركات التي تجري (من قبل النيابة العامة) أمر لا شك فيه".
ويصف أنصار خودوركوفسكي وخصومه على حد سواء هذا الرجل الأقرب إلى أن يكون خجولا بأنه "موهوب" و"طموح" لكنه "لا يرحم".
وخودوركوفسكي الذي يملك 36% من مجموعة يوكوس هو أغنى رجل في روسيا. وبثروته التي تقدر بـ7.2 مليارات دولار وضعته مجلة "فورتون" العام الماضي في المرتبة الثانية بين أثرياء العالم الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما بعد الأميركي مايكل ديل.
وقد دخل خودورفسكي الحاصل على إجازة من معهد الكيمياء في موسكو ومن معهد بليخانوف للدراسات الاقتصادية, عالم الأعمال مستفيدا من سياسة البروسترويكا (الإصلاح) التي أطلقها ميخائيل غورباتشوف.
وكان العضو السابق في الشبيبة الشيوعية (الكومسومول) وفي الحزب الشيوعي السوفياتي يربح بضعة ملايين من الدولارات سنويا عن طريق عمليات بيع متفرقة وإقامة شركات تجارية صغيرة خاصة حتى قبل انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي 1990 أنشأ بنك "ميناتيب" القوي الذي دعي لإدارة أموال وزارة المالية، لكنه كان كغيره من المصارف الكبرى مهتم في الوقت نفسه بوضع الأموال في صناديق آمنة وسرية في الخارج.
وعندما تفجرت الأزمة المالية في 1998 أعلن بنك ميناتيب عجزه عن دفع ما يترتب عليه ونقل الأسهم الرئيسية للمجموعة إلى شركات "أوف شور" ليترك صناديق فارغة في حين امتلأت جيوب الدائنين الأجانب بالأموال. لكن البنك عاد ليولد من جديد برعاية بلاتون ليبيديف القريب من خودوركوفسكي والمسجون منذ يوليو/ تموز الماضي.
وكان خودوركوفسكي أيضا أحد أوائل رجال الأعمال الروس الذين قاموا بتحول كبير بعد إدراكه منذ 1999 لضرورة فرض إدارة تتسم بالشفافية ومطابقة للمعايير الدولية على شركته النفطية.
فمقابل ثمن زهيد لا يتجاوز 350 مليون دولار اشترى في 1995 شركة يوكوس التي أصبحت نموذجا في هذا المجال. وقد تضاعفت قيمة الشركة في البورصة 120 مرة بين 1998 و2003. وتقدر قيمتها اليوم بأكثر من 31 مليار دولار.
وفي الربيع الماضي دخل خودوركوفسكي نادي الكبار بتصميم عبر إعلانه اندماج مجموعته مع الشركة النفطية الروسية "سيبنيفت" لإقامة "يوكوس سيبنيفت" المجموعة النفطية الرابعة في العالم.
لكن هذا الرجل الذي يؤمن بحكم النخبة والأب لأربعة أبناء كان يطمح إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد أكد منذ أشهر أنه يفكر في التخلي عن جزء من مجموعته لمستثمر أجنبي وأنه لا يريد البقاء رئيسا ليوكوس مدى الحياة. ورأى البعض في هذه التصريحات تعبيرا عن طموحات أكبر.
وقد أخطأ بإعلانه بعد ذلك وقبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في ديسمبر/ كانون الأول عن دعمه المالي للحزبين الليبراليين يابلوكو واتحاد قوى اليمين.
واصطدم بذلك برجال مثل الرئيس فلاديمير بوتين الذي لا يريد أن يرى رجال الأعمال يتدخلون في شؤون الدولة.
ويشير الخبراء أيضا إلى خلاف شخصي بين رجل الأعمال الشاب وبوتين الذي لم يتحمل تصدي خودوركوفسكي له في اجتماع في الكرملين في بداية العام الجاري.
ويمكن أن تؤثر هذه الهجمات من قبل قوى الأمن على رغبة الشركة النفطية الأولى في العالم "إكسون موبيل" في المساهمة في مجموعة يوكوس.