مخاوف الحرب تهبط بإنفاق الآسيويين في أعياد الميلاد
تزاحم المشترون في دول جنوب شرق آسيا على مراكز التسوق كعادتهم في نهاية كل عام، بيد أن مخاوف من اندلاع الحرب على ما يسمى الإرهاب وتقلص فرص العمل تحد من الإنفاق، في حين يبحث المشترون عن السلع ذات القيمة وليس الفاخرة.
وقال محللو أسهم وتجار تجزئة إنه ليس من الصعب معرفة السبب الذي يدفع المتسوقين في آسيا إلى التدقيق في الاختيار عند التسوق فيما تستعد واشنطن لشن حرب على العراق وتحذر كوريا الشمالية من أن بوسعها خوض حربين في وقت واحد والانتصار فيهما في وقت يتخبط فيه الاقتصاد الأميركي.
وقال دوغلاس بنجامين تاجر التجزئة في سنغافورة إن "الناس قلقون بشأن ما سوف يحدث في العام المقبل وإذا ما كان سيؤثر عليهم شخصيا أو على عملهم أو سيؤدي إلى تباطؤ اقتصادي لذا فإن الجميع يرشد الإنفاق". وأشار إلى أن المشترين أكثر انتقائية بشأن ما يشترونه والثمن الذي يدفعونه.
ويتكرر الشيء نفسه في جميع أنحاء آسيا. ففي اليابان حيث تحارب الحكومة الانكماش الاقتصادي وتحوم بورصة الأسهم حول أدنى مستوى لها في 19 عاما يتوقع محللون أن يتراجع هذا العام إنفاق المتسوقين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
وقال ماسافومي شودا المحلل في نومورا سيكيورتيز -وهي أكبر شركة سمسرة يابانية- إن مبيعات التجزئة تقل عن العام الماضي بنسبة تتراوح بين 2 و3% في ديسمبر/ كانون الأول. وأضاف أن العديد من الشركات تخلت عن تقليد تقديم الهدايا للعملاء في حين أجل العملاء المشتريات حتى موسم التخفيضات في العام الجديد.
وفي كوريا الجنوبية تراجع الازدهار الاستهلاكي بالفعل قبل عيد الميلاد فيما فرضت الحكومة قيودا على الاقتراض بالبطاقات الائتمانية وتحاول وضع حد لارتفاع أسعار العقارات. وتراجعت بالفعل مبيعات محال التجزئة قبل موسم الإنفاق التقليدي، وتحول المتسوقون لمنافذ البيع بأسعار رخيصة.
وفي هونغ كونغ ازدحمت مراكز التسوق بالمشترين إلا أن التركيز كان على القيمة وليس الفخامة. وقال رئيس اتحاد متاجر التجزئة يو بانغ تشون "إن الناس تبحث عن سلع قيم. يريدون شراء نفس السلعة ولكن بسعر أقل".
لكن الأمر مختلف في أستراليا والصين، إذ توقع مدير اتحاد بائعي التجزئة في البلاد أن ترتفع مبيعات عيد الميلاد بنسبة 4% مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى ستة مليارات دولار أسترالي.
وفي الصين -أكبر أسواق آسيا نموا حيث ينمو الاقتصاد بنسبة 8% تقريبا- انتعش الإنفاق ولكن ليس بمناسبة أعياد الميلاد. وينفق الصينيون عادة خلال المهرجانات التقليدية من السنة القمرية الجديدة والعطلات العامة مثل عيد العمال والعيد الوطني في أكتوبر/ تشرين الأول.