الدول النامية تطالب بنصيب من ثمار تحرير التجارة

طالب زعماء الدول النامية المشاركون في القمة السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي بنصيب عادل من ثمار العولمة وقالوا إن منافع سياسات تحرير التجارة تتدفق على الدول الصناعية الغنية. وفي تلك الأثناء تجمع متظاهرون من 120 دولة وألف منظمة عالمية في شوارع البرازيل للاحتجاج على قمة دافوس.
وفي انتقاد حاد للعولمة قال الرئيس التنزاني بنيامين مكابا أمام الاجتماع الذي تحضره طائفة من كبار رجال الأعمال والسياسة في العالم إن هوة الثراء بين الدول الغنية والفقيرة تزداد اتساعا. وأضاف أن الهوة بين من يملكون ومن لا يملكون في عالم التكنولوجيا تزداد سوءا.
وشدد مكابا على أنه لا سبيل إلى مساندة سياسات العولمة وتحرير التجارة إلا إذا "كان لدينا شيء نقدمه لشعوبنا من حيث العوائد والمزايا". وحث على تحسين فرص وصول منتجات الدول النامية إلى أسواق الدول الصناعية بشروط ميسرة.
وقال وزير المالية الهندي ياشوانت سينها إن المنافع النظرية للعولمة واضحة لكن النظام الحالي غير عادل في عدة نواح. واتهم سينها شعوب الدول الغنية في الشمال بأن مسؤوليتها عن تلوث البيئة أكبر بكثير من مسؤولية شعوب الدول النامية في الجنوب. وقال "لو قدر للعالم كله أن يتبنى نمط الحياة الأميركية فسوف يأتي زمن قريب لن يكون فيه مكان للعيش على الأرض". وأضاف أن قوانين الهجرة مصممة بحيث لا يستطيع أحد الهجرة من الجنوب إلى الشمال إلا الصفوة.
وفي السياق ذاته طالب وزير الزراعة البرازيلي ماركوس فينيسيوس براتيني دي مورايس بتحرير التجارة العالمية في المحاصيل الزراعية، وقال إن بلاده لا يمكنها المنافسة في هذا المجال في ظل الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان لمنتجاتها الزراعية والبالغ مليار دولار يوميا. وأضاف "إذا كنا نريد للدول النامية أن تستفيد من ثمار العولمة فيجب علينا ضمان أن تبقى منتجاتها الزراعية قادرة على المنافسة".
وأبدى الوزير تذمرا من مطالبة البرازيل بفتح اقتصادها في وقت لا يسمح لها فيه ببيع منتجاتها في الخارج، وقال "تحرير التجارة العالمية يجب أن يكون طريقا ذا اتجاهين".
في تلك الأثناء استعد مئات من أفراد الشرطة السويسرية لمواجهة متظاهرين يتوقع أن يحتشدوا في دافوس يوم السبت للاحتجاج على اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي وسياسات تحرير التجارة وتزايد نفوذ الشركات متعددة الجنسيات.
كما نزل آلاف من دعاة الحفاظ على البيئة والمفكرين اليساريين وأعضاء نقابات العمال والنشطاء من شتى أنحاء العالم إلى شوارع البرازيل في اليوم الأول، وأعلنوا ما أسموه بدء المنتدى الاجتماعي العالمي المنافس لقمة دافوس. وينتمي المحتجون إلى 120 دولة مختلفة وألف منظمة عالمية.