إجماع في أوبك على خفض بمقدار 1,5 مليون برميل

بدأ عدد من وزراء النفط في دول منظمة أوبك بالتوافد على فيينا لحضور الاجتماع الاستثنائي للمنظمة غدا. وأعلنت المملكة العربية السعودية أن أوبك ستقرر على الأرجح خفض إنتاجها بمعدل 1,5 مليون برميل يوميا. ونفى رئيس أوبك وزير النفط الجزائري أن يكون الخفض المحتمل تهديدا لنمو الاقتصاد العالمي وقال أنه يستهدف تفادي انهيار الأسعار في الربع الثاني من العام.
وفي أسواق لندن تجاوز سعر برميل نفط برنت 26 دولارا حيث استبق المتعاملون قرار أوبك بخفض الإنتاج، بعد فشل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إقناعها بالإبقاء على المستوى الحالي للعرض.
وأعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي لدى وصوله إلى العاصمة النمساوية لحضور مؤتمر الأوبك إن "حجم خفض الإنتاج سيكون على الأرجح بحوالي مليون ونصف مليون برميل يوميا". وأضاف "هدفنا تحقيق استقرار السوق التي نريد أن تكون أكثر استقرارا. ولذلك علينا التحرك". وقال النعيمي "نأمل في الوقت نفسه منع حدوث تدهور مفاجئ أو ارتفاع مفاجئ في الأسعار, هذا ما نسعى إليه حقيقة".
كما وصل وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي الجديد الفارو سيلفا إلى فيينا في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء لحضور الاجتماع، وامتنع سيلفا عن الإدلاء بأي تعليقات إلى الصحفيين عقب وصوله. وكان صرح بعد اجتماعه في لندن الاثنين مع وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون أن بلاده متمسكة بتأييد خفض إنتاج منظمة أوبك، ولن تعدل عن موقفها.
وقال إنه استمع لاعتراضات ريتشاردسون على خفض الإنتاج، وأعرب أيضا في الاجتماع عن موقف فنزويلا بشان ضرورة خفض الإنتاج. وقال "موقفنا لم يتغير فيما يتعلق بخفض إنتاج النفط 1,5 مليون برميل يوميا. نحن نقيم موقفنا على أساس قاعدة قوية".
وتتعرض أوبك لضغوط من الدول المستهلكة لا سيما الولايات المتحدة، فقد قام وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون بجولة على معظم دول أوبك، لإقناعها بتخفيض إنتاجها بمعدل معتدل.
تفادي انهيار الأسعار
من ناحية أخرى قال شكيب خليل رئيس أوبك إن خفض إنتاج المنظمة المحتمل من النفط لا يمثل تهديدا لنمو الاقتصاد العالمي، بل يستهدف تفادي انهيار الأسعار في الربع الثاني من العام. وقال خليل وهو أيضا وزير الطاقة الجزائري "لا نرى تاثيرا هائلا للنفط على التضخم. ربما يكون هناك خطر أكبر في آسيا، ولكني لا أرى تأثيرا كبيرا على التضخم والنمو في أوروبا والولايات المتحدة واليابان".
وقال إن المنظمة سوف تفترض عودة صادرات النفط العراقية كاملة، عندما تعلن خفض إنتاجها هذا الأسبوع. وإذا حدث نقص في المعروض بعد ذلك فستتعامل أوبك مع هذا الوضع.
الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لأوبك
في غضون ذلك جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بعدم التسرع بخفض الإنتاج، وأكد تفهم قلق المنتجين حيال انخفاض الأسعار، في حين أعلنت النرويج أنها لن تتبع خطوات أوبك بخفض إنتاجها من النفط.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن من شأن أي تحرك لخفض الإنتاج أن يؤثر على حالة عدم الاستقرار التي تعانيها أسواق النفط، مؤكدا أن ذلك لن يكون في مصلحة المنتجين والمستهلكين على المدى البعيد.
وأوضح المتحدث أن الاتحاد الأوروبي يتفهم قلق الدول المصدرة للنفط في حال انخفاض الأسعار إلى مادون 22 دولارا للبرميل، ولكنه أعرب عن قلق الاتحاد الأوروبي من أن الإسراع في مثل هذه الخطوة قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في أسعار النفط.
تجدر الإشارة إلى أن النرويج هي أكبر ثاني دولة مصدرة للنفط في العالم بعد السعودية، ويصل إنتاجها اليومي إلى 3,2 مليون برميل. وعادة ما كانت تتبع قرارات منظمة أوبك رغم أنها ليست عضوا في المنظمة.