تجارب من صفحات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29 

من زوار معرض مسقط الدولي للكتاب
جانب من فعالية للأطفال بمعرض مسقط الدولي للكتاب (الجزيرة)

مسقط – "هو ليس مجرد سوق للكتب، بل هو ملتقى فكري يجمع الكتّاب والناشرين والمثقفين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، ويتيح للزوار فرصة التفاعل مع أحدث الإصدارات الأدبية والعلمية والفكرية، معرض الكتاب كالسوق العتيقة تزخر بالحكايات والكنوز القديمة والحديثة، ينتقل بك بين عصور وأزمان مختلفة تكتشفها بالقراءة والإبحار في صفحات الكتب".

هذا ما استهلت به آمنة محمد حديثها واصفة معرض مسقط الدولي للكتاب.

ويعد معرض مسقط الدولي للكتاب في سلطنة عُمان من أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفي بالعلم والمعرفة، ويشكل منصة حيوية لتعزيز الوعي الثقافي وتشجيع القراءة عند مختلف شرائح المجتمع.

من أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين التقت "الجزيرة نت" فئات متنوعة من زوار المعرض.

كيف تختار كتابا؟

حدثتنا آمنة عن العادات التي تقوم بها كقارئة منذ خمسة عشر عامًا، قبل زيارتها معرض الكتاب وشراء كتب جديدة قائلة: أعد قائمة من العناوين المختلفة، وأحرص على دور النشر التي من الصعب الحصول على إصداراتها في المكتبات المحلية في سلطنة عُمان مثل الأدب السوداني، وبعض دور النشر في العراق ومصر.

أما اختياراتي العناوين، فتكون وفق عدة خطوات: أولها البحث عن مراجعات تتضمن الكتاب المراد شراؤه في برامج التواصل الاجتماعي المختلفة، بعدها البحث عن اقتباسات مؤثرة لهذه العناوين، تجعلني أتصور مضمون هذا الكتاب، وأخيرًا قبل اقتنائي الكتاب أقرأ مقدمته، التي تعطيني ملخصًا عن محتواه وأيضا، للفهرس دور في ذلك، فهو يضم جميع المحاور التي يتحدث عنها الكتاب.

حملة أصدقاء الكتاب

تقول آمنة: حرصًا على تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع العماني انطلقت عدة حملات ثقافية؛ بهدف تشجيع مختلف الفئات العمرية على جعل القراءة عادة يومية ممتعة ومفيدة، من أهمها حملة أصدقاء الكتاب التي انطلقت من مركز سناو الثقاقي لتصبح كالمفتاح للكنوز، فهي مفتاح المعرفة.

إعلان

وحملتنا تضع هذا المفتاح في أيدي الجميع من مختلف بلدان العالم العربي حيث ضمت أكثر من خمس عشرة دولة عربية وآلاف القراء. تسعى حملة أصدقاء الكتاب إلى بناء علاقة إيجابية مع الكتاب، وزيادة الوعي بأهمية القراءة في تطوير الفكر، وتنمية المهارات اللغوية، وتعزيز القيم الإنسانية، من خلال أنشطة متنوعة، وحلقات عمل، ومسابقات تحفيزية، فهي تطمح إلى خلق بيئة قرائية تفاعلية تسهم في بناء جيل قارئ وواعٍ.

طلبة المدارس في زيارة معرض مسقط الدولي للكتاب
طلبة المدارس في زيارة إلى معرض مسقط الدولي للكتاب (الجزيرة)

تجربة مترجم

وحدثنا المترجم محمد بن سالم الصارمي عقب توقيعه لكتاب: أمننة الطاقة رحلة تحولات في عُمان (1920-2020) الصادر عن دار الفلق للنشر عن تجربته: ترجمتي في كتاب أمننة الطاقة، للدكتورة لمياء حارب كانت رحلة فكرية ولغوية مثرية وعميقة. أن ترتحل بين لغتين يعني أن تكون متزودا بالمعرفة اللغوية والحصيلة المعرفية التي تسمح لك بالارتحال ارتحالا سلسا بينهما مع استشعار المسؤولية تجاه نقل المعنى بدقة وأمانة.

وفي الآن ذاته خلق نص عربي واضح ومفهوم ينساب وفق تراكيب العربية وأساليبها ومفرداتها. لقد كانت تجربة علمية وتاريخية واجتماعية ماتعة أتاحت لي الغوص في تفاصيل موضوع مهم مثل أمن الطاقة، واستكشاف المصطلحات المتخصصة في مجالات الطاقة والاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع.

ويتابع الصارمي حديثه: التجربة بالطبع لم تخل من تحديات، وربما أبرز تلك التحديات كان صعوبة فهم الموضوع نفسه مما استدعاني إلى قراءة مئات الصفحات والاستعانة بكثير من الكتب عن نظرية الأمننة والنظريات الأمنية والسياسية الأخرى والرجوع إلى كتب التاريخ حتى أستطيع الإلمام بالموضوع، وبالتالي أتمكن من نقل الكتاب إلى العربية نقلا أدق وأعمق وأوفى، ناهيك عن غياب مفردات عربية دقيقة للمفاهيم التقنية والاقتصادية المعقدة، وهذا حداني إلى البحث المعمق واستشارة المتخصصين والاستئناس بآرائهم.

وقد سعيت جاهدا إلى نقل فحوى النص الأصلي وأسلوب الدكتورة لمياء مع الحرص على أن أقدم ترجمة إبداعية ورصينة علميا في الآن ذاته مع إضفاء لمسة لغوية تجعل النص حيويا وجاذبا للقارئ العربي، وأعتقد أن وجود هذا الكتاب باللغة العربية يعد إضافة قيمة جدا للمكتبة العربية ولحقل الدراسات الأمنية النقدية، وسيكون بإذن الله مرجعا عربيا للدارسين والباحثين في قضايا أمن الطاقة في منطقة الخليج والوطن العربي، وآمل أن يستفيد القارئ من هذا العمل، وأن يفتح الكتاب آفاقًا جديدة لفهم هذا الموضوع الحيوي المهم.

زوار معرض مسقط الدولي للكتاب
زوار معرض مسقط الدولي للكتاب (الجزيرة)

تجربة طالبة جامعية

وتحمل نرجس بنت محمد، طالبة جامعية عددًا من الكتب، عقب جولتها بين أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب واطلاعها على مناشطه وفعالياته، تقول نرجس: هذه كتب متنوعة منها روايات، وكتب أدبية وأيضا كتب لها علاقة بتخصصي الجامعي، وتعقب على زيارتها للمعرض: زيارتي لمعرض مسقط الدولي للكتاب 2025 تجربة غنية ومُلهمة، استفدت كثيرًا من التنوع الكبير في الكتب والإصدارات الجديدة، وهناك فرصة مميزة للتفاعل مع بعض الكُتّاب والتعرف إلى رؤاهم عن قرب، مما أضاف بُعدًا ثقافيًا ممتعًا للزيارة.

إعلان

ضيف شرف المعرض

وفي زيارة لركن محافظة شمال الشرقية –ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين ـ أكد سعادة الشيخ سعود بن محمد الهنائي، والي المضيبي ونائب رئيس اللجنة المنظمة للركن، أن المشاركة جاءت لتكون انعكاسًا حقيقيًا لثراء المحافظة حضاريًا وثقافيًا، وتجسيدًا لهويتها العمانية الأصيلة الممتدة في عمق التاريخ.

وفي تصريحه "للجزيرة نت"، قال الهنائي: "تم تصميم ركن محافظة شمال الشرقية ليكون أكثر من مجرد مساحة عرض؛ بل ليُجسّد روح الكتاب المفتوح الذي يحتضن التاريخ والإنسان، ويُعبّر عن الموروث الثقافي والحضاري الذي نعتز به". وقد زُين الركن باللون الأبيض كرمز للنقاء والانفتاح الفكري، واحتوى على عناصر فنية وتاريخية تحاكي أزمنة.

وأشار إلى أن الركن يحتضن مجموعة من المكتشفات الأثرية النادرة التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وتحمل قيمة حضارية عميقة لأبناء المحافظة، وتسرد قصص أجيال متعاقبة أسهمت في بناء التاريخ العماني. وأشار الهنائي إلى تنوع فعاليات البرنامج الثقافي، وشموليتها جميع فئات المجتمع، وتطرق كذلك إلى أهمية التحول الرقمي، حيث تضمن الركن تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

المصدر: الجزيرة

إعلان