"ذهب أجسادهن" ديوان جديد للشاعرة المغربية عائشة بلحاج
صدر حديثا ديوان جديد للشاعرة والإعلامية المغربية عائشة بلحاج ضمن سلسلة "إشراقات" التي يشرف عليها الشاعر العربي أدونيس. الديوان الجديد يحمل عنوان "ذهبُ أجسادهنّ"، ويُعدّ الرابع في مسيرتها الأدبية، بعد إصداراتها السابقة: "ريح تسرق ظلي" الصادر عام 2017، و"قبلة الماء" الصادر عام 2019، و"لا أعرف هذه المرأة" الصادر عام 2021.
تتميّز عائشة بلحاج بكتاباتها التي تجمع بين الخفة في اللغة والسلاسة في المعنى، فتمزج اليومي والمعاش مع الإحالات إلى الطبيعة والفلسفة، والأسئلة الوجودية للإنسان المعاصر، مقدمة صورا شعرية غاية في الدهشة والشفافية، تبرز أحيانا على شكل لغة حسّية رفيعة، تحمل نبرة تأملية، ورؤية عميقة للعالم. مع التركيز على المواضيع الوجودية مثل معنى الأشياء والحياة، وصراع الفرد مع المحيط الذي يحاول طمس فرديته، والعلاقات الإنسانية كالحب والأمومة والبنوة، الألم، وهواجس الجسد الأنثوي كأداة سيطرة اجتماعية.
تتناول عائشة بلحاج في الديوان الصادر عن دار "كتب" في بيروت، موضوعات تتعلق بالجسد الأنثوي، بعيدا عن النّظرة النمطية التي طالما حُبس فيها عبر تاريخ الأدب العربي، ليشكل مزيجا من سيرة الجسد، الحب، الألم، والأمل. فـ"منازل الشّاعرات غُبارهنّ/ صارت له عناوين وحيطان"، كما تقول في نص "تراكم". نقرأ في الكتاب الذي يأتي في 138 صفحة:
النّوافذ
صفُّ العزاء
في بيت الوحدة.
**
مثل المروحة
ألفُّ الاحتمالات
بين يديّ إلى الأبد.
**
في جيبي كلماتٌ
لم أشعل حرائقها
البشر، فضائيّون
أفشل في إقناعهم بذلك.
**
علّمتُ صوتي أن يخرج
حتى لو ربط الصّمتُ لساني إلى عنقه
ربّيتهُ أن يُخرج الكلمات
إلى الحديقةِ
ويُعيدها إلى البيت آمنة.
**
"أتعرف كيف تُحكم الخيّاطَةُ
إمساكَ أطراف ثوب
لتصنع أكتافا وأكماما
وخصورا للفساتين من لا شيء؟
هكذا أخيط نفسي
وأنزلق في جسدي كل يوم".
جدير بالذكر أن عائشة بلحاج ابنة طنجة، فازت عام 2023 بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة عن كتابها "على جناح دراجة: رحلة من طنجة إلى باريس" الذي لقي إقبالا واسعا من القراء واحتفاء نقديا مهما. وتناولت فيه بلحاج المدينة من وجهة نظر امرأة، تقارن وتعيش، وتطرق باب المفارقات بين الشمال والجنوب.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsمسرحية "الفيل يا ملك الزمان".. إسقاطات رمزية على مأساة غزة
يكتب أدونيس في كلمته على غلاف سلسة إشراقات، التي أصدرت عددا من الكتب الشعرية لشعراء من كل جهات العالم العربي، أنها "سفر يخلّص الشعر من الثنائية الثقافية التقليدية: الجسد / الرّوح، ويفتح فضاء الكينونة التي لا تتجزأ. تفكّر وتكتب فيما تحسّ وتحلم وتتخيل".