"مسرحنا نافذة ثقافتنا".. مهرجان المسرح المدرسي رافدا للصناعات الإبداعية بعُمان

مسرحية التاسع عشر المصدر : صفحه وزارة التربية والتعليم في تويتر
مسرحية التاسع عشر من المسرحيات المتنافسة على خشبة مسرح مهرجان المسرح المدرسي الثامن بعُمان (صفحة وزارة التربية والتعليم العمانية على تويتر)

مسقط – مواهب مسرحية طلابية يستعرضها 40 طالبا وطالبة في 5 عروض مسرحية تتنافس على خشبة مسرح مهرجان المسرح المدرسي الثامن، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان خلال الفترة (18 – 21 مارس/آذار)، ويأتي هذا العام تحت شعار "مسرحنا نافذة ثقافتنا"، وبحضور عدد من الفنانين والمختصين في المسرح من سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

ويهدف مهرجان المسرح المدرسي إلى الارتقاء بالمواهب الطلابية في مجال المسرح، وتسليط الضوء على القدرات الإبداعية المسرحية، كما يشكل مهرجان المسرح المدرسي باكورة للكشف عن المواهب الإبداعية، والتي تسهم في تعزيز الصناعات الإبداعية وتنويع مصادر الاقتصاد الإبداعي، وإيجاد جيل مبدع.

مسرحية نور الهكمانيا المصدر : صفحه وزارة التربية والتعليم في تويتر
مشهد من مسرحية "نور الهاكمانايت" (نوع من الأحجار الكريمة) (صفحة وزارة التربية والتعليم العُمانية)

ترابط وثيق بين المسرح والعملية التعليمية

وفي حديثه للجزيرة نت، تناول عبد الناصر حسن آل زاير، الممثل والمخرج والملحن والمؤلف السعودي وعضو لجنة التحكيم بمهرجان المسرح المدرسي الثامن، أهمية المسرح المدرسي في التعليم بشكل عام.

وقال إن "هناك ترابطا وثيقا بين المسرح والعملية التعليمية، فهما متصلان، وتتشابه وسائلهما في إيصال المعلومة ومعالجة القضايا، فالممثل يستخدم الحوار، والمعلم والطالب أيضا يستخدمان الحوار والتخاطب لإيصال المعلومة".

وتابع "يمكن القول إن من خلال المسرح يمكن إيصال المحتوى التعليمي والفائدة بالمتعة البصرية والسمعية للجمهور، فهو يشكل وسيلة ماتعة للتعليم".

الفنان عبدالناصر الزاير
الفنان عبد الناصر آل زاير قال إن هناك ترابطا وثيقا بين المسرح والعملية التعليمية (الجزيرة)

مهارات من المسرح المدرسي

وقال عبد الناصر أل زاير إن الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الأفكار وتجسيدهما من أبرز ما ينميه المسرح المدرسي في نفوس الطلبة، كما يكسبهم مهارات خاصة بفن الإلقاء والخطابة والتحدث أمام الجمهور بشكل مباشر، بالإضافة إلى أنه يغرس روح الشجاعة الأدبية، والمشاركة والتعاون مع الآخرين.

فالمسرح "فن جمعي وتتجلى فيه روح التعاون بشكل أساسي، ويعين الطالب على التعليم فيشعر بالمتعة وتزداد قابليته لتلقي الدروس المنهجية، إضافة إلى رفع الذائقة الفنية والجمالية".

المهرجانات المسرحية المدرسية

وتحدثت الدكتورة رحيمة الجابرية من جامعة السلطان قابوس للجزيرة نت عن أهمية إقامة المهرجانات المسرحية المدرسية قائلة إن "النشاط المسرحي يطلق مكامن الإبداع لدى الطلبة، مما يجعلهم قادرين على التعبير الجيد عن ذواتهم وأفكارهم، وما يحملونه من طموحات ورؤى مستقبلية".

وتابعت "لا مساحة أجمل من خشبة المسرح عندما يقف عليها الطالب بثقة وثبات وشغف، فهي تعطيه الحرية ليعبر ويناقش بل تقدمه للجمهور الذي بدوره يتفاعل مع طرحه لأفكاره".

وأضافت رحيمة الجابرية أن "إقامة المهرجانات المسرحية المدرسية يعمل على نشر الثقافة المسرحية في محيط المدرسة وخارجها، ويذكي روح التنافس لدى الطلبة".

المسرح المدرسي في سلطنة عُمان

وحول المسرح المدرسي في سلطنة عُمان، قالت الدكتورة رحيمة إنه نشأ قبل قيام النهضة العمانية في عام 1970 "منذ أن كانت المدارس السعيدية الثلاث في مسقط وصلالة ومطرح، إذ كانت تقام الأعمال المسرحية كنشاط مدرسي في ذلك الوقت"، واعتبرت أن "كون المسرح نشأ في أحضان المدرسة يؤكد أهميته في العملية التعليمية".

ويذكر مؤرخو المسرح العُماني -حسب بعض الدراسات- أن بداياته تعود لأربعينيات أو خمسينيات القرن الماضي في المدارس السعيدية (مطرح، ومسقط، وصلالة)، ويمكن القول إن المسرح المدرسي في سلطنة عُمان يشكل نقطة الانطلاقة في عالم الفن والصناعات الإبداعية والثقافية للعديد من الفنانين.

فنانون بدأت مسيرتهم من المسرح المدرسي

"المسرح المدرسي كان الانطلاقة، وله الفضل في وصولي إلى أكبر المسارح الخليجية والعربية والدولية، غرس فيّ حُب المسرح، لأنتقل بعدها إلى المسرح الجامعي، ثم المشاركة في المهرجانات المسرحية الدولية"، بهذه الكلمات يصف الفنان محمد بن حمود الكليبي، طالب سنة ثالثة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، بدايته مع المسرح.

حصل الكليبي على 13 جائزة في مجال المسرح في عدد من المهرجانات المحلية والدولية، أبرزها أفضل عرض متكامل في مهرجان الكويت للمسرح، وأفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح العُماني، وأفضل عرض متكامل في مهرجان الناظور المسرحي بالمغرب.

****** داخلبه ******مسرحية نور الهكمانيات ٢ المصدر : صفحه وزارة التربية والتعليم في تويتر
مشهد من مسرحية "نور الهاكمانايت" (صفحة وزارة التربية والتعليم العُمانية)

ويستذكر الكليبي بدايته مع المسرح بعد حضوره لعرض مسرحي في عام 2006 وعودته إلى المدرسة ليخبر معلمه برغبته في المشاركة في العروض المسرحية، وعن المهارات التي اكتسبها من المسرح المدرسي يقول محمد الكليبي: علمني المسرح الثقة بالنفس، والإصرار على تقديم الأفضل دائما، والعمل ضمن الفريق، وتحمل مسؤولية ما نقدمه للجمهور.

وبدوره، يقول الفنان عمير بن أنور البلوشي، وهو أحد مخرجي مهرجان المسرح المدرسي في سلطنة عُمان، "بدأت التمثيل في مهرجان المسرح المدرسي في 2009 في مسرحية "صحراء الخوف".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت "كنت آنذاك طالبا في الصف التاسع، عقب ذلك شاركت في عدد من المسرحيات المدرسية ثم أكملت الدراسة الجامعية في مجال المسرح".

ويشغل عمير البلوشي حاليا وظيفة أخصائي مسرح في مجمع عُمان الثقافي، وهو خريج بكالوريوس تخصص الفنون الإبداعية قسم تمثيل وإخراج مسرحي من المعهد العالي في دولة الكويت، وشارك في 21 مسرحية، وتنوعت مشاركاته بين التمثيل والإخراج، أبرزها مشاركته في مسرحية "قرن الجارية" الحائزة على وسام جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها التاسعة 2022، كما شارك في المسلسل العُماني (سدرة) بشخصية رئيسية من إنتاج تلفزيون سلطنة عُمان عام 2018.

المصدر : الجزيرة