"متروبوليتان" نيويورك يستعرض ألف عام من تأثير بيزنطة على فن أفريقيا المسيحي

(FILES) Pieces from the "Africa & Byzantium" exhibit are seen during a press preview at The Metropolitan Museum of Art in New York on November 16, 2023. - Frescoes, mosaics, paintings, ironwork, jewelry, ceramics and manuscripts from the fourth to the fifteenth centuries: the Metropolitan Museum of Art in New York is presenting 200 works of ancient and medieval art starting on November 19, 2023, that bear witness to a thousand years of influence of the Byzantine Empire on the Christian communities of Africa. Bringing together artistic, religious, literary and archaeological treasures, "Africa & Byzantium" shows the influence of the Byzantine Empire, heir to the Eastern Roman Empire, from its capital Constantinople (formerly Byzantium), on Christianity in the Horn of Africa from the fourth to the seventh centuries, according to a statement from the Met. (Photo by Bryan R. Smith / AFP)
قطع من معرض "أفريقيا وبيزنطة" معروضة في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك (الفرنسية)

يعرض متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك 200 عمل تعود إلى العصور القديمة والوسطى -بينها فسيفساء وجداريات ومجوهرات ومخطوطات- تعكس ألف عام من تأثير الإمبراطورية البيزنطية على المجتمعات المسيحية في مصر وتونس وإثيوبيا.

ويجمع المتحف أحجارا كريمة من مجموعات من أفريقيا وآسيا وأوروبا لمعرض "أفريقيا وبيزنطة" الذي افتتح أمس الأحد ويستمر حتى 3 مارس/آذار المقبل.

ونظم المتحف عرضا مسبقا هذا الأسبوع للصحافة بحضور شركائه وهم الحكومتان المصرية والتونسية وأقدم دير قبطي أرثوذكسي في العالم دير سانت كاترين بسيناء في مصر.

ويسلط معرض "أفريقيا وبيزنطة" -الذي يجمع كنوزا فنية ودينية وأدبية وأثرية- الضوء على تأثير الإمبراطورية البيزنطية التي امتدت إلى المشرق العربي وشمال أفريقيا على المسيحية التي انتشرت في القرن الأفريقي من القرن الرابع إلى القرن السابع.

الفن البيزنطي القديم

وبحسب الرئيس التنفيذي لمتحف متروبوليتان للفنون ماكس هولاين، فإن الهدف من هذا المعرض هو "تعميق معرفتنا بالفن البيزنطي والفن المسيحي المبكر في إطار رؤية أوسع للعالم".

واعتبرت القائمة على معرض "أفريقيا وبيزنطة" أندريا آشي أن المعرض يوضح كيف "ازدهرت المجتمعات المختلفة المرتبطة في بيزنطة داخل الإمبراطوريات والممالك الأفريقية خلال أكثر من ألف عام"، ولا سيما في "الحضارات المسيحية الأفريقية الأولى".

وسيتمكن الزوار من رؤية مخطوطات مرسومة ومنسوجات وفسيفساء رخامية وعاجيات منحوتة من النوبة ومجوهرات ذهب من مصر ولوحات جدارية، علما أن عددا كبيرا منها يعرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة.

وأشار المتحف إلى أن القطع التي يشملها المعرض تستكشف الروابط بين المجتمعات الثقافية والمتعددة الأديان من البحر الأبيض المتوسط حتى البحر الأحمر، وتمزج بين التقاليد اليونانية والرومانية والبيزنطية.

(FILES) Visitors look at "Bridal Chest," while touring the "Africa & Byzantium" exhibit during a press preview at The Metropolitan Museum of Art in New York on November 16, 2023. - Frescoes, mosaics, paintings, ironwork, jewelry, ceramics and manuscripts from the fourth to the fifteenth centuries: the Metropolitan Museum of Art in New York is presenting 200 works of ancient and medieval art starting on November 19, 2023, that bear witness to a thousand years of influence of the Byzantine Empire on the Christian communities of Africa. Bringing together artistic, religious, literary and archaeological treasures, "Africa & Byzantium" shows the influence of the Byzantine Empire, heir to the Eastern Roman Empire, from its capital Constantinople (formerly Byzantium), on Christianity in the Horn of Africa from the fourth to the seventh centuries, according to a statement from the Met. (Photo by Bryan R. Smith / AFP)
معروضات من الفن البيزنطي والفن المسيحي المبكر بالمعرض (الفرنسية)

وقالت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه القطع تظهر للعالم "التراث الثقافي الغني لبلادها الذي هو نتيجة مزيج من الحضارات المختلفة التي احتلت البحر الأبيض المتوسط"، إلى جانب "خلفية أفريقية محلية".

وحظي المعرض بمباركة شخصية من المطران الأرثوذكسي داميانوس من دير سانت كاترين في سيناء، والذي قال "يقدم لنا (المعرض) فرصة للتذكير بعالمية بيزنطة التي كانت توفر الحرية والوحدة والمصالحة والاحترام والسلام.. السلام الذي نحتاج إليه بشدة في عالمنا اليوم".

وتشهد معروضات أخرى محفوظة بشكل استثنائي وتعود إلى الفترة الممتدة من القرن الثامن إلى القرن الـ15 على تأثير بيزنطة على فنون المجتمعات المسيحية القديمة في تونس ومصر وإثيوبيا والسودان، ولم يتوقف ذلك التأثير بعد فتح القسطنطينية البيزنطية عام 1453 وتحولها إلى إسطنبول العثمانية، إذ حرص السلطان العثماني محمد الفاتح على أن تعكس عاصمته التنوع العرقي والثقافي الهائل لإمبراطوريته الآخذة في التوسع.

ورغم أنه لم يكن هناك بطريرك أرثوذكسي في القسطنطينية عام 1453 عند فتح المدينة فإنه كان بإمكان السلطان أن يترك المنصب شاغرا، لكن الفاتح كان الملك الأكثر انفتاحا في عصره، وسعى إلى إحياء البطريركية المسكونية التي كانت تترأس الكنيسة الأرثوذكسية في القسطنطينية منذ القرن الرابع، بحسب تعبير المؤرخ البريطاني فيليب مانسل مؤلف كتاب "القسطنطينية.. المدينة التي اشتهاها العالم، 1453-1924".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

إعلان