بالفيديو: "مَمو زين".. أسطورة حب تحمل زوجين من شنغهاي لتركيا

تجري أحداث رواية "ممو زين" في "جزرة" أو "جزيرة ابن عمر"، التي يحيط بها نهر دجلة من 3 جهات، في ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا.

بطلاها هما الأميرة زين، الشقيقة الصغرى لأمير جزرة "زين الدين"، و"ممو" ابن أحد العاملين في الديوان الملكي والذي ينحدر من طبقة اجتماعية فقيرة.

الرواية للكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني، وأعاد بناء هيكلها القصصي ونقلها إلى العربية الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وتعد من أشهر قصص الحب العذري التي نُقلت إلى العديد من اللغات العالمية.

وتأثر الشعراء الأكراد ببيئتهم المحيطة، حيث لم تكن اللغة الكردية لغة رسمية أو دينية، لذلك لجأ الكثير منهم إلى العربية في كتاباتهم، خصوصا بعد إسلامهم لكونها لغة القرآن والسنة، ولأجل الانتشار والوصول إلى العامة بشكل أسرع. ورغم ذلك، فإن الكثير منهم استمر في الكتابة باللغة الكردية وترجمت أعماله لاحقا إلى العربية والفارسية وغيرهما.

وتمتد حقبة الشعراء الرواد في الأدب الكردي إلى قرابة القرنين، وتحديدا من منتصف القرن العاشر الهجري؛ وهي المرحلة التي ضمت شعراء كبارا أمثال وفقي طيران وملا جزيري حتى القرن الـ12؛ حيث المرحلة التي ظهر فيها الشاعر حسين الباتيي وأحمد الخاني، إضافة إلى شعراء ناطقين بالسورانية أمثال الشاعر نالي وحاجي قادر ومولوي، ممن ظهروا أوائل القرن الـ13.

إعلان

رحلة من الصين إلى أرض الأسطورة

تأثر الزوجان، الصيني "ننغ دونغ" والتركية "يمنى بيرقدار"، بقصة الحب الأسطورية "ممو زين"، ما دفعهما للسفر من شنغهاي في الصين إلى شرناق التركية، التي شهدت فصول هذه القصة الملحمية.

قبل 5 سنوات من الآن، قرّر الدكتور ننغ دونغ، الذي يعمل محاضرا في أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، اعتناق الإسلام وتغيير اسمه إلى نور الدين دونغ.

وخلال دراسته الأكاديمية، عكف على دراسة أعمال الكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني، الذي كتب روايته الملحمية "ممو زين"، عن شاب وشابة عاشا في قضاء جزيرة ابن عمر في ولاية شرناق، بين عامي 1450 و1451م، ووقعا في الحب، لكنهما لم يتمكّنا من الزواج.

وقبل عامين، قرّر دونغ ترجمة هذه الرواية الأدبية لصاحبها أحمد خاني إلى الصينية، بعد أن سبقت ترجمتها إلى العربية والفارسية والفرنسية والروسية.

وفي الذكرى السنوية الأولى لزواجهما، قرر "نور الدين دونغ" وزوجته التركية المولودة في السعودية "يمنى بيرقدار"، تمضية هذه المناسبة في قضاء جزيرة ابن عمر، حيث يوجد ضريح "ممو زين".

وبالفعل، وصل الزوجان إلى الجزيرة، حيث حققا حلمهما بزيارة ضريح الحبيبين الأسطوريين في منطقة سور، وسط القضاء.

وولد مؤلف الرواية الشاعر والمتصوف والفيلسوف أحمد خاني سنة 1650 في هكاري جنوب شرق تركيا، وتوفي سنة 1707 في دوغو بايزيد في "أغري" القريبة من مسقط رأسه، وتعلم اللغة الكردية (الكرمانجية) إضافة لإتقان العربية والفارسية كذلك.

"زيارة قيّمة"

وفي حديثه لمراسل الأناضول، قال نور الدين دونغ إنه وزوجته معجبان للغاية بقصة "ممو زين"، الأمر الذي دفعهما للقدوم من شنغهاي إلى شرناق لزيارة ضريح الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية الأسطورية.

وأضاف دونغ "إنها الذكرى السنوية الأولى لزواجنا، أنا ويمنى، لذلك فإن هذه الزيارة قيّمة جدا بالنسبة لنا"

إعلان

وتابع "لقد شعرت بإحساس عميق في أثناء زيارتي لضريح مَمو زين. لقد أعطى هذان العاشقان بحبهما دروسا جيدة للإنسانية".

واسترسل قائلا "لقد ترجمت 2500 بيت شعري في القصة إلى اللغة الصينية، أنا متحمّس جدا لمواصلة الترجمة في هذا العمل والترويج له".

أما يمنى بيرقدار فقالت إنها وزوجها قرّرا قضاء الذكرى السنوية الأولى لزواجهما في جزرة (جزيرة ابن عمر)، حيث وقعت أحداث قصة الحب الرائعة، وزيارة الضريح.

وذكرت يمنى أن زوجها يعمل على ترجمة قصة الحب الملحمية، وأنها تأثرت جدا بأحداث القصة، وقالت "أحبَّ "ممو زين" بعضهما البعض، لكن شملهما لم يلتئم، لكنّ شملنا أنا ونور الدين التأم، شكرا لله".

عبد العزيز بيلكه، مرشد سياحي رافق الزوجين دونغ وبيرقدار طيلة رحلتهما في المنطقة، قال إنه فوجئ بسماع أنهما أتيا من الصين لزيارة ضريح "ممو زين".

وأضاف في حديث لمراسل الأناضول، أنه استضاف الزوجين في منزله لمدة يومين، واصطحبهما في جولة عبر المواقع التاريخية والثقافية في المنطقة.

وتابع بيلكه "كأحد سكان جزرة، أشعر بالسعادة والفخر لأن منطقتنا عاشت أحداث هذه القصة"، ولفت بيلكه إلى أن السكان المحليين أطلقوا اسم "ممو" على نور الدين، و"زين" على يمنى، تعبيرا عن حبّهم لهما.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

إعلان