أكثر البلدان الأوروبية تشددا تجاههم.. متحف جديد في الدانمارك عن لاجئي الحرب العالمية

A photo taken on June 25, 2022 shows an exterior view of the new Refugee Museum of Denmark FLUGT in Oksboel, southwestern Denmark, on the day of its inauguration. - As the Second World War drew to a bloody close, facing the approaching Russian Red Army, hundreds of thousands of Germans fled their homes. Around 35,000 found their way to a refugee camp in Oksbøl, a small Danish town on Jutland’s west coast, instantly making the site Denmark’s fifth largest city by population size. Nowadays, little of the camp remains, aside from two former hospital buildings and a cemetery, hidden amidst a thick, green forest. But now, a new 16 million-euro refugee museum built at the site is shining fresh light on personal stories of forced migration, past and present. The new FLUGT - which means “flee” in Danish - Refugee Museum of Denmark opens to the public on Wednesday, June 29, 2022. (Photo by James Brooks / AFP)
متحف اللاجئين الجديد في الدانمارك يجسد الموقع الذي كان مخيما للاجئين في زمن الحرب العالمية الثانية (الفرنسية)

تشكّل مأساة الهجرة القسرية وقصصها الشخصية محور متحف جديد دشن اليوم الأربعاء في الدانمارك في موقع مخيم سابق للاجئين الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.

هذا المتحف المسمى "فلوغت" (FLUGT) وتعني "الفرار" باللغة الدانماركية، يفتح أبوابه في بلدة أوكسبول الصغيرة على الساحل الغربي للبلد الإسكندنافي الذي يعتمد سياسة من بين الأكثر تشددا في موضوع الهجرة بين الدول الأوروبية.

تاريخ الحرب العالمية

في ما كان سابقا مستشفى المخيم وأُضيف إليه جناح حديث وسط أغراض شخصية من خيمة إلى دب قماشي، يتتبع المعرض الرحلات الفردية للمنفيين.

وتتناول قصة المتحف في الأصل، اللاجئين الألمان عند سقوط النازية، وكذلك قصة أولئك الذين لجؤوا إلى الدانمارك هربا من الحرب والقمع.

وقال مدير المتحف كلاوس كجيلد ينسن لوكالة الصحافة الفرنسية "نريد أن نروي قصة الناس الحقيقيين، أبعد من الأرقام".

ففي هذا المكان، عند بزوغ فجر الحرب العالمية الثانية بين 1939 و1945، وجد عشرات الآلاف من الألمان الفارين من تقدم الجيش الأحمر، ملاذا في هذه الأراضي العسكرية المؤلفة من مستنقعات وشواطئ على بحر الشمال.

Picture taken on June, 24, 2022 shows an inside view of the new Refugee Museum of Denmark FLUGT in Oksboel, southwestern Denmark. - The museum will be inaugurated by the Danish Queen and Germany's Vice-Chancellor on June 25, 2022. According to the museum, its main subjects will be "the German refugees who fled to Denmark in 1945 as well as the many refugees, from e.g. Vietnam, Bosnia and Syria that have come to this country in recent years". (Photo by John Randeris / Ritzau Scanpix / AFP) / Denmark OUT
إحدى معروضات متحف اللاجئين الجديد في الدانمارك (الفرنسية)

وأصبحت أوكسبول في غضون أسابيع قليلة خامس أكبر مدينة في الدانمارك من حيث عدد السكان.

وخلف الأسلاك الشائكة في المخيم الذي فتح أبوابه بين 1945 و1949، كانت هناك مدارس ومسرح وورشة عمل.

بصرف النظر عن المستشفى والمقبرة المخبأة في غابة كثيفة، لم يتبقَّ سوى آثار قليلة عن هذا الماضي الذي يسعى المتحف لإنعاشه.

ويقول ينسن "هناك هذه الفترة في تاريخ العالم التي حدثت هنا، حيث نحن الآن. لكن هناك أيضا الوضع اليوم".

وأضاف أن "عدد اللاجئين في العالم اليوم أكبر بكثير مما كان في نهاية الحرب العالمية الثانية، لذا أعتقد أن المسألة أكثر أهمية من أي وقت مضى".

Picture taken on June, 24, 2022 shows a wooden construction inside the new Refugee Museum of Denmark FLUGT in Oksboel, southwestern Denmark. - The museum will be inaugurated by the Danish Queen and Germany's Vice-Chancellor on June 25, 2022. According to the museum, its main subjects will be "the German refugees who fled to Denmark in 1945 as well as the many refugees, from e.g. Vietnam, Bosnia and Syria that have come to this country in recent years". (Photo by John Randeris / Ritzau Scanpix / AFP) / Denmark OUT
المتحف يذكر بلاجئين ألمان فروا للدانمارك في 1945 إضافة إلى اللاجئين الجدد لا سيما من فيتنام والبوسنة وسوريا (الفرنسية)

موضوع آني

هذا المتحف الذي دشّنته السبت ملكة الدانمارك مارغريت الثانية ونائب المستشار الألماني روبرت هابيك، كلف في المجموع 16 مليون يورو، بينها 1.5 مليون قدمتها برلين.

وقالت الملكة البالغة 82 عاما "لم يكن أحد يعتقد أن الحديث عن اللاجئين والمنفى سيكون موضوعا آنيا لهذه الدرجة المحزنة".

بحلول نهاية 2021، كان العالم يضم ما يقرب من 90 مليون شخص اقتُلعوا من ديارهم، بين لاجئين ونازحين داخليا، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأثارت الحرب الروسية على أوكرانيا حركة لجوء جديدة في القارة الأوروبية، إذ غادر ما لا يقل عن 12 مليون شخص منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

Danish Queen Margrethe (R) and museum director Claus Kjeld Jensen visit the exhibition during the inauguratio of the new Danish refugee museum FLUGT (escape) in Oksboel, Denmark, on June 25, 2022. (Photo by Bo Amstrup / Ritzau Scanpix / AFP) / Denmark OUT
الملكة الدانماركية مارغريت ومدير المتحف كلاوس كجيلد ينسن خلال افتتاح متحف اللاجئين الجديد (الفرنسية)

وصُمم المتحف الجديد على يد المهندس المعماري الدانماركي المشهور عالميا بياركه إنغلز الذي صمم مؤخرا مقر غوغل الجديد في سيليكون فالي.

وفي داخل الموقع، دعائم خشبية ممتدة نحو السماء، ما يتيح بهوا مفتوحا كبيرا يستكشف الزوار من خلاله المعروضات.

هذا المكان مصمم على أنه "واحة أو ملاذ ينفتح على الغابة" حسب مصممه، وهو "ما يؤمل أن يجده اللاجئون هنا، ملاذ ولمحة عن مستقبل أفضل".

بالنسبة للبعض، لا تتناسب سياسة الدانمارك الحالية تجاه اللاجئين مع فلسفة المتحف. ففي السنوات الأخيرة، اتبعت الحكومات اليمينية واليسارية واحدة من أكثر سياسات الهجرة صرامة في أوروبا.

وبذلك أصبحت الدانمارك الدولة الأولى في الاتحاد الأوروبي التي تراجع ملفات مئات السوريين المتحدرين من دمشق الذين مُنحوا حق اللجوء، معتبرة أن الوضع يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم.

وقال ممثل المفوضية السامية للاجئين هنريك نوردنتوفت إن سياسات الهجرة الدانماركية "ذات توجه سياسي للغاية، ونأمل بالطبع أن تكون هناك طريقة لتغيير ذلك".

المصدر : الفرنسية