مكتبة قطر الوطنية تقيم معرضا يحتفي بأعمال الفنانة الجزائرية باية محيي الدين

افتتحت مكتبة قطر الوطنية -بالشراكة مع المتحف العربي للفن الحديث (متحف)- معرضا يسلط الضوء على حياة الفنانة التشكيلية الجزائرية الشهيرة باية محيي الدين، ومسيرتها وأعمالها الفنية، وذلك ضمن فعاليات العام الثقافي قطر-الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022.

يحتفي المعرض -وعنوانه "باية محيي الدين: استكشاف الألوان والطبيعة"- بالمسيرة الفنية العريضة لهذه الفنانة التي تمتد لما يقرب من 6 عقود، ويفتح نافذة على حياتها المليئة بالأحداث الفارقة من الأربعينيات حتى نهاية تسعينيات القرن الماضي.

وتٌقدم من خلاله 18 لوحة تجسد الموضوعات والمحاور التي طالما تبنتها باية طوال حياتها -التي امتدت حتى عام 1998- وتكشف العناصر الخيالية وغير الخيالية التي تردد صداها في أعمالها المختلفة.

جدير بالذكر أن الأعمال الفنية التي يقدمها المعرض، المستمر حتى نهاية مارس/آذار 2023، منتقاة من 3 مصادر هي: مجموعة المتحف العربي للفن الحديث، مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة لعدد من المقتنيات من مجموعات خاصة بالدوحة.

وقد نظمت المكتبة جولة إعلامية في المعرض بحضور وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وسفير الجزائر لدى الدوحة مصطفى بوطورة.

وعلق الكواري على هذه المناسبة قائلا "لقد نحتت باية محيي الدين لنفسها مكانة مرموقة في فضاء الفن التشكيلي، وأصبحت من أهم الفنانين في الجزائر والعالم العربي، بل وفي العالم بأسره".

ويضيف الوزير أن هذا المعرض إلى يهدف إلى الاحتفاء بالفنانة الجزائرية ومسيرتها الفنية "ضمن رسالة المكتبة الساعية إلى إطلاق المبادرات وتنظيم الفعاليات الفنية التي ترسخ مكانة قطر كوجهة ثقافية عالمية والمكتبة كمؤسسة تكرس جهودها لخدمة وصون تراث قطر والمنطقة".

وأضاف "نشكر المتحف العربي للفن الحديث ومتاحف قطر وأصحاب المجموعات الخاصة في قطر، على دعمهم لهذا المعرض ومساعدتهم لنا في أن نروي القصة الفريدة لمسيرة باية الثرية أمام جمهور المكتبة".

وعلقت مديرة المتحف العربي للفن الحديث، زينة عريضة، على هذا المعرض بقولها "يسعدنا التعاون مع مكتبة قطر الوطنية في هذا المعرض الذي يهدف إلى تقديم أعمال باية محيي الدين للجمهور، وباية فنانة جزائرية كبيرة، وأعمالها من المقتنيات الأساسية في مجموعة المتحف العربي للفن الحديث".

وأضافت "يركز (متحف) -كوجهة للفن العربي الحديث في قطر- على إتاحة الفرصة لزائريه لتذوق أشكال فنية جديدة من إبداع الفنانين التجريبيين والمعاصرين والتفاعل معها. ويأتي هذا المعرض ليجسد رسالة (متحف) في تعزيز الوعي وتعميق الفهم للأعمال المهمة للفنانين في العالم العربي".

6 عقود فنية

تعتبر باية من أهم الفنانين الجزائريين في عصرها، وقد امتدت مسيرتها الفنية لما يقرب من 6 عقود تخللتها أحداث تاريخية فاصلة مثل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحرب الاستقلال الجزائرية، والحرب الأهلية الجزائرية.

وقد استمدت هذه التشكيلية الجزائرية إلهامها في الأساس من وطنها في الجزائر، وتأثرت لوحاتها العميقة، الشبيهة بالأحلام والزاخرة بالرموز والزخارف، تأثرا واضحا بالتراث الثقافي للجزائر.

وانجذبت باية، التي فقدت والديها في سن الخامسة، إلى الفن وهي شابة في سن 16 من عمرها عبر مراقبة محيطها في الجزائر، الذي تمتزج فيه الثقافتان العربية والأمازيغية. وحظيت بتقدير كبير من شخصيات بارزة في الحركة الفنية الباريسية الطليعية مثل بابلو بيكاسو وهنري ماتيس والسريالي الشهير أندريه بريتون.

اشتهرت باية بأعمالها الفنية في الجزائر وفرنسا والشرق الأوسط، وحازت شهرة دولية مع أول معرض أقيم لها في أميركا الشمالية بتنظيم من معرض "غراي آرت غاليري" بجامعة نيويورك عام 2018.

ويمثل معرض مكتبة قطر الوطنية حول أعمال باية إنجازا فارقا آخر ضمن جهود المكتبة لإثراء الحوار الثقافي والتفاهم بين الأمم، في إطار فعاليات العام الثقافي قطر-الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022.

وتنظم المكتبة مجموعة أخرى متنوعة من الفعاليات الشائقة والجذابة عبر الإنترنت، وبالحضور المباشر طوال ديسمبر/كانون الأول الجاري.