عالم النفس الكندي بيترسون ينتقد صعوبة "علمنة الإسلام" ويتحدث "كقسيس" في القدس المحتلة

اجتمعت شخصيات محافظة غربية في مركز المؤتمرات الدولي بالقدس المحتلة، أبرزها عالم النفس الكندي المثير للجدل جوردان بيترسون والمعلق السياسي والكاتب المحافظ الأميركي بنيامين بن شابيرو والسفير الأميركي السابق في إسرائيل ديفيد فريدمان وغيرهم، لمناقشة "أهم القضايا في مجالات الثقافة والسياسة والحياة الفكرية".
الفعالية -التي أقيمت الخميس الماضي- رعاها "صندوق تكفا" (Tikvah) بالإضافة إلى سيلا مائير وشيبوليه، ودور نشر ترجمت إلى العبرية أعمال مؤلفين أميركيين محافظين ويمينيين.
و"صندوق تكفا" هو منظمة غير ربحية مقرها نيويورك تعرّف نفسها على موقعها في الإنترنت بأنها "صهيونية سياسيًّا، وموجهة نحو السوق الحرة اقتصاديًّا، وتقليدية ثقافية، ومنفتحة عقليًّا".
على منصة المتحدثين، تحدث المحاضرون لجمهور من قرابة 3 آلاف مستمع دفع كل منهم قرابة 100 دولار ثمنا لتذكرة الحضور، وقدم أمياد كوهين من "صندوق تكفا" الضيوف مشيدا بعملهم ضد "البرابرة" الذين يحاولون دحر العقل والكرامة وتعزيز رؤية عالمية تلغي الهوية الوطنية وتفكك الأسرة، حسب تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

ويشتهر الثلاثة بكونهم من كُتاب موقع "ذا ديلي واير" (The Daily Wire) الأميركي المحافظ الذي أسسه بن شابيرو، وكان الموقع هو الذي رعى فيديو "رسالة إلى المسلمين" الذي بثه بيترسون مؤخرا وتطرق فيها لمسائل الطائفية والانقسام الديني، ووصفها منتقدوه بالمتعالية والمليئة بالصور النمطية الاستشراقية.
جوردان بيترسون: مصير العالم يعتمد على شعب إسرائيل!
وقال بيترسون في المحاضرة موجها كلامه للجمهور الإسرائيلي اليميني "بصفتك يهوديا في إسرائيل، هل تروي أعظم قصة على الإطلاق؟ هذا أمر متروك لك لتقرره.. لديك مسؤولية أخلاقية هائلة". وأردف "أعتقد أنه من الصحيح القول إن مصير العالم يعتمد على شعب إسرائيل.. إنك تجذب الناس هنا بسبب ما تستطيع القيام به. تبين لنا كيف تبدو المدينة المقدسة؛ لأننا نحتاجها".
Canadian clinicial psychologist, academic and media personality Jordan Peterson @jordanbpeterson has joined Jewish settlers in trespassing Masjid al-Aqsa today. pic.twitter.com/cX0ndf6C4P
— Masjid al Aqsa (@firstqiblah) October 11, 2022
وعلقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على أن بيترسون "أظهر لونه الحقيقي" في القدس حيث بدا في حديثه لآلاف المعجبين الإسرائيليين "قسيسا أكثر منه محاربا للأيقونات (الدينية)".
وسبق أن اعتبر بيترسون أنه لا يعتقد أن الإسلام يمكن أن يكون متوافقا مع الديمقراطية.
أستاذ علم النفس الكندي جوردن بيترسون لم يجد سوى اليوم الذي اقتحم فيه أكثر من ألف مستوطن للأقصى بمناسبة عيد العرش ليتجول في ساحاته محاطا بجنود الاحتلال ومستشرقين آخرين. هذا مثال آخر،واضح وصريح، عن الغطرسة والجهل الممزوج بالتعصب عند الرجل الأبيض مهما بلغت ثقافته وشهاداته الأكاديمية
— Ghaydaa Abukheiran (@Ghaydaa_ak) October 11, 2022
وأشاد بيترسون -في رسالة بثها في يوليو/تموز الماضي- بـ"اتفاقات أبراهام"، داعيا بنبرة عالية المسلمين في العالم الإسلامي للتوقف عن القتال بينهم واعتبار المسيحيين واليهود أعداءهم، وأضاف أستاذ علم النفس في جامعة تورنتو "أفضل مكان للعثور على الشيطان، هو بداخلك. إذا كنت تعتقد أن العدو الحقيقي هو قلب شخص آخر، فإنك لم تفكر طويلا بما فيه الكفاية".
أثارت تعليقات بيترسون ردود فعل حادة من نشطاء مسلمين انتقدوا نصائحه "المتعالية والسطحية" بشأن كيفية حل المشكلات في العالم الإسلامي، وفي تعليقه على رسالة بيترسون، قال الناشط ضد الإسلاموفوبيا سي جيه ويرلمان، في رسالة مرئية على يوتيوب إن "بيترسون يريد أن يعتقد أن المسلمين متخلفون وبربريون، بينما الرجال البيض مثله متعلمون ومستنيرون ومتحضرون".
وأضاف ويرلمان أن بيترسون يتحدث عن إصلاح الطائفية من دون أن يعرف أن هذه الظاهرة في العالم الإسلامي "تم تسخيرها وتغذيتها من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية، التي سعت إلى نهب أراضي المسلمين عن طريق تقسيم وقهر السكان المسلمين الأصليين".
ديفيد فريدمان والروايات التوراتية لإسرائيل
وناقش كُتاب موقع "ذا ديلي واير" (The Daily Wire) في خطاباتهم التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم الغربي حاليًا، وديناميكيات السلطة والاستبداد، و"كيف تعمل قصص التوراة المعروفة جيدًا والإيمان الأساسي بالله كركائز أخلاقية للبشرية جمعاء، ودور إسرائيل في ذلك حيث يمكن أن تلعب كقوة عظمى تكنولوجية وأخلاقية ناشئة على المسرح العالمي"، بحسب موقع "جيه إن إس"(JNS) الإخباري.
وبعد كلماتهم في المحاضرة، جلس بيترسون وشابيرو في محادثة مع السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي ركز على الروايات التاريخية والتوراتية لإسرائيل، ودور إسرائيل كدولة قومية يهودية، وطرح نقاشا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة "في منحدر".
ويُنسب إلى فريدمان على نطاق واسع كونه الشخصية الرئيسية وراء نقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعتراف أميركا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والمساهمة في توقيع اتفاقيات التطبيع "أبراهام" بين إسرائيل ودول عربية.
وكان فريدمان من المقربين من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وعرف عنه رفضه لإقامة دولة فلسطينية ضمن حل الدولتين، وقال فريدمان في كلمة سابقة نشرها الموقع الإلكتروني للكنيست، إن "الاعتراف بالسيادة (الإسرائيلية) على مرتفعات الجولان (السورية المحتلة) كان مهما، وبالتأكيد قضية شرعية الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
بن شابيرو: المهاجرون المسلمون يحطون من قدر الولايات المتحدة!
من جانبه، يوصف بن شابيرو بأنه أحد أبرز الوجوه المحافظة في السياسة والإعلام الأميركي، ويشتهر بسخريته من تيارات اليسار و"الصوابية السياسية" ويعرف بامتداح الثقافة والحضارة الغربية التي يؤكد أنها "تتفوق على كل الحضارات الأخرى"، بينما قال إن المهاجرين من الدول الإسلامية "يحطون من قدر" الولايات المتحدة.
During his current visit to Occupied Palestine, Peterson also shared a platform with American political commentator Ben Shapiro and former US Ambassador and arch-Zionist, David Friedman at an event organsed by Tikvah Fund Israel. pic.twitter.com/w9rwz3NsCo
— Masjid al Aqsa (@firstqiblah) October 11, 2022
ويطالب شابيرو بنقل الفلسطينيين وعرب 1948 من الأراضي التي يعيشون فيها، وقال في مقال نشره في موقع "تاون هال" (TownHall) الأميركي المحافظ إن "أيديولوجية السكان الفلسطينيين لا يمكن تمييزها عن أيديولوجية قيادة الإرهاب"، وهي التعليقات التي وصفت من قبل منتقديه بالفاشية وغير الإنسانية، وتراجع عن بعضها.
وفي عام 2010، قال شابيرو إن "الإسرائيليين يحبون البناء، بينما يحب العرب تفجير القمامة والعيش في مياه الصرف الصحي المفتوحة"، ودعم شابيرو بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، ويعرف بكونه من المعارضين القدامى لحل الدولتين.
وفي عام 2007، كتب شابيرو مقالاً وصف فيه "السكان العرب الفلسطينيين" بأنهم "فاسدون حتى النخاع" وألقى باللوم في الصراع العربي الإسرائيلي "على العرب الفلسطينيين أنفسهم". كما يعتقد أن إسرائيل وأميركا "ستواصلان دفع ثمن الدم والأموال" إذا رفضا الاعتراف بـ"الحقيقة البسيطة" التي تزعم أن "السكان العرب الفلسطينيين يولدون الإرهاب ومعاداة السامية ومعاداة أميركا"!!