معرض فرانكفورت للكتاب بنسخة حضورية تكرّس صمود قطاع النشر خلال الجائحة
في ألمانيا، أكبر سوق للكتب بالاتحاد الأوروبي، طورت المكتبات عملياتها للتجارة الإلكترونية، مما أدى لارتفاع بنسبة 20% بإيراداتها عبر الإنترنت والتي بلغت 2.2 مليار يورو.
العام الماضي أثّرت جائحة فيروس كورونا المستجد على محلات بيع الكتب في جميع أنحاء العالم، وأغلقت العديد من المكتبات أبوابها مما أضر بدورة صناعة النشر بشدة، لكن الشهور القليلة الماضية شهدت انتعاشة غير مسبوقة لمعارض الكتب وصناعة النشر منذ بداية الجائحة.
بعد معارض للكتاب في مدن عربية وأوروبية بينها بغداد والرياض وعمّان وستوكهولم وإسطنبول، انطلق معرض الكتاب في فرانكفورت، أكبر حدث من نوعه، اليوم الأربعاء، في نسخته الحضورية الأولى منذ ظهور الجائحة بحضور ناشرين من العالم أجمع عززت حماستهم المبيعات الكبيرة للكتب خلال الأزمة الصحية رغم المخاوف من النقص في إمدادات الورق.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالصناعات الثقافية لإطالة عمل الاستعمار.. بريطانيا في أفريقيا وأدوات القوة الناعمة للإمبراطورية
متاح مجانا على الإنترنت قريبا.. هل يهدئ النشر الإلكتروني الصراع على تركة نجيب محفوظ؟
يجمع 360 دار نشر من 20 دولة ولمدة 10 أيام.. معرض عمّان الدولي يعيد للكتاب ألقه ورونقه بعد توقف إجباري
فبعد نسخة أقيمت افتراضيا بصورة شبه كاملة العام الماضي، تعود الأنشطة الحضورية إلى هذا الملتقى الرئيسي في قطاع النشر عالميا والذي يقام هذا الأسبوع بين الأربعاء والأحد.
لكن تم الإبقاء على بعض القيود، بينها تحديد عدد أقصى للزوار يبلغ 25 ألفا في اليوم، أي نصف العدد الاعتيادي، واشتراط حيازة كل الراغبين في ارتياد الحدث تصريحا صحيا.
وحذر مدير المعرض يورغن بوس، الذي قدم مساء الثلاثاء حفل الافتتاح التقليدي من أنه "لم نصل بعد إلى مرحلة إقامة معرض للكتاب بصورته الطبيعية" لكن حدث هذا العام يشكل فرصة من أجل "إعادة التواصل" في القطاع بعد انقطاع 18 شهرا عن المعارض المهنية الكبرى بهذا المجال.
في الولايات المتحدة، زادت مبيعات الكتب الورقية بنسبة تفوق 8% سنة 2020 لتصل إلى أعلى مستوياتها في 10 سنوات، وفق مجموعة "إن بي دي" للبحوث.
وقد سُجل هذا الرقم بدفع من مبيعات كتب المراهقين والإرشادات العملية للبالغين، في ظل الطلب على الإصدارات المتعلقة بالطبخ والأشغال اليدوية لملء أوقات الفراغ الطويلة خلال فترات الحجر المنزلي.
وفي ألمانيا، أكبر سوق للكتب بالاتحاد الأوروبي، طورت المكتبات عملياتها للتجارة الإلكترونية، مما أدى إلى ارتفاع بنسبة 20% في إيراداتها عبر الإنترنت والتي بلغت 2.2 مليار يورو. كما شهدت مبيعات الكتب الصوتية والرقمية نموا كبيرا.
ويعود مدير المعرض، فيشير إلى أن الكتب أظهرت "شعبية وقدرة خاصة على المقاومة" خلال جائحة كورونا.
Frankfurt Week Planning: International Publishers Association Events | @Porter_Anderson https://t.co/7I3OwOYIZf @IntPublishers @Book_Fair #FBM21 @WIPO @PublisHerEvents @Bodour @KristennEinars1 @JoseBorghino @fink_carsten @jaktent | Many programs are available digitally. pic.twitter.com/YDoqvssU1X
— PubPerspectives (@pubperspectives) October 13, 2021
مخاوف لنهاية العام
مع ذلك، يخشى المهنيون في مجال الكتب، الذين يقرب رقم أعمالهم السنوي من 100 مليار دولار، من أن يكون هذا الأداء الإيجابي مرحلة عابرة.
وعلى غرار قطاعي السيارات والأدوات الكهربائية المنزلية، يخشى هؤلاء أن يدفعوا ثمن النقص العالمي في المواد الأولية والذي يعطل سلاسل التموين ويؤثر سلبا على الانتعاش الاقتصادي العالمي.
ومع اقتراب فترة أعياد نهاية العام التي تكتسي أهمية كبرى للقطاع، يدق الناشرون ناقوس الخطر بشأن حالات النقص في الورق والكرتون، بسبب الاختناقات في الموانئ ونقص سائقي الشاحنات الذين يؤدون دورا رئيسيا في عمليات التوصيل.
وقال يوناثان بيك مدير دار النشر "سي إتش بيك" الألمانية الشهيرة لصحيفة "هاندلسبلات" المالية "أخشى ألا يتمكن الناس من الحصول بسرعة على الكتاب الذي يريدونه لفترة عيد الميلاد". كما حذّر من إمكان تسجيل ارتفاع في أسعار الكتب.
ورغم أن ألمانيا تبدو في طريقها إلى السيطرة على تفشي الوباء، فلا تزال الأزمة الصحية ترخي بثقلها على معرض الكتاب: إذ إن حوالي 1500 عارض من أكثر من 70 بلدا سيكونون حاضرين، أقل بكثير من عدد المشاركين عام 2019 والذي بلغ 7500 عارض من أكثر من مئة بلد. كما أن عدد الكتّاب الذين سيحضرون الحدث شخصيا في فرانكفورت لن يتخطى المئتين.
وقد أثنت الضبابية، بشأن قيود السفر والمخاوف المتصلة بالفيروس، الكثير من دور النشر والكتّاب عن المجيء، خصوصا من الولايات المتحدة وآسيا وأميركا الجنوبية.
وستقام أنشطة عدة للمهنيين في قطاع النشر، بما فيها بيع حقوق أو ترجمة أعمال، بنسق افتراضي عبر الإنترنت.
وستكون كندا ضيفة شرف هذا العام بحضور الكاتبين ميشال جان ومايكل كرامي، إضافة إلى الروائي الهايتي الأصل داني لافيريير. كما تشارك عبر الإنترنت مارغريت أتوود إحدى أشهر الروائيات الكنديات منذ النجاح الكبير لقصتها "ذي هاندمايدز تايل".
معرض إسطنبول
وفي تركيا، أشاد أدباء وقائمون على "معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي" بتحول دورته السادسة إلى "مهرجان ثقافي عالمي" مع آمال بأن يصبح جسرًا بين العرب والأتراك، وأن يتسع التبادل الثقافي بين الجانبين.
فبعد توقفه عامين بسبب جائحة كورونا، عاد المعرض، وعلى مدار 9 أيام، زاخرا بفعاليات ثقافية مكثفة ومتنوعة، واختتم فعالياته في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واستقبل هذا المعرض 108 آلاف و201 زائر، بينهم 18 ألفا و642 اليوم الأخير، بحسب إحصاء للقائمين عليه.
وتحت شعار "حَلِّق بالمعرفة" نظمت الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي وجمعية الناشرين الأتراك هذا المعرض بمدينة المعارض في إسطنبول، بمشاركة أكثر من 23 دولة و250 دار نشر عربية.
وقال لوكالة الأناضول المنسق العام للمعرض محمد أغير اقجة "معرض إسطنبول يكبر كل مرة (دورة) ونطمح أن يكون جسرا ذا ممرين للثقافة والعلوم والأدب بين العرب وأشقائهم الأتراك وقارئي العربية في أوروبا والعالم".
ومن جانبه، قال مدير المركز الإعلامي للمعرض، كمال بن جعفر، إن دورة المعرض السادسة كانت "مهرجانا ثقافيا عالميا خارج جغرافيا العالم العربي".
وأضاف للأناضول "المعرض شهد عرض أكثر من مليون كتاب وأزيد من 100 ألف عنوان على جمهور القراء، وأقيمت قرابة مئة فعالية ثقافية لمشاهير من الكتاب والباحثين والشعراء".
وأشاد بن جعفر بـ "حضور علماء وباحثين وعدد من صانعي المحتوى في مواقع التواصل، في الوقت الذي كثر فيه الزوار بحثا عن بغيتهم من خير جليس في الزمان (الكتاب) فكانت المتعة وتحققت الفائدة في جو ثقافي فريد".
وشاركت في المعرض دول عديدة، أبرزها تركيا ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسعودية والكويت والسودان والجزائر وقطر والإمارات وإيران والولايات المتحدة والأردن وتونس والمغرب وليبيا وأيرلندا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.