الكاتب شاكر الأنباري: العراق يعيش فترة مخاض والثقافة سلعة زائدة في المجتمع
يرى الكاتب العراقي شاكر الأنباري أن من يكتب في الخيال العلمي عليه أن يلم بتفاصيل المكوكات الفضائية والكواكب والتقنيات الذرية والفيزياء الكونية. وهي بيئة نفتقدها في ظلال تخلفنا الحضاري.
للكاتب العراقي شاكر الأنباري مكانة هامة داخل الأدب العراقي المعاصر، لكونه من الأدباء العراقيين الذين راكموا متنا متعددا بين القصة والرواية والترجمة والكتابة المفتوحة ذات البعد السردي واليومي.
وفعل الكتابة الأدبية لدى الأنباري "لا يستقيم إلا بتصحيح تخلفنا التاريخي" وهو مفهوم قائم بالأساس على نظرة تاريخانية إلى الواقع بوصفه مختبرا لتعاقب الأحداث.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكتب في أدب الرحلات وما وراء الطبيعة وكان صديقا مقربا من السادات.. أنيس منصور صاحب “200 يوم حول العالم”
سحر الأدب العربي القديم على ثقافات العالم.. كيف أثر على متون الأدب المعاصر؟
“مائة حجاية وحجاية”.. مشروع كاتب مغربي لتدوين الأدب الشفهي الشعبي
وهذا الأمر ينعكس بشكل نوعي على كتاباته الأدبية المعنية أكثر بوصف الأحداث والشخوص والأماكن.
لكن في كتابه "مثل برقٍ خبا" يطالعنا الأنباري بصيغة أخرى من الكتابة، حيث نجدها مفتوحة على التجريب وعلى تكسير حدة السرد وخطية الحكي من خلال علاقته بالهجرة والترحال والمنفى والألم والكتب والمدن والشخصيات التي رافقت مساره الأدبي طيلة 40 سنة من الكتابة.
ففي هذا الكتاب السيري يبلور الأنباري كتابة مغايرة لمؤلفاته الأخرى، فهو يروم هنا التوثيق والتأريخ لمحطات هامة من حياته الشخصية. كما يبرز مكانة الكاتب المنفي في تغيير أنماط الكتابة الأدبية العربية وتكسير جميع الحدود التاريخية والثقافية والجمالية التي تعيق تقدم مفهوم الكتابة داخل العالم العربي. وترتكز كتابة الأنباري على مفهوم الشغف، فكتاباته لا تنصاع إلى الجانب الأدبي الإعلامي، بل يجعلها تتجذر أكثر في ذاته ومنه تتفجر الرؤى والأفكار والأحلام أدبيا.
عن مشروعه الثقافي في الأدب والترجمة، التقت الجزيرة نت الكاتب العراقي، وكان هذا الحوار:
الكتابة وقلق الوجود
-
هل تعتقد أن الكتابة الأدبية اليوم قادرة على تخليص الكائن من شقائه وحزنه وألمه داخل أوطاننا المنكوبة؟
شعوبنا تدفع ثمن تخلفها التاريخي، والتخلف التاريخي لا ينفع معه الأدب لتجاوزه كونه نتيجة لانحدار حضاري طويل في الفكر، والتقاليد، والمعتقدات، والرؤية إلى الحياة. منطق العالم اليوم علمي، والمنطق العلمي يتطلب الدراسة، والتثقيف، والتعليم، والاكتشاف، والتجريب. نحن نمتلك عقلية قدرية تتنافى مع منطق الحضارة المعاصرة.
لكن الأدب عموما يفتح كوى في العقل الخرافي، ويصل الفرد بالخيال والمنجز القادم لنا من بعيد، وهو على العموم متحرر من الغيبيات والخرافات. ويمكن للثقافة أن تخلف تواصلا حضاريا مع الشعوب المتقدمة، وهو ما نحن بحاجة إليه، فالأدب يوسّع التجربة، ويشحذ خيال الحلم نحو مستقبل أفضل.
ليست هناك ثورة على واقع بائس دون ثقافة وتعليم وتمرد وأفق حر، ودون التحديق في واقع البؤس والبشاعة. ويعتبر الفن، والثقافة، والعمل الفكري العميق، وسائل لمعرفة الذات، ومعرفة حجم بلداننا، وتاريخنا، ومصادر قوتنا في تلمس موضع ثابت لنا في هذا العالم.
ليست هناك ثورة على واقع بائس دون ثقافة وتعليم وتمرد وأفق حر، ودون التحديق في واقع البؤس والبشاعة. ويعتبر الفن، والثقافة، والعمل الفكري العميق، وسائل لمعرفة الذات، ومعرفة حجم بلداننا، وتاريخنا، ومصادر قوتنا في تلمس موضع ثابت لنا في هذا العالم.
ميكانيزمات الواقع العراقي
-
ككاتب عراقي عاش لسنوات مآسي الحرب والدمار والتهميش. ما الصورة التي ترسمها ثقافيا للعراق؟ وإلى أي حد استطاعت مظاهر الحرب رسم ملامح أفق ثقافي جديد قادر على التأثير في خصوصيات المنجز الأدبي العربي؟
العراق يعيش فترة مخاض عسير لاسترداد شخصيته الحضارية وخصوصيته، بعد 4 عقود من حروب دمرت البنية التحتية، وأتلفت الروح الفردية الأصيلة والذكية والحالمة.
لقد وجد الشعب نفسه فجأة في عالم متطور، ومتغير بسرعة، وبدأت الثقافة تعي ذلك وتبحث لها عن مسار يعيد الشخصية العراقية كشخصية مبدعة، متسائلة، لا تستكين إلى الظلم والرؤية المتكلسة للواقع.
يكفي للثقافة العراقية ريادة وإبداعا على الصعيد العربي أنها استطاعت تكثيف، ورصد، ومعالجة ما عاشه البلد من تهميش، وانغلاق، ومآس يومية، واستخلاص الدرس والحكمة منها لكي تقدم مقاربات جديدة.
يكفي للثقافة العراقية ريادة وإبداعا على الصعيد العربي أنها استطاعت تكثيف، ورصد، ومعالجة ما عاشه البلد من تهميش، وانغلاق، ومآس يومية، واستخلاص الدرس والحكمة منها لكي تقدم مقاربات جديدة.
هناك الصراع بين العلمانية والتدين، الصراع بين الهويات الفرعية، العلاقة مع الحداثة، الهوية الوطنية، رسم ملامح واضحة للدولة، الهجرات، القمع المجتمعي، التطرف الخارج من كل عقلانية ومنطق، وغير ذلك الكثير مما يشترك فيه العراق مع محيطه العربي. والثقافة العراقية بكل تخصصاتها تسعى لمقاربة كل تلك المعضلات، إبداعا، ونقدا، وفنا.
ريادة الترجمة
-
صدر لك ترجمة "المريخ جنة" للكاتب الأميركي ري برادبري. أولا ما الذي تقوله لنا؟ وما الدافع إلى ترجمة كتاب يصنف أدبيا ضمن الخيال العلمي؟
قبل سنوات بعيدة، كنت أتجول في إحدى مكتبات كوبنهاغن، متطلعا إلى عناوين الكتب الجديدة الصادرة عن دور النشر الدانماركية والأوروبية، فوقع بصري على الأعمال الكاملة لبرادبري، مطبوعة في دار بنغوين.
وكان هذا الاسم راسخا في ذاكرتي، لم أكن قرأت لهذا الكاتب الذي يعتبر من مبدعي الخيال العلمي، وبعض رواياته حولت إلى أفلام سينمائية، فاقتنيت الكتاب وقرأته.
يمتلك برادبري خيالاً هائلاً، وذاكرة فذة، يستعيد عبرهما شريط حياته منذ الطفولة، ثم يستل من ذلك الشريط أفكار قصصه ورواياته غير المألوفة، فهي تستقرئ الجوانب الخفية من العابر واليومي، والتي تنفذ إلى أغوار الذهن بما تحتشد به من أساطير ومخاوف وأوهام، تتحكم في حياة البشر العادية في غفلة عنهم ودون تفسير أحياناً.
يمتلك الروائي الأميركي ري برادبري خيالاً هائلاً، وذاكرة فذة، يستعيد عبرهما شريط حياته منذ الطفولة، ثم يستل من ذلك الشريط أفكار قصصه ورواياته غير المألوفة، فهي تستقرئ الجوانب الخفية من العابر واليومي، والتي تنفذ إلى أغوار الذهن بما تحتشد به من أساطير ومخاوف وأوهام، تتحكم في حياة البشر العادية في غفلة عنهم ودون تفسير أحياناً.
كما يرتفع برادبري بخياله إلى السماء، فينحت قصصاً تدور في الأغوار البعيدة للكون، مع تفهم لمصطلحات الفضاء والآلات العلمية ودراسات المجرات التي وصل إليها تطور العلوم الحديثة. ومن الضرورة أن يطلع القارئ العربي على هكذا نمط من السرد لأنه جديد على ساحتنا الثقافية، ومرتبط بالتطور التكنولوجي لعلوم الفضاء الذي ازدهر في أميركا مع قدرة العقل البشري للوصول إلى القمر، ومن ثم اختراق الفضاء في مجموعتنا الشمسية.
أدب الخيال العلمي
-
هل تعتقد أن القارئ العربي مستعد لتلقي عوالم أدب الخيال العلمي، علما بأننا لم نحقق بعد شروط الحداثة الثقافية، مما يجعل هذا اللون الأدبي يعيش ضربا من التهميش؟
من يكتب في الخيال العلمي عليه أن يلم بتفاصيل المكوكات الفضائية والكواكب والتقنيات الذرية والفيزياء الكونية. وهي بيئة نفتقدها في ظلال تخلفنا الحضاري. فالحدث في قصص وروايات الخيال العلمي هو ما يحرك اللغة، واللغة تصف الحدث فقط ولا تستطيل في شرحه وتسويغه ورسم دلالاته النفسية أو الروحية.
لذلك يمكن القول إن الروايات العربية والقصص التي تقترب من هذا النمط لا يمكن تسميتها بأدب خيال علمي، كونها تمتلئ أحيانا بالتحليل والسرد الإنشائي وبلاغة اللغة العربية، وتفتقر لما يمكن تسميته بـ "المعرفة" أي أنها أدب لمجتمع غير تكنولوجي. الروح العلمية هاربة، وثمة وفرة للخرافة واللا يقينية واللاتحديد. ومع وجود قارئ معتاد على البلاغة والاسهاب والقدرية والثقافة القطيعية، يصعب ابتكار لغة علمية في الكتابة، كما يصعب ابتكار جو فضائي خاصة في مجتمع مغلق كالمجتمع الشرقي عموما.
-
ليست المرة الأولى التي تترجم أعمال برادبري إلى العربية، مع أن القليل من القراء يعرفونه داخل العالم العربي. ما السمات الفنية والملامح الجمالية التي تميزه عن باقي الأدباء الأميركيين المعروفين ضمن الآداب العالمية؟
غموض الفضاء وأسراره المستعصية على العقل البشري، رغم بلوغه درجة من النضج والتطور لا يستهان بهما، هيأ لبرادبري مادة غنية يجرب عليها خياله الفذ. كتب عن الشمس وحرارتها، عن مارس المتوهج بالحمرة في ليالي الأرض، عن ساتورن ذي الدوائر المتحجرة الشبيهة بعيون كونية ترقب المجهول، عن المجرات البعيدة التي استخدم في السفر اليها، ورواية ما يدور فيها من أحداث، مستندا إلى معرفة واسعة بالرحلات الفضائية، والدراسات العلمية، والفرضيات التي يتفتق عنها ذهن الباحثين الفضائيين.
برادبري يختلف عن معاصريه من الكتاب الأميركيين الذين كتبوا عن الواقع، عن معضلة المجتمع الأميركي وصراعاته كما رأيناها لدى بول أوستر وفيليب روث وساندرز وغيرهم، بينما برادبري ارتفع إلى الفضاء. ونحن في الثقافة العربية لا نمتلك هكذا خلفية تؤهل الكتّاب للمغامرات الذهنية، والخيال العلمي. ثمة جهل فضائي هائل حتى لدى الكتاب والمفكرين والعلماء.
سيرة أدبية
-
كتابك "مثل برقٍ خبا: سيرة ثقافية لكاتب جوّال" تتناول فيه سيرتك الأدبية في علاقتها بالكتب والناس والمدن التي أثرت في مخيالك الأدبي ككاتب مغترب. هل تتفق معي بوجود خصوصية وقيمة معرفية مضافة للكتّاب الذين عاشوا النفي والتهميش؟
هذا الكتاب يلخص، إلى حد ما، تجربتي في الكتابة، وما رافقها من انتقالات حياتية في الزمان والمكان، وما أنتجت تلك التجربة من روايات، وقصص، ومقالات، وعمل تحريري وإعلامي، ووجهات نظر في الأحداث التي عاصرتها، أو كنت شاهدا عليها، أو مشاركا فيها على امتداد 40 سنة تقريبا. وهو سيرة مثقف عراقي جوّال عاش في أكثر من بلد، وتمثّل أكثر من لغة وثقافة، وظل الكتاب رفيقا دائما في تلك الرحلة الشاقة، رحلة الحياة، قراءة وتأليفا ونقدا وترجمة.
يجد القارئ، من خلال تلك الخلطة السردية الحرة، رؤية عامة حكمتني وتبعتها في مسيرتي الإبداعية خاصة، حتى بلغت 5 مجموعات قصصية، و11 رواية منشورة. قصص، وحكايات، ومتون، وهوامش، وآراء، وشروحات، وكل ما يصوغ الجوهر الروحي للفرد منذ ولادته وحتى مماته.
وأعتقد، من جانبي، أن هذه السيرة تهم الأجيال الجديدة في العراق، وربما العرب، وهي لم تعش تجربة مماثلة، ولن تعيش، لأن التاريخ لا يكرر نفسه. أدب المنفى يعتبر حقلا جديدا على ذائقتنا العربية، بينما أصبح ظاهرة شائعة في العقود الأخيرة بسبب هجرة كثير من المثقفين العرب إلى أوربا وأميركا، نتيجة لظروف العالم العربي التي تتمثل بالفوضى، والحروب، والرفض لما هو مختلف.
الأدب والحضارة العراقية
-
يمثل الأدب العراقي ركيزة أساسية في صناعة الحداثة الأدبية شعرا ورواية وقصة داخل البلاد العربية مقارنة ببلدان أخرى تبلورت حداثتها بشكل متأخر لأسباب تاريخية. كيف استثمر العراق مشروعه النهضوي في اجتراح أفق ثقافي يوازي بين عمق الحضارة وفتنة الحداثة؟
أستطيع القول إن المشروع النهضوي العراقي توقف تقريبا منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، إذ دخلت البلاد في عقود طويلة من الحروب المتعاقبة توجت بحرب شبه أهلية واصطفافات طائفية ومناطقية قادت إلى تهميش المنجز الحضاري السابق.
المشروع النهضوي العراقي توقف تقريبا منذ بداية الحرب العراقية الايرانية عام 1980، إذ دخلت البلاد في عقود طويلة من الحروب المتعاقبة توجت بحرب شبه أهلية واصطفافات طائفية ومناطقية قادت إلى تهميش المنجز الحضاري السابق.
وأصبحت فيه الثقافة سلعة زائدة في المجتمع، وهنا نتحدث عن سنوات من تهديم المدن وقطع الطرقات والأسوار الطائفية والتفجيرات الإرهابية والبطالة، بعد تعطل المعامل والزراعة وانعدام الكهرباء وخراب الطرق وتهالك المؤسسات التعليمية والصحية. انشغل المثقف، مثلما المواطن البسيط، بلقمة العيش في جو غير مستقر لا يدفع للتأمل والكتابة.
والكتابة عموما بحاجة لفسحة من الاستقرار لكي تنمو. وثمة فوضى عارمة غير مسبوقة على الصعد كافة، تشمل الحداثة وما بعد الحداثة، والتراث وإعادة قراءة التاريخ، والتسامح والتعصب، والقديم والجديد، إذ يمكن للفرد أن يجدها في روحه متجاورة، مثلما يجدها في الشارع والمدينة والبلد، وهي فوضى عجيبة لم تقع على وصلتها لحد الآن.
مآزق الاجتياح الأميركي
-
ما مدى تأثير الاجتياح الأميركي على العراق ومنجزه الأدبي؟ وكيف تقيم طبيعة الكتابات النقدية والأدبية التي تصدت له بالدرس والتخييل بالاستناد إلى التجربة الإبداعية؟
أحدث الاجتياح الأميركي زلزالا هائلا في بنية المجتمع العراقي، وأطلق بركان الشرور كلها. تفجرت المكبوتات الطائفية والقومية في ظل انفلات هائل بعد انهيار الدولة التام. وأصبح السلاح عنوانا لمرحلة سوداء من تاريخ العراق الحديث.
أحدث الاجتياح الأميركي زلزالا هائلا في بنية المجتمع العراقي، وأطلق بركان الشرور كلها. تفجرت المكبوتات الطائفية والقومية في ظل انفلات هائل بعد انهيار الدولة التام. وأصبح السلاح عنوانا لمرحلة سوداء من تاريخ العراق الحديث.
ومثلما خلخل البنية الاجتماعية بأبشع ممارسة، جرى الأمر ذاته على النشاطات الأدبية والفنية والثقافية، لأن الحياة باتت مشلولة، ولم يعد هناك سينما ومسرح ومهرجانات وفعالات مدنية طبيعية. ورافق ذلك صعود التطرف والقتل على الهوية، وعنف الاحتلال. لقد أدى عنف الاحتلال إلى قتل 11 فردا من عائلتي بصاروخين أميركيين استهدفا بيت عمي، وكان من بين القتلى أبي وعمي واثنان من أبناء أخويّ و7 من أبناء عمومتي بينهم أطفال أصغرهم لا يتجاوز عمره السنتين.
تلك التجربة الخاصة مع الاحتلال وعنفه، حولتها إلى رواية عنوانها "بلاد سعيدة" وصدرت عن دار التكوين عام 2008. على صعيد الثقافة لا يذكر المواطن العراقي أي فعل ثقافي قدمه الاحتلال، كان حاضرا عبر البندقية والعنجهية الاستعمارية فقط. كان السلاح، وعلى امتداد الحقبة الماضية، هو الحاكم الفعلي في الشارع.
لكن، من جانب آخر، حدثت تحولات أخرى يمكن اعتبارها تحولات إيجابية، فبعد انهيار سلطة الحزب الواحد تم الغاء الرقابة الرسمية وصدرت صحف عديدة تمثل مختلف التيارات السياسية، وبدأت المطابع الأهلية تؤسس لحركة نشر خارج الرقابة والحكومة، وتمتع قطاع النشر بشيء من الحرية.