منتدى الجزيرة للصحافة العلمية يناقش واقعها وتحديات الرقمنة والمصداقية

المذيعة وسيلة عولمي قدمت المنتدى (الجزيرة)

اختتمت اليوم الاثنين فعاليات منتدى الجزيرة للصحافة العلمية، والذي عقده معهد الجزيرة للإعلام عبر الإنترنت، واستمر على مدار يومين.

وحضر المنتدى 1500 مشارك من 40 دولة، وبلغت مشاهداته 350 ألف مشاهدة على منصات معهد الجزيرة للإعلام.

وبالموازاة مع منتدى الجزيرة للصحافة العلمية، أصدر المعهد دليلا للصحافة العلمية، ويمكن تحميله عبر هذا الرابط.

وفي افتتاح المنتدى تحدث الدكتور ياسر بشر المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بشبكة الجزيرة الإعلامية، عن الأسباب التي تجعل من انتقال الأخبار العلمية الخاطئة والمضللة أمرا سهلا، مثل "الانحياز التأكيدي" (confirmation bias) وهو ميل الشخص للتفسير الذي يتوافق مع معتقداته.

وأشار الدكتور بشر إلى التحديات التي تواجه الصحافة العلمية، مثل تغير طبيعة غرف الأخبار، وكيف أثر التحول الرقمي وخوارزميات غوغل وفيسبوك والصحافة الرقمية على الصحافة التقليدية، مما أدى إلى تقليل عدد الصحفيين العلميين المتخصصين.

وقال الدكتور إن من المهم بناء الثقة بين الجمهور وغرف الأخبار عبر التعامل مع العلماء، لأن هذا يعطي الثقة للجمهور بأن مصدر المعلومة موثوق.

وفي اليوم الأول للمنتدى عقدت 5 جلسات:

  • الجلسة الأولى: العلاقة بين الصحافة والعلوم – د. عصام حجي، وحاوره د. أسامة أبو الرب محرر الشؤون الطبية في الجزيرة نت.
  • الجلسة الثانية: من هو الصحافي العلمي؟ – المحرر العلمي للجزيرة نت الدكتور مجدي سعيد.
  • الجلسة الثالثة: تبسيط العلوم والوساطة بين الجمهور والعلماء – المهندس ومنتج المحتوى نجيب المختاري.
  • الجلسة الرابعة: الصحافة العلمية والمصادر – معد دليل الصحافة العلمية لمعهد الجزيرة للإعلام علي شهاب.
  • الجلسة الخامسة: واقع الصحافة العلمية في العالم العربي – ملاك مكي، وهي باحثة في مرحلة الدكتوراه.

وقال عالم الفضاء المصري الدكتور عصام حجي، إن عملية التساؤل التي تقوم بها الصحافة العلمية تكسر حلقة الطاعة المطلقة الموجودة في عالمنا العربي، وهذه الطاعة المطلقة هي عائق ضد التطوير. وشدد على أهمية دور العلماء في إيصال المعلومة العلمية، وأهمية تواصلهم مع وسائل الإعلام.

كما تمنى حجي أن "يتم فصل العلم عن المشهد السياسي العبثي في العالم العربي، وأن يتم وضع قطاعات العلم والتعليم والصحة في كفة أخرى بعيدا عن السياسة". وأكد حجي على أنه لا معنى للحديث عن الإبداع العلمي في ظل غياب الحرية.

أما اليوم الثاني من المنتدى، فتضمن ورشتي عمل:

  • توظيف صحافة البيانات في القصص العلمية –  د. أروى الكعلي، الأستاذة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس.
  • الصحافة الاستقصائية العلمية – الأستاذ محمد أحداد، صحفي استقصائي بمعهد الجزيرة للإعلام.

ومن النقاط التي جرى تناولها في المنتدى:

  • الصحافة العلمية يجب أن تجد لها موطئ قدم داخل غرف التحرير .
  • الخبر السياسي يطغى على الخبر العلمي، وهنا يبرز دور الصحافة العلمية.
  • تبسيط العلوم صار ضرورة حتمية كي يشعر الجمهور بأن القصص العلمية تمسه بشكل مباشر.
  • يجب أن يتوفر الصحافي على قدرات لغوية وعلمية وصحافية كي يبسط المحتوى العلمي.
  • التجربة العربية في الصحافة العلمية لا تزال في بداياتها الأولى.
  • انتشار فيروس كورونا أعاد النقاش حول أهمية الصحافة العلمية.

من جهته قال الأستاذ منتصر مرعي، مدير المبادرات الإعلامية بمعهد الجزيرة للإعلام، في تصريح خاص للجزيرة نت إن "المنتدى كان فرصة قبل كل شيء للإنصات للتجربة العربية في مجال الصحافة العلمية، وقد كانت المداخلات منسجمة مع الأهداف التي سطرناها لمنتدى الجزيرة للصحافة العلمية، وفي مقدمتها القدرة على الفصل بين الخبر السياسي والعلمي".

وأضاف مرعي "يثبت حجم التفاعل الكبير مع فعاليات المنتدى من لدن الصحافيين والمهتمين، أن هناك تعطشا لامتلاك أدوات الصحافة العلمية كممارسة حديثة، مع أمل أن يساهم المنتدى في خلق تراكم معرفي في ما يرتبط بهذا المجال، بالإضافة إلى دفع غرف التحرير للاستعانة بصحافيين علميين لديهم القدرة على التعامل مع القضايا العلمية بعيدا عن التحليلات الفضفاضة والأخبار الزائفة، بغاية إحداث أثر في المجتمع، والأثر هذه المرة ليس سوى الحفاظ على حياة البشر".

المصدر : الجزيرة