كيف تؤثر الأنشطة الثقافية على الأفراد منذ الولادة وحتى سن 25؟
سيكون مئات الأطفال المولودين بمدينة ليستر البريطانية محل متابعة مستمرة في أول 25 سنة من حياتهم لدراسة تأثير تعرضهم المنتظم للأنشطة الثقافية والفنية، إذ بدأت الجمعة الماضية دراسة أكاديمية عن تأثير أنشطة الفنون المستدامة على شخصية المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و25 سنة.
وينطلق المشروع وسط قلق مستمر بشأن انخفاض توفير الفنون بجميع مستويات التعليم المدرسي. وسيتم خلال السنة الأولى من المشروع تقييم الأنشطة الثقافية التي تشهد أكبر قدر من مشاركة الأطفال في سن مبكرة وأسرهم من أجل بناء "انطباع حقيقي" عن نوع المشاركة التي يحتمل أن يكون لها تأثير على "المشاركة الثقافية المستدامة والمستمرة".
وسيجري اختيار مئة طفل وعائلاتهم من جميع أنحاء ليستر كل عام للسنوات الأربع القادمة. وسيعمل الباحثون على تصميم الأنشطة مع الأسر باستخدام النتائج التي سيتوصلون إليها، لتطوير برنامج أوسع يمكن تطبيقه في مختلف المدن في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وستكون أنشطة الأطفال مثل القراءة والاستماع للموسيقى وتعلمها والذهاب لدور السينما وزيارة المسارح والمكتبات والمتاحف منطلقات يهدف مشروع "Talent25" لتقديم أول دليل أكاديمي صارم على تأثيرها. كما يأمل داعمو المشروع أن يتوصلوا لنتائج حول ما لا يفيد أو لا ينجح عندما يتعلق الأمر بإشراك الأطفال ثقافيا وتطوير المواهب.
وقال دومينيك شيلارد نائب رئيس البلدية إنه يعتقد أن المشروع سيكون بمثابة نقطة تغيير. وأضاف "أنا أؤمن إيمانا راسخا بأن الدافع الخلاّق موجود فينا جميعا منذ الولادة، ولكن يجب أن نزرع هذا نحن البالغين مع الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين وصانعي السياسات كذلك، وكل واحد منّا عليه واجب القيام بدور لضمان أن الشباب لديهم تكافؤ في فرص المشاركة في الأنشطة الفنية والثقافية مثل الفن والموسيقى والرقص".
وقال إن المشروع سيكشف الكثير عن الفرص المتاحة وإمكانية الوصول والتعرض إلى الفنون، "بشكل حاسم، سيعطينا في الوقت المناسب المعلومات والبيانات والبصيرة اللازمة للسماح لجميع أطفالنا وشبابنا بالاستمتاع بمزايا الحياة الثقافية الكاملة".
سينتقي البرنامج 100 طفل وأسرهم في عام 2019 ويتتبعهم لمدة 25 سنة القادمة. وسيتم تعيين 100 آخرين في عام 2020، وسيتكرر ذلك مجددا لمدة عامين آخرين على الأقل.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الفنون في إنجلترا دارين هينلي إن كل طفل لديه القدرة على الإبداع، ويجب أن تتاح الفرص كذلك ويتم توفير إمكانات متساوية، وأعرب عن أمله "أن تساعدنا Talent25 على فهم أفضل لما يمكن أن يحدث فرقا في تطوير المواهب للشباب والمشاركة الثقافية".
والقصد من ذلك هو اكتشاف ما هو الأفضل في ليستر من أجل تطوير برنامج يمكن تطبيقه في مدن بريطانية مختلفة. ويحاول صناع سياسات الفنون بشكل متزايد شرح فوائد الفنون والثقافة بشكل أفضل من كونها مجرد متعة أو جيدة للروح الإنسانية.
وأعلن وزير الثقافة البريطاني جيريمي رايت مؤخرًا أنه سيعقد مؤتمرًا للأكاديميين والخبراء هذا العام لمناقشة وقياس القيمة الثقافية "حتى نكون في وضع أفضل لتقديم تصور كامل حول قيمة الثقافة الحقيقية للمجتمع".
ولدى مشروع "Talent25″ صدى من سلسلة الأفلام الوثائقية لـ"Michael Apt’s Up" التي تعقبت حياة 14 طفلا بريطانيًا منذ عام 1964، وسلسلة "طفل من وقتنا" لروبرت وينستون للبي بي سي والجامعة المفتوحة، والتي تعقبت 25 طفلا ولدوا في عام 2000.